قال اللواء أسامه المندوه، قائد إحدى مجموعات الاستطلاع بحرب السادس من أكتوبر، ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن القدر ساقه ليخوض في القضية التي ولدت في نفس عام مولده، منذ عام 1948 حتى انتهاء خدمته في جهاز المخابرات العامة عام 2012، مشيرا إلى مشاركته ضد إسرائيل في حربين هما الاستنزاف و6 أكتوبر، فضلا عن كونه قنصل مصر العام في إسرائيل سابقًا، ثم عمله في شؤون الشرق الأوسط بجهاز المخابرات العامة.

وأضاف «المندوه»، خلال لقائه ببرنامج «الدفاتر القديمة»، المذاع عبر فضائية «النيل الثقافية»، مساء الثلاثاء، أنه تخرج من الكلية الحربية في عام 1967، وكانت دفعته هي الأولى بعد حرب النكسة، وهي الدفعة التي حملت الآمال بعد الحرب، موضحًا أن الفترة التي تلت الحرب قسمت إلى 3 مراحل رئيسية هي الصمود ثم إنشاء منظومة الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف.

وأوضح أن الهدف من الثلاث مراحل الرئيسية هو توصيل رسالة لإسرائيل بأنها لن تفرح بالخط الذي وصلت إليه في سيناء، وأنها ستدفع ثمنًا باهظًا جدًا لوصولها إلى هذه النقطة على الشاطئ الشرقي لقناة السويس، مشيرًا إلى خوض إسرائيل لأطول حرب في تاريخها خلال سنوات حرب الاستنزاف، وهو ما كلفها كثيرًا لأن الجيش الإسرائيلي يعتمد على الاحتياط من خلال التعبئة والاستدعاء، وخلال حرب الاستنزاف كانت تعبئة جزئية وهذا يكلف خزينة الدولة كثيرًا.

ولفت إلى قول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، مناحم بيجين، عند قوله أن إسرائيل خاضت مع مصر والعرب خمسة حروب وليس أربعة، وسمى من بينهم حرب الاستنزاف، متابعًا: «حرب الاستنزاف هي حرب بتخطيط مصري، لأن العدو وصل لخط القنال؛ هيعمل حرب استنزاف ليه، إحنا اللي عملناها لأن هناك خط بارليف الذي يريد الجيش أن يقتحمه، وهو بحاجة لمعلومات عنه، وكانت مجموعات خلف خطوط العدو تستكشف وتجمع معلومات شاملة حول النقط القوية والاحتياطي التابع لها، حقول الألغام والتخطيط الهندسي ثم تقوم قوات الصاعقة بالإغارة».

وتابع: «كل هذا حتى نقلق إسرائيل ونقول لها إنها ستدفع ثمنًا باهظًا، وحدث ذلك حتى جاءت مبادرة روجرز، لوقف إطلاق النار والقرار 242 لانسحاب إسرائيل من سيناء، وأنا أحمد الله أن إسرائيل لم تستجيب ولم تنسحب، لأنها لو كانت انسحبت كنا سنسترد الأرض ولكن لم نكن لنسترد كرامة الجندي المصري والشعب المصري والعربي».

يذكر أن دار الشروق للنشر والتوزيع، نشرت كتاب «خلف خطوط العدو» لمؤلفه اللواء أسامة المندوه، من تحرير وتوثيق الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، مدير تحرير جريدة الشروق، والذى يحكى قصة بطولة ملحمية لـ«مجموعة استطلاع» مصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، دفعتها القيادة المصرية منذ بداية الحرب للتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى «أم مرجم» و«مطار المليز» الحربى، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس.