محلل سياسى بصحيفة الشرق الأوسط: باتريك سيل سيظل يُذكر كظاهرة إعلامية وثّقت المشرق العربى وأحبته - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 12:42 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محلل سياسى بصحيفة الشرق الأوسط: باتريك سيل سيظل يُذكر كظاهرة إعلامية وثّقت المشرق العربى وأحبته

الكاتب والمؤرخ باتريك سيل
الكاتب والمؤرخ باتريك سيل
بوابة الشروق
نشر في: الخميس 17 أبريل 2014 - 10:09 ص | آخر تحديث: الخميس 17 أبريل 2014 - 10:09 ص

كتب الصحفى والمحلل السياسى بصحيفة الشرق الأوسط، إياد أبو شقرا، اليوم الخميس، فى مقاله عن الكاتب والمؤرخ والإعلامى الموسوعى باتريك سيل الذى توفى قبل بضعة أيام عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، كما عرفه.

وقال أبو شقرا، إنه «فى الأعمّ الأغلب يصعب حتى على الصحفيين الكبار الجمع بين البحث الأكاديمى الموضوعى.. والحس الصحفى اللمّاح، ولكن الاستثناءات موجودة، لكن بصفة عامة من الصعب أن يتغلب هذا على ذاك، أو العكس. وفى الإعلام العالمى بلغ كثيرون مرتبة «المرجعية» فى قضايا تتعلق بتخصّص فرّغوا له نصيباً كبيراً من رحلة عمرهم. وبعضهم حصل على درجات أكاديمية رفيعة من دون أن يخطر ببالهم الإشارة إليها ولو تلميحاً فى سيرهم الذاتية. ومن هؤلاء باتريك سيل».

وأضاف المحلل السياسى بصحيفة الشرق الأوسط، «التقيت بباتريك سيل لأول مرة فى أواخر عام 1982، وكنت حريصاً على اللقاء أمام خلفية الاجتياح الإسرائيلى للبنان، إذ كان يهمنى كثيراً أن أتعرّف بأولئك الكتاب المتخصصين بشئون الشرق الأوسط فى كبريات الصحف البريطانية لأتعلم منهم، وأنقل إليهم صورة ما يحدث وتداعياته من شخص تسكنه المنطقة، وإن كان قد غادرها جسدياً».

وتابع «وكان بين من عرفت عن كثب باتريك سيل... والصديق إدوارد مورتيمر، الذى كان فى تلك الفترة مُشرفاً على شئون الشرق الأوسط فى صحيفة «التايمز» ما قبل عصر رووبرت مردوخ، وكان مراسلها فى بيروت حينذاك روبرت فيسك. ولقد استمرت الصداقة مع إدوارد حتى بعد مغادرته «التايمز» إلى «الفايننشيال تايمز»، ثم انتقاله إلى الأمم المتحدة مستشاراً إعلامياً لكوفى أنان إبان تولى الأخير الأمانة العامة. أما علاقة الود مع باتريك سيل فاستمرت.. ولكن من دون أن تتحوّل إلى صداقة وثيقة، وهذا مع أننا بقينا نلتقى فى المناسبات ونتبادل الأحاديث السريعة».

وقال أبو شقرا، إن اللقاء الأول كان «فى أحد المطاعم اللبنانية فى لندن. ومنذ اللحظة الأولى أخذ بلباقته وروحه المرحة (يستنطقني)، مهتماً بالإحاطة بخلفيتى الشخصية الدينية والمذهبية والمحلية لكى تتكامل لديه الصورة عن محدّثه، كيف لا وهو الذى فهم (على الطبيعة) تكامل هوية الإنسان المشرقى وتعقيداتها وتداخل دوائرها، والذى عاش فى بيروت وتنقّل فى لبنان وسوريا لسنين... فبات من (أهل البيت) كما يقال».

وأضاف الكاتب الصحفى، أنه «من ذلك اللقاء اكتشفت سيل الإنسان اللطيف والذكى المثقف، وأعجبنى اسما ولديه.. أورلاندو ودليلة. وبعد عشاء طويل ناقشنا خلاله أحداث المنطقة معرّجين على جوانب من تاريخها، أوصلته بسيارتى إلى بيته فى شارع موتكوم ستريت، عند الحد الفاصل بين حيى بلغرافيا ونايتسبريدج الراقيين، قرب فندق الكارلتون تاور. وكنت قد علمت منه أن مسكنه جزء من «الجاليرى» الذى يملكه للصوَر والتحف الفنية، وكان خبيراً فيها وفى تجارتها. ولاحقاً علمت أنه كان وكيلاً لفنانين وأدباء بينهم الموسيقار النابغة يهودى مينوهين».

وقال أبو شقرا، إنه «قبل 1982 كنت متشوّقاً إلى التعرف إلى ذلك الرجل الذى كتب أحد أمتع كتابين قرأتهما عن سوريا، لتاريخه، وهما (مذكرات خالد العظم) وكتابه القيّم (الصراع على سوريا (The Struggle for Syria)- المنشور عام 1965)– الذى كنت قد قرأته بنهم إبان دراستى فى الجامعة».

وتابع «من ناحية ثانية، لفرط موسوعية سيل وإلمامه المدهش بشئون الشرق الأدنى، وخصوصاً سوريا ولبنان، أحيطت شخصيته عندى قبل أن التقيه بهالة من الشائعات والغموض، يومها كنا صحفيين شباناً طارئين على المشهد الإعلامى البريطانى الرّحب والعميق. وكانت (نظرية المؤامرة) راسخة فى أذهاننا.. أليس كل مستشرق (مشروع مؤامرة تجسّس) ما لم يكن جاسوساً بالمطلق؟! على الأقل هذا ما سمعته فى بداية مشوارى الصحفى عن ديفيد هيرست مراسل (الجارديان) فى بيروت، إذ نبّهنى صحفى لبنانى مخضرم قائلاً: "لا تُعجب كثيرا بأمثاله.. فكلّهم فى النهاية جواسيس"!.»

وأوضح المحلل السياسى بصحيفة الشرق الأوسط، أن «ما يخصّ باتريك سيل لم يقف (الغموض) عند هذا الحد، إذ تناهى إلى سمعى ذات يوم أنه (يهودى).. وما أدراك معنى أن يكون يهودياً ذلك الكاتب الخبير فى شئون بلادنا الذى يؤثر فى الرأى العام وتصغى لما يقوله الحكومات».

وتابع «ثم سمعت أن أمه (علوية) فى محاولة لتفسير تعاطفه الشديد مع البعث بشقه (الأقلياتى) الذى حكم سوريا- ولو من وراء الستار- منذ 1963 فى أعقاب سقوط حقبة لؤى الأتاسى التى أنهت حكم (الانفصال) وما يسمى بمجموعة (الضباط الشوام)».

وختم الصحفى والمحلل السياسى بصحيفة الشرق الأوسط، إياد أبو شقرا، مقاله قائلًا: «فى حقيقة الأمر، وهذا هو الجانب المهم، أن سيل سيظل يُذكر كظاهرة إعلامية وبحثية وثّقت المشرق العربى وأحبته وفهمته- أحيانا أكثر من الكثير من مثقفيه- بغض النظر عن مواقفه الحذرة والمشكّكة، وآرائه الملتبسة عموماً، بعد الانتفاضة السورية عام 2011، ومن دون التوقّف طويلاً عند بعض السيَر الشخصية التى كتبها فى أواخر سنوات عمره، والتى أزعم أنها لم تضف إلى رصيده الشىء الكثير».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك