كل هؤلاء أحبوها.. تعرف على عشاق مي زيادة في ذكرى رحيلها الـ77 - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل هؤلاء أحبوها.. تعرف على عشاق مي زيادة في ذكرى رحيلها الـ77

شيماء شناوي:
نشر في: الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 12:40 م | آخر تحديث: الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 12:40 م

«أنا امرأة قضيت حياتي بين قلمي وأدواتي وكتبي ودراساتي، وانصرفت بكل تفكيري إلى المثل الأعلى، وهذه الحياة "المثالية" التي حييتها جعلتني أجهل ما في هذا البشر من دسائس»، صاحبة هذه العبارة هى الأديبة اللبنانية مي زيادة، التى تحل اليوم ذكرى رحيلها الـ77.

وقع فى عشق «مي» الكثير من كبار الأدباء في عصرها، بسبب ثقافتها الكبيرة وانفتاحها الفكري، في وقت لم يكن مسموح فيه للمرأة بالظهور، فأنشأت صالونها الثقافي، الذي يعقد كل ثلاثاء، ويحضره العديد من الأدباء، كما كتبت في كبرى الصحف، ومن هنا كان اللقاء الفكري ثم التقارب الروحي الذي جعل كبار هؤلاء الأدباء يحبونها ومنهم؛ «أحمد شوقي، وعباس محمود العقاد، والشيخ مصطفى عبدالرازق، والشاعر ولي الدين يكن، وجبران خليل جبران» وهو الحب الذي جعلهم، ينظمون فيها قصائد الشعر والنثر، ويكتبون فيها ما لم يكتبه أحدهم في غيرها.

ماري إلياس زيادة هو اسمها الحقيقي، ولدت في مدينة الناصرة الفلسطينية 11 فبراير 1886، ابنة وحيدة لأب لبناني وأم فلسطينية، تلقت دراستها الابتدائية في «الناصرة»، أما المرحلة الثانوية فدرستها في لبنان، ثم رحلت مع أسرتها إلى القاهرة، وتلقت تعليمها الجامعي في كلية الآداب، فأتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما أجادت «الألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية»، وكتبت عدة أشعار باللغة الفرنسية، كما عكفت على إتقان اللغة العربية، ولها دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.

أثارت «مي» اهتمام المثقفين والساسة والأدباء، وكانوا يلتقون في بيتها كل ثلاثاء، وهو الموعد المحدد لصالونها الأدبي «صالون الآنسة مي»، يتناقشون في القضايا الثقافية والأدبية، وقد اعتاد على حضور هذا الصالون، كبار الساسة والمثقفين أمثال؛ «محمد عبده، وقاسم أمين، وطه حسين، وإسماعيل صبري، ومصطفى صادق الرافعي».

وكان الشاعر إسماعيل صبري يقول في صالونها: «روحي على بعض دور الحي حائمة.. كظامئ الطير تواقاً إلى الماء.. إن لم أمتع بمي ناظري غداً.. لا كان صبحك يا يوم الثلاثاء».

• فراشة الأدب وأمير الشعراء

كان أمير الشعراء أحمد شوقي من أكثر الأدباء محبة لفراشة الأدب مي زيادة، ووصف شعوره نحوها شعراً: «إذا نطقت صبا عقلي إليها وإن بسمت إليَّ صبا جناني».

• فراشة الأدب وشيخ الشعراء

كان شيخ الشعراء إسماعيل صبري، من بين الذين تم تداول رسائلهم أو سيرة الحب بينه وبين الأنسة «مي» وفيها كتب: «وأستَغفر الله من بُرهَةٍ منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا».

• فراشة الأدب والشيخ العاشق

كان الشيخ مصطفى عبدالرازق، من الشخصيات التي تحرص على حضور صالون مى الثقافي، بل كان حريص على مراسلتها عندما يكون خارج مصر، وكتب عنها يقول: «أديبة جيل، كتبت في الجرائد والمجلات، وألفت الكتب والرسائل، وألقت الخطب والمحاضرات، وجاش صدرها بالشعر أحيانًا، وكانت نصيرة ممتازة للأدب تعقد للأدباء في دارها مجلسًا أسبوعيًا، لا لغو فيه ولا تأثيم، ولكن حديث مفيد وسمر حلو وحوار تتبادل فيه الآراء في غير جدل ولا مراء».

وفي الرسالة التي أرسلها لها من باريس، يمكن الاستدلال على ما في قلبه من عشق، حين قال: «وإني أحب باريس، إن فيها شبابي وأملي، ومع ذلك فإني أتعجل العودة إلى القاهرة، يظهر أن في القاهرة ما هو أحب إليَّ من الشباب والأمل».

• فراشة الأدب وعباس العقاد

كان عباس العقاد من أكثر الشخصيات وضوحًا في مشاعره تجاه «مي» وكان شديد الغيرة عليها، رغم أن مى لم تكن تبادله نفس المشاعر، بل كانت مذبذبة، حتى ذهب قلبها إلى رجل أخر وهو «جبران خليل جبران»، فكتب العقاد يقول لها، «كانا يتناولان من الحب كل ما يتناوله العاشقان على مسرح التمثيل ولا يزيدان، وكان يغازلها فتومئ إليه بإصبعها كالمنذرة المتوعدة، فإذا نظر إلى عينيها لم يدر، أتستزيد أم تنهاه، لكنه يدري أن الزيادة ترتفع بالنغمة إلى مقام النشوز».

• فراشة الأدب وجبران خليل جبران

كان الحب المتبادل بين مي زيادة، وجبران خليل جبران من خلال الرسائل، فقد أحبا بعضهما ولم يلتقيا حتى رحيلهما، وعلى عكس من عشقوا مي، فهى من وقعت بغرام جبران، فكتبت: «جبران، ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي وأني أخاف الحب، كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرط فيه؟ الحمد لله أنني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به؛ لأنك لو كنت الآن حاضرًا بالجسد لهربت خجلًا من هذا الكلام، ولاختفيت زمنًا طويلًا فما أدعك تراني إلَّا بعد أن تنسى»، ليرد عليها: «الكلمة الحلوة التي جاءتني منك كانت أحب لديَّ وأثمن عندي من كل ما يستطيع الناس جميعهم أن يفعلوا أمامي، الله يعلم ذلك وقلبك يعلم».

وقال عنها أحمد حسن الزيات، صاحب مجلة الرسالة: «تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة".

رحلت عن عالمنا فراشة الأدب مي زيادة في مثل هذا اليوم، 17 أكتوبر 1941، في مستشفى المعادي، وقد رثاها «العقاد» قائلاً: «كل هذا في التراب آه من هذا التراب»، وقالت هدى شعرواي في تأبينها:«كانت مي المثل الأعلى للفتاة الشرقية الراقية المثقفة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك