احذروا.. لعبة «الحوت الأزرق» طريق انتحار الأطفال - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

احذروا.. لعبة «الحوت الأزرق» طريق انتحار الأطفال

كتب: سمير الوشاحي
نشر في: الأحد 17 ديسمبر 2017 - 6:59 م | آخر تحديث: الأحد 17 ديسمبر 2017 - 8:02 م
• اللعبة تحصد أرواح 5 أطفال في الجزائر آخرهم خلال الأسبوع الماضي

• رئيس «الصحة النفسية» بـ«المصري لحقوق الإنسان»: الطفل في سن ما قبل 18 عاما يتعلق بكل جوارحه مع الألعاب الإلكترونية ويتعايش معها تعايشا كاملا

في هذا العالم الذي يعج بالمشكلات والصراعات أصبحت أخبار القتل والانتحار شبه عادية لا يلتفت إليها أحدا، لكن عندما يكون هذا الانتحار بسبب لعبة قد تجد طريقها لأبنائنا بسهولة كبيرة، هنا يجب النظر بتمعن وتوخي الحذر قبل أن تقع الكارثة التي ضربت الكويت والجزائر فعلا.

«الحوت الأزرق» أو «لعبة الموت» كما أطلق عليها في عدة بلدان، لارتباطها بحالات انتحار بين الأطفال والمراهقين، ما يُشكل تهديدا حقيقيا لأرواح أطفالنا، ونرصد لكم في هذا التقرير مراحل اللعبة وحقيقتها.

• اختراع اللعبة وظهورها

ولدت لعبة "الحوت الأزرق" في روسيا على يد طالب علم النفس فيليب بوديكين، 22 عاما، ووجدت اللعبة طريقها لأكثر من دولة بالعالم آخرهم كانت الجزائر حيث ارتبطت اللعبة بانتحار 5 أطفال خلال الأسبوع الماضي.

يواجه الآن مؤسس اللعبة حكما بالسجن لمدة 3 سنوات، بعد أن وجهت السلطات الروسية له تهم تتعلق بتحريض 16 مراهقة روسية على الانتحار من خلال المشاركة في اللعبة.

وقال "بوديكين" في التحقيقات إنه يعتقد أن الفتيات اللاتي انتحرن يشعرن الآن بالسعادة، في الوقت نفسه الذي وصف فيه ضحايات بـ"نفايات بيولوجية" التي يجب التخلص منها، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

• طريقة أداء اللعبة

التفاصيل الكاملة كشفتها فتاة روسية اسطاعت الخروج من اللعبة قبل نهايتها، حيث أوضحت أن الفكرة تبدأ على هيئة جروب بموقع «فيسبوك» يتم تجميع الضحايا فيه، ويطلب من كل فرد منهم طلبا واحدا فقط كل يوم ليقوم بتنفيذه، مؤكدة أن مؤسس الجروب يفضل تأدية هذه الطلبات في ساعات متأخرة من الليل بعد سهر طويل حتى يضمن أن تكون ضحيته في غير كامل تركيزها، بحسب «ديلي ميل».

اللعبة تكون على مدار 50 يوما، يطلب فيهم مؤسس الجروب من الضحايا طلبا واحدا فقط كل يوم، منها اختيار أفلام رعب غريبة لتشاهدها الضحية حتى النهاية، وأن يقوم الشخص بالاستيقاظ في أوقات غريبة خلال الليل، كما يطلب منه أن يقوم بإيذاء نفسه مثل تقطيع أجزاء من جسمه، أو أن يقف على حافة المباني ذات الارتفاع الشاهق، كما يأمرهم أيضا بقتل الحيوانات وتعذيبهم وتصوير عملية القتل والتعذيب بالفيديو، ومن بين طلبات هذه اللعبة أيضا أن يتحول الإنسان إلى شخص إنطوائي، حيث يطلب منه البقاء في غرفته منعزلا فترة طويلة، أو يطلب منه التظاهر بالإعياء والتعب الشديد.

مع نهاية اللعبة يطلب مؤسس الجروب من الضحايا الانتحار، وهنا تكمن الكارثة حيث إنه من خلال الطلبات السابقة يكون الطفل مهيأ تماما للاستجابة للطلب الأخير، في ظل العزلة التي يعيشها وكذلك تقبله لجميع الطلبات الأخرى التي نفذها ليصل للمرحلة الأخيرة.

• حوادث متعلقة باللعبة

في يونيو الماضي ألقت الشرطة الروسية القبض على إيليا سيدوروف، 26 عاما، يعمل ساعي بريد، والذي اعترف بالسعي إلى إقناع 32 طالبا بالانتحار من خلال لعبة الحوت الأزرق.

كما ارتبطت وفيات الأطفال والشباب من جميع أنحاء العالم مع لعبة الحوت الأزرق، بما في ذلك 3 شبان في الولايات المتحدة، و5 في الهند و10 آخرين في البرازيل.

وفي روسيا، تم ربط حوالي 20 حالة انتحار رسميا باللعبة، ولكن السياسيين ووسائل الإعلام قد اقترحوا أن الرقم يصل إلى المئات، بحسب «ديلي ميل».

في السعودية، نقلت صحيفة «الوئام» يونيو الماضي أن طفل سعودي لقي مصرعه منتحرا بسبب لعبة الحوت الأزرق، حيث ذكر أحد أقربائه أنهم عثروا عليه بغرفته منتحرا بعد أن علق نفسه في الدولاب وسط صدمه من أهله بعد أن شاهدوه وجدوا أن اللعبة التي كانت على جهازه هي "الحوت الأزرق".

وفي يونيو الماضي ذكرت وسائل إعلام محلية كويتية أن السلطات تحقق في 3 حالات انتحار في أقل من شهر يعتقد أنها مرتبطة بلعبة إلكترونية تعرف باسم "تحدي الحوت الأزرق".

وخلال الشهر الجاري نقلت «بي بي سي» أن اللعبة ذاتها حصدت أرواح 5 أطفال في الجزائر حتى الآن، بينما نجا آخرون بأعجوبة.

• أستاذ علم نفس يوضح الدور النفسي الذي يدفع الأطفل للانتحار

في محاولة لكشف الحقيقة وراء الخدعة النفسية للعبة، والتي يسقط بها الطفل على مدار 50 يوما، حتى يتم دفعه للانتحار، تواصلت "الشروق" مع الدكتور جمال فرويز، رئيس لجنة الصحة النفسية بالمجلس المصري لحقوق الإنسان.

قال «فرويز» إن الطفل في سن ما قبل 18 عاما يتعلق بكل جوارحه مع الألعاب الإلكترونية، ويتعايش معها تعايشا كاملا وهو ما يدفعه لتنفيذ أي طلب يطلبه القائمون على اللعبة.

وأكد أن مصمم اللعبة اختار السن الأنسب لسهولة التأثير فيه، حيث إن الطفل في هذا السن لا يستطيع التفرقة ما بين شخصيته الحقيقية وشخصيته داخل اللعبة، ويعتقد أنه بالانتحار يكمل دوره المناسب باللعبة.

وتابع: "الطفل يعتقد أن الانتحار جزء داخل اللعبة فقط، وأنه لن يموت في الحقيقة، ولو كان يعلم ذلك كان تراجع بدافع الخوف".

ووجه أستاذ علم النفس، مناشدة للمسؤولين في وزارة الثقافة ضرورة توفير ألعاب مصرية بديلة عن الألعاب التي يتم استيرادها من الخارج، حيث إن الألعاب المصرية يمكن التحكم في هويتها ولا يكون لها أي أهداف تتنافى مع قيم المجتمع.

واستطرد: «قد نواجه نفس المشكلة التي واجهناها سابقا في لعبة البوكيمون.. كل دولة وليها ثقافتها الخاصة والألعاب المناسبة له.. الطفل يكون مخلص في أداء اللعبة ولكن صانع اللعبة نفسه غير مخلص فيها، وهذه هي المشكلة».

وبسؤاله حول إمكانية منع أولياء الأمور للأطفال من ممارسة تلك الألعاب، قال: «الألعاب عموما مطلوبة في هذا السن ولا يجوز منع الطفل عنها، ولكن يجب الرقابة الجيدة على الأطفال من قبل أولياء الأمور.. لازم أعرف ابني بيعمل إيه وبيلعب إيه».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك