القادم أفضل بشرط أن يتكاتف جميع المواطنين المصريين لإعادة بناء البلاد من جديد ومساندة القيادة السياسية للعبور من هذه الأزمة الخانقة التى تعرضت لها مصر على مدار أكثر من ثلاث سنوات ونصف. هكذا يجب أن يكون الوضع الحالي في البلاد كما يشخصه اللواء محمد رضا داود، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة والمدير العام والعضو المنتدب لشركة لاكي تورز، الذي يؤكد فى بداية حديثه لـ« مال وأعمال» أن السياحة بدأت تنتعش بعد قرار إلغاء حظر السفر من أكثر من 7 دول أوروبية على منطقة جنوب سيناء وخاصة شرم الشيخ، بعد حادث أتوبيس طابا الإرهابي منذ فبراير الماضي.
«ننتظر قيام باقى الدول الأوروبية برفع حظر السفر المفروض على شرم الشيخ، حيث أننا نأمل أن تغير معظم الدول الأوروبية وجهة نظرها بشأن هذا القرار» قال داود مشيرًا إلى أنه يجب أن نشيد بجهود وزارتي السياحة تحت قيادة هشام زعزوع وزير السياحة فى المقام الأول وأيضًا الخارجية فى قرارات رفع حظر السفر عن شرم الشيخ خاصة من الدول الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر مثل ألمانيا وإيطاليا.
ويضيف اللواء رضا داود، أنه من المفروض على قطاع السياحة تكثيف الجهود التسويقية التي تقوم بها شركات السياحة والاستعداد الجيد للموسم الشتوي، ولذا يجب أن تهيئ الفنادق نفسها وتستكمل أعمال الصيانة استعدادًا لهذا الموسم الذى من المنتظر أن تعود فيه التدفقات السياحية لطبيعتها. كما يجب التركيز على السوق العربية خلال الفترة القادمة واستغلال المساندة التي يقوم بها الأشقاء العرب لمصر فى جذب المزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة. وعن استمرار قيام الفنادق والمنشآت السياحية بخفض الاسعار يرى رضا داود أن الأسعار لها آليات ولو أن هناك طلبًا زائدًا على المقصد السياحي المصري فمن المستحيل أن تقوم الفنادق بتخفيض السعر بل ستقوم على الفور بزيادة الأسعار بما يتناسب مع الإمكانيات التي يتميز بها المقصد السياحي المصري. مشيرًا إلى أن إشغالات فنادق شرم الشيخ والغردقة جيدة لكنها بأسعار غير مناسبة، نظرًا للظروف الصعبة التي مرت بها السياحة خلال الفترة الماضية والتى أدت إلى انحسار الحركة الوافدة لجميع المقاصد السياحية بلا استثناء.
وبالنسبة للاستثمارات السياحية، فيؤكد عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أنها متوقفة حتى الآن بسبب ظروف عدم الاستقرار التى عانت منها البلاد خلال الفترة الماضية، والتي أدت إلى عزوف المستثمرين العرب والاجانب عن الاستثمار في مصر خاصة ان اهم عوامل نجاح الاستثمار في أي مكان هو شعور المستثمر بالاستقرار والأمان، بالإضافة إلى حجم التسهيلات التى تقدمها الدول للمستثمرين الراغبين في ضخ استثمارات جديدة بأي مكان.
• إفلاس الشركات الروسية
وحول إعلان 10 شركات سياحة روسية إفلاسها، وهو ما يضع السياحة المصرية في مأزق، يؤكد اللواء رضا داود، أن التداعيات السلبية لهذه الازمة مازالت لم تصل إلى مصر إلا أننا نأمل أن تأتي السياحة الوافدة من روسيا مباشرة إلى مصر وليس من خلال السماسرة الأتراك المتحكمين في السوق الروسية الذى يعد أهم بل وأول الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر. مشيرًا إلى أننا يجب أن نسارع في إنشاء شركات سياحية مشتركة باستثمارات مصرية روسية، ونساعدهم في عمليات البيع والتسويق ولديهم من الإمكانيات ما يساعدهم على ضخ المزيد من السياحة إلى مصر.
ويرى داود، أننا نحتاج للمزيد من السياحة الروسية في الفترة الحالية لتعويض النقص الحاد من بعض الأسواق الأوروبية المصدرة للسياحة إلى مصر، والتي مازالت تفرض حظر السفر على منطقة جنوب سيناء وخاصة شرم الشيخ. كما يجب أن نستغل العلاقات السياسية المتميزة بين مصر وروسيا والتي ظهرت للعالم كله خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسي فلاديمين بوتين والتي كشفت عمق العلاقات بين البلدين كما ظهر واضحًا أن المباحثات المصرية الروسية بين القيادتين ليس لها سقف محدد.
وعن كيفية استفادة السياحة من مشروع محور قناة السويس الجديدة، يرى اللواء رضا داود، أنه عندما يتم تنفيذ المشروع فإنه سيحتاج إلى مشروعات سياحية وخدمية مكملة لمشروع القناة الجديدة، وهو ما يستلزم إنشاء مشروعات سياحية وخدمية فى مناطق قناة السويس والإسماعلية وبورسعيد. لافتًا إلى أن هذا المشروع سيساهم في وضع هذه المحافظات على خريطة السياحة العالمية وتسليط الضوء على هذه المنطقة، بعد زيادة الخدمات بها سواء من فنادق وخدمات سياحية مكملة بهذه المنطقة الواعدة.
• قرعة الحج.. وتقنين العمرة
وعن الاعتراضات التى أبدتها بعض شركات السياحة بخصوص القرعة الإلكترونية للحج السياحي، يرى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أنها اعتراضات مشروعة ويجب أن تؤخذ فى الاعتبار. مطالبًا بأن يتم إجراء القرعة بجميع أنواعها «داخلية – سياحة – تضامن» فى يوم واحد، لتحقيق العدالة فى تكافؤ الفرص خاصة أن المواطن الذي يتقدم لقرعة الحج السياحي له فرصة واحدة بعكس الذي يتقدم لقرعة التضامن والداخلية فله فرصتان كما يطالب بإلغاء المستويات، لأنه يجب أن يحدد المواطن وحده المستوى الذى يريده من وجهة نظره وليست وزارة السياحة المخولة بهذا الأمر.
وفيما يتعلق بالمشكلة التى أثار وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة والخاصة بتقنين العمرة كل خمس سنوات، يعترض رضا دواد على هذا الاقتراح، قائلا أنا ضد هذه الدعوة جملة وتفصيلا، خاصة أن بعض المسئولين الحكوميين مازالوا يطلقون على رحلات العمرة والحج «سياحة طاردة» وهى كارثة بكل المقاييس لأنها نشاط خدمي والسفر حق دستوري للجميع، وعندما تمنع مواطنيك من السفر لأى دولة فى العالم ستقوم هذه الدولة باتخاذ قرار المعاملة بالمثل، وسيتم عمل قيود على السائحين الوافدين لمصر في إطار نظام رأسمالي حر.
ويوضح أن هذا الاقتراح جانبه الصواب، لأن هؤلاء المعتمرين يسافرون على وسائل نقل مصرية من خلال شركات السياحة والطيران. والاثنان يؤدان الضرائب والرسوم المفروضة عليهما للدولة مثل رسم التنمية الذي يفرض تذاكر سفر الحجاج والمعتمرين وهو دخل يتجاوز ملايين الجنيهات بل ربما مليارات ستفقدها موازنة الدولة من الضرائب المفروضة على النشاط، خاصة أن أكثر من 70 % من الطاقة الناقلة للمعتمرين والحجاج تتم من خلال وسائل نقل مصرية سواء «برية وجوية أو بحرية».. وأتساءل هل تم منع استيراد سلع استفزازية من الصين وغيرها من الدول الأجنبية.