توجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، السبت، إلى منطقة الكوريز، معقله السياسي في جنوب غرب فرنسا، حيث ستكون كل أفعاله وتصرفاته موضع مراقبة شديدة، بعد الكشف عن علاقة سرية بينه وبين ممثلة بينما لا تزال شريكة حياته في المستشفى.
والدليل على الاهتمام الإعلامي الشديد بحياة الرئيس الفرنسي الخاصة - توافد العشرات من الصحفيين الفرنسيين والأجانب وخاصة مراسلين للبي بي سي ونيويورك تايمز لحضور الاحتفال التقليدي بالعام الجديد في مدينة تول التي كان هولاند نائبًاعنها لوقت طويل.
وتمكن هولاند من الصمود أمام العاصفة طوال الأسبوع، حيث فرض أجندته السياسية باستثناء زيارة الخميس لفاليري تريرفيلر (48 عامًا) شريكة حياته منذ 2005 كانت الأولى له منذ دخولها المستشفى في العاشر من يناير الحالي المصابة بتعب شديد، بحسب مقربين منها.
وكان دخول تريرفيلر المستشفى في اليوم نفسه الذي نشرت فيه مجلة كلوزر ملفًا خاصًّا بعنوان "قصة الحب السرية" عن علاقة للرئيس بالممثلة السينمائية جولي غاييه.
ويفتتح الرئيس الفرنسي السبت مركزًا للدرك وثكنة لرجال الإطفاء في بلدة فيجوا التي كان مستشارها العام حتى انتخابه رئيسًا في مايو 2012.
وعلى الأثر يتوجه هولاند (59 سنة) إلى مدينة تول لحضور احتفال توجيه التمنيات بالعام الجديد. وتقول الصحف المحلية إنه في آخر زيارة له إلى هذه المدينة في 20 يوليو كانت ترافقه جولي غاييه (41 سنة).
وتتساءل الصحف منذ أيام عن تاريخ العلاقة بين هولاند وغاييه، وما إذا كانت بدات قبل انتخابه في مايو 2012 أم بعد ذلك.
وحتى الآن لم يعترف فرنسوا هولاند، الذي لم يتزوج أبدًا، وإن كان له أربعة أبناء مع المرشحة السابقة للرئاسة سيغولان روايال، سوى أن حياته مع تريرفيلر تمر بلحظات "مؤلمة" واعدًا بتوضيح الموقف قبل زيارته الرسمية للولايات المتحدة في 11 فبراير المقبل.
ويفترض ان تكون فاليري تريرفيلر، التي لا ترافق هولاند في كل زياراته، مع الرئيس في هذه الزيارة وذلك بناء على دعوة الرئيس باراك أوباما.
وكشف استطلاع للرأي نشر السبت أن غالبية الفرنسيين (62%) يرون أنها "مسألة خاصة لا تعني سوى فرنسوا هولاند" وأقر نحو 70% منهم موقف هولاند الذي رفض الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مهم الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بحياته الخاصة ما سبب خيبة أمل كبيرة للصحافة الأجنبية ولا سيما البريطانية.
واعتبر باتريك إيفينو، المؤرخ الإعلامي، أن "فرنسا تختلف كثيرًا عن الدول الأنجلوساكسونية؛ حيث لا توجد أحكام أخلاقية على حياة الرئيس الخاصة، وما إذا كانت له علاقة مزدوجة. لذا لن يكون لهذه القضية تأثير سياسي على صورته".
وهي المرة الثانية في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يشاهد فيها الفرنسيون رئيسهم يعيش حالة ميلودراما عاطفية.
ففي 11 أغسطس 2007 وقع خلاف بين الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي وزوجته سيسيليا، بينما كان ينتظرهما الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش وأسرته كلها في ولاية ماين، شمال شرق الولايات المتحدة، ما شكل مادة دسمة لصحف الإثارة.
وعلى الأثر انفصل الزوجان بالطلاق وتزوج ساركوزي من جديد من عارضة الأزياء السابقة والمغنية كارلا بروني التي أنجب منها ابنة خلال وجوده في الرئاسة (2007-2012).