عام على مذبحة «مسجد الروضة».. الحياة مستمرة - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام على مذبحة «مسجد الروضة».. الحياة مستمرة

كتب ــ مصطفى سنجر:
نشر في: السبت 17 نوفمبر 2018 - 4:00 م | آخر تحديث: الأحد 18 نوفمبر 2018 - 4:02 م

الأهالى: «قدرنا البقاء هنا.. وهدفنا نجيب حق الشهداء.. ونحتاج إلى تأهيل نفسى مكثف»


على بعد نحو 2 كيلو متر من منطقة مزار، بالجهة الشرقية لقرية الروضة، توجد 10 خنادق مستطيلة الشكل تغطيها الرمال.. تحفظ فى باطنها بجثامين يقارب عددها أيام العام الأول الذى مر على ذكرى مذبحة «مسجد الروضة»، الذى لا يزال يصدح بالأذان خمس مرات، كما كان قبل يوم المذبحة التى لم تشهد مصر قبلها.
تحتفظ سجلات المؤسسات الرسمية، بأسماء 309 شهداء و120 مصابا فى واقعة «مسجد الروضة»، بعدما باغتهم رصاص الإرهاب يوم الجمعة أثناء أداء الصلاة، فى 23 نوفمبر من العام 2017.
بنفس الصوت المميز المنطلق من أعلى منبر مسجد روضة الشهداء، الذى يحث على الاقتداء بسيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، صدح الشيخ محمد عبدالفتاح زريق، بمهمة خطبة الجمعة؛ حيث أصيب فى نفس المكان بمذبحة المسجد من عام مضى، وبعد رحلة علاج تعافى ليعود لعمله بانتظام.
إمام مسجد الروضة، يقول لـ«الشروق»: «قدرى هنا بين أهل القرية ومعهم، على الرغم من أن الوالدين بخوفهم الفطرى طلبوا منى الانتقال لمحافظة الشرقية بعد الحادث، إلا أن زوجتى شجعتنى على الاستمرار هنا فى مهمتى، ولن نرى مجددا أكثر مما رآه أهل القرية فى المذبحة».
أمام الوحدة الصحية لقرية الروضة، وقفت صباح عبدالستار، رئيسة الممرضات فى الوحدة، واكتسى وجهها بسكينة ورضا، وبعد جولة لتفقد إمكانيات الوحدة الصحية وأعمال الترميم الجارية فيها، اكتشفنا أن رئيسة الممرضات، هى أم الشاب أمير مجدى، 21 عاما، الذى استشهد فى «حادث الروضة»، وحرصت أن تردد أن المطلب الوحيد لها بعد عام من الكارثة، قائلة: «عايزين نجيب حق الشهداء ومنهم ابنى».
وأضافت: «أنا دفنت ابنى بيدى بعد أن استشهد فى المسجد، وزوجى أصيب بثلاث طلقات نارية إحداها لا تزال مستقرة فى قدمه حتى الآن، ورغم إصابته إلا أنه هو الذى يصبرنى ويقول لى (ابنك شهيد)»، مضيفة: «إحنا اصلا من شمال سيناء، وعندى ابن ثانى عمره 9 سنوات، ولكن مش هنمشى من القرية التى نعيش فيها منذ 21 عاما، وسنبقى بين أهلها الطيبين وهنجيب حق الشهداء»، مستكملة: «الأطفال يحتاجون إلى تأهيل نفسى، على الرغم من مرور عام على الحادث إلا أنهم حتى الآن يخافون الذهاب المسجد».
ويلتقط أحد الواقفين من أهالى المنطقة بشمال سيناء الحديث، ليقول: «كلنا نحتاج إلى تأهيل نفسى مكثف فما حدث لن ينسى، وحياتنا تغيرت رأسا على عقب»، ويتابع «نرغب فى وجود طبيب مقيم فى الوحدة الصحية، بشكل دائم».
ويقول أحد مصابى حادث مسجد الروضة، سالم سليم عيد، والذى أصيب برصاصه فى الرأس والقدم، لتترك آثارها فى قدرته على الحركة، قائلا: إنه «يمتلك غرفة واحدة وصلها الترقيم الخاص بأعمال الترميم (الكود)، إلا أنه لم يتم إنجاز أى أعمال ترميم فيها»، لافتا إلى أن الذى يسكن الغرفة أحد أقاربه النازحين «أرملة وأطفالها» من الشيخ زويد.
الدكتور سليمان شميط، الذى يشغل منصب مدير عام إدارة بئر العبد التعليمية، هو أيضا من وجهاء القرية، وفقد ابنه الوحيد خريج كلية الهندسة، وأصيب هو أيضا فى واقعة المسجد، لا يزال يتذكر ابنه عند كل مشهد لشاب يرتقى سلم العلم.
وبعيون لا تزال تذرف دموعا، يقول: إنه «يدعم أحد الشباب بالقرية لإكمال مسيرته التعليمية، ليهون عليه ألم فراق ابنه، حيث إنه يدرس فى الجامعة»، لافتا إلى أن الدعم والتأهيل النفسى من الأسباب التى ستؤدى لاستعادة أهالى القرية عافيتهم، ومد الجسور مع المستقبل الذى يصقله العلم.

 

65 مليون جنيه إعانات مالية لأسر شهداء ومصابى مذبحة الروضة

انتشار أمنى لحماية قرية الروضة.. والغرباء ممنوعون من الدخول



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك