كل من شاهد الفيلم الإيطالي «مالينا» أو سمع عنه كان يعلم أن الفيلم المصري «حلاوة روح» المستوحى منه لن يمر مرور الكرام، لما يضمه الفيلم الإيطالي من مشاهد خارجة وعلاقة جنسية «تخيلية» بين امرأة وطفل.

وهذا ما حدث، فمنذ عرض «حلاوة روح» طالبت بعض الجهات بوقف عرضه لما سينتج عنه من آثار قد تضر بالمجتمع، ولكن البعض الآخر دافع عن عرض الفيلم ليس مدحا فيه، ولكن لعدم اقتناعه بفكرة منع عرض الأعمال الفنية.

وقالت سامية حبيب، أستاذ النقد والدراما، إن «الفيلم لم يمنع من العرض وإنما صدر قرار بعودته إلى الرقابة لمشاهدته مرة ثانية»، مؤكدة أن «هناك شبه محاباة من جانب الرقابة، لأن أحمد عواض رئيس الرقابة على المصنفات الفنية مرتبط بأعمال مع السبكي».

وأشارت حبيب لـ«بوبة الشروق»، اليوم الخميس، إلى أن «الإبداع ليس في المطلق، ولابد أن يقدم قيمة فنية وجمالية، إنما العري والإباحية لا تُقبل»، مؤكدة أن الفيلم «مأخوذ عن فيلم أجنبي ودائما تمصير الأفلام لا يصل إلى الهدف الفكري من الفيلم الأجنبي ويأخذ منه التعري وغيره فقط».

وأضافت أستاذة النقد، أن «تاريخ إنتاج شركة السبكي هو مزيج من الرقص المبتذل وألفاظ ونكت خارجة وبلطجة من أول فيلم اللمبي وحتى عبده موتة، لذلك فإن الحكم يكون على منظومة الإنتاج لشركة السبكي الفاسدة وليس الفيلم وحده».

وحول خوف البعض أن يتم منع الأفلام من العرض وفقًا لأهواء أحد، أكدت حبيب، أن «القرار ليس لأهواء شخصية وإنما على أساس جمالي وخطأ من الرقابة يجب تصحيحه»، موضحا أنه «إذا تم منع فيلم بعد ذلك يقدم قيمة فنية سندافع عن حرية الإبداع، ولكن السبكي ليس إبداعا».

ومن جانبها، قالت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، إنها «ضد قرار منع الفيلم لأنه ليس من اختصاص المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اتخاذ هذا القرار بعد موافقة الرقابة على عرضه».

وأضافت خير الله لـ«بوابة الشروق» أن تقييمها للفيلم أنه «رديء على المستوى الفني، ومع ذلك لا يحق لرئيس الوزراء منع عرضه، وعرضه على المصنفات بعد أن شاهدته هيئة الرقابة مرتين ووافقت على عرضه».

وأوضحت الناقدة السينمائية، أن «قبول هذا القرار يفتح الباب على مصرعيه للإجراءات التعسفية، ويمنع أي أحد عرض الأعمال الفنية على هواه، مشيرة إلى أن الدستور لا يتح منع الفيلم طالما أن الفيلم لا يحرض على العنف، وأنه إذا ثبت ذلك سيحال العمل الفني إلى المدعي العام ثم يمنع بأمر قضائي».

وحول تنفيذ قرار المنع، أوضحت خير الله أن القائمين على الفيلم أكدوا أنه «استمر في العرض حتى الساعة التاسعة مساء أمس ولم يمنع من دور السينما».

وعن انتقاد البعض للمشاهد الجنسية التي يضمها الفيلم، قالت خير الله، إن «بطلة الفيلم هيفاء وهبي، لم تقم بأي مشاهد جنسية مع أحد بما فيهم الطفل المشارك في البطولة، إلا أنه يوجد مشهد اغتصاب في آخر الفيلم».