قررت نيابة قسم الجيزة، برئاسة المستشار حاتم فاضل، إخلاء سبيل والدة خمسة أطفال مصابين بالصدفية، وعثرت عليهم قوات الشرطة أسفل كوبرى الجيزة، كما قرر اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة نقل الأطفال لمستشفى قصر العينى، وأمر بسرعة علاجهم.
واستمعت النيابة لأقوال والدة الأطفال، والتى بدأت أقوالها بكلمة «حسبى الله ونعم الوكيل» من أى إنسان ظلمها فى هذه الدنيا وأنها لم تكن تنوى أن تترك أطفالها فى العراء وظروفهم الصحية جعلتها لم تستطع أن تتكفل بهم ووصل بها الأمر إلى طريق مسدود، ما دفعها إلى التفكير فى الانتحار أكثر من مرة.
وأضافت، أمام النيابة أنها سيدة صعيدية الأصل وتزوجت من رجل فى محافظة الإسكندرية، يعمل فى مجال المقاولات، ودخله من العمل لا يكفى مصاريف بيته، وأنها عملت فى البيوت كخادمة لمساعدته على تحمل تكاليف المنزل معه ولكن الظروف كانت أقوى منها.
وأضافت أنها أنجبت منه 5 فتيات أكبرهم تبلغ من العمر 11 عاما، مشيرة إلى أن 3 منهن أصبن بمرض جلدى «الصدفية» والأخريين بخير.
وأشارت الأم إلى أنها حاولت علاج بناتها من المرض خاصة بعد نفور الناس منها ومنهن، لكن لم تستطع دفع تكاليف العلاج لهم، وهو ما تسبب فى وجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها، وأن الخلافات الزوجية بلغت ذروتها بينها وبين الزوج، مشيرة أنه لم يستطع تحمل مسؤولية الأطفال وطلقها وتركهم لها، دون أن يهتم لأمرهم وجلست الأم بالشقة التى استأجرها لهم زوجها تحاول علاج أطفالها من جانب ودفع إيجار الشقة من جانب آخر إلا أنها فشلت فى تحمل دفع الإيجار وهو ما دفع صاحب الشقة لطردهم منها.
ضاقت الدنيا بوجهها ولم تجد من يعاونها فى الإسكندرية فتوجهت إلى الجيزة لمنزل شقيقة زوجها، فى محاولة لإنقاذ أطفالها، مشيرة إلى أن شقيقة زوجها لم تتحمل وجودهم وخشيت أن يمتد المرض إلى أبنائها فقامت بطردهم من المنزل وفى تلك الساعة بعد خروجها عرضت سيدة عليها أن تتبنى طلفتين من أطفالها وتعالجهم على حسابها إلا أن الأم رفضت أن تتخلى عن أبنائها.
وأضافت أنه عندما ضاقت بها الدنيا ذهبت إلى عم زوجها وأخبرته أنها سوف تضع الأولاد أسفل كوبرى الجيزة، وبعدها تركتهم بجوار بائع فاكهة وقلبها يتقطع، ولكن أملا فى أن يحن أهلهم عليهم ويأتوا لإنقاذهم ولكن لم يحدث ذلك، مشيرة إلى أن قلب الأم لم يطاوعها وعادت مرة أخرى وأحضرت لهم عصيرا معها، ودارت فى الميدان تبحث عنهم، لتعلم أن الشرطة أخذت الأطفال للقسم.