أساتذة علاقات دولية: تخلي الملك سلمان عن عرش السعودية لنجله «أمر محتمل» - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أساتذة علاقات دولية: تخلي الملك سلمان عن عرش السعودية لنجله «أمر محتمل»

العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
تقرير: مصطفى ندا
نشر في: الإثنين 18 يناير 2016 - 2:17 م | آخر تحديث: الإثنين 18 يناير 2016 - 2:19 م

• اللاوندي: سلمان منذ أن جاء للحكم يشعر أنه ملك «ترانزيت»
• نافعة: سلمان أحدث تغييرات جذرية في الحكم بعد الإطاحة بمقرن.. ونقل العرش للأحفاد يجب أن يكون بموافقة الأسرة
• طارق فهمي: محمد بن سلمان في يده مراكز القوى ويدير الملف العسكري ويستعد لتولي العرش
• السفير حسن هريدي: البعض يريد افتعال بلبلة للتأثير على استقرار المملكة.. وتداول السلطة يتم وفقا لأعراف داخل الأسرة الحاكمة

«الملك سلمان بن عبد العزيز، يخطط للتخلي عن عرش المملكة لنجله وزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان»، تقرير صادر عن المعهد الأمريكي لشئون الخليج أثار جدلا واسعا حول مراحل تطور النظام السياسي وتداول السلطة داخل المملكة العربية السعودية.

فقد نقل التقرير عن مصادر وصفها بـ«المطلعة» أن «الملك سلمان، البالغ من العمر 80 عاما قام بعدة زيارات لأخوته في الأسرة الحاكمة من أجل الحصول على تأييدهم لهذه الخطوة، التي على إثرها سيتم بالإطاحة بولي العهد ووزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف».

الشروق حاورت عددا من المتخصصين في شئون العلاقات الدولية ودبلوماسيين للوقوف حول حقيقة التقرير، وهل من الممكن أن يتحول إلى أمر واقع، خاصة أن الملك سلمان قد استحدث في بداية حكمه منصب ولي ولي العهد لأول مرة في تاريخ المملكة.

قال الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "التقرير يشير إلى احتمالية نقل السلطة في السعودية إلى محمد بن سلمان، ربما يعكس طبيعة الأوضاع داخل المملكة؛ فالملك سلمان منذ أن جاء الى الحكم يشعر أنه ملك «ترانزيت» لفترة وجيزة ولم يكمل فترته لأن صحته ليست على ما يرام كما يعلم الجميع".

وأوضح اللاوندي في تصريحات لـ«الشروق»، أن "الملك سلمان بن عبدالعزيز استحدث منصب ولي ولي العهد حتى يكون نجله هو مستقبل المملكة العربية السعودية، وهو مخطط قائم بالاتفاق مع بعض الشرائح داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه إذا حدث تغيير في نظام الحكم داخل السعودية لابد تكون الولايات المتحدة على علم به بل موافقة عليه".

واختتم حديثه قائلاً: "هناك لعبة تتم داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، وهم في حيرة من أمرهم هل يرجحون كافة الملك سلمان في نقل العرش إلى نجله الأمير محمد بن سلمان، أم يرجحون كافة الأمير محمد بن نايف المقرب لهم، وبالتالي فإن السعودية على شفا حفرة".

وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ«الشروق»، إن "تقرير المعهد الأمريكي، هو في نهاية المطاف عمل صحفي لا يستند إلى معلومات موثقة تؤكد أو تنفي صحة ما ورد به حول احتمالية نقل العرش والتنازل للأمير محمد بن سلمان لكي يصبح ملكا للسعودية".

وأوضح نافعة، أن "المعطيات الحالية تقول إن ما يتردد من تقارير حول نقل الحكم في المملكة العربية السعودية إلى الأبناء، ليس بالأمر المستبعد، خصوصا أن الملك سلمان أحدث تغييرات جذرية في المملكة منذ لحظة توليه السلطة بعدما أطاح بشقيقه مقرن بن عبدالعزيز من منصب ولي للعهد، وجاء بابنه وليًا لولي العهد وبالتالي، ربما تكون خطوة انتقالية للوصول إلى الهدف الرئيسي وهو أن يصبح ابنه الملك الذي يخلفه، بعدما بلغ الملك سلمان بن عبد العزيز من العمر أرذله ووصل الى سن الثمانين".

واستطرد: "هناك أوضاع داخل الأسرة الحاكمة يجب مراعتها، فضلا عن موقف الدول الكبرى مما يدور داخل السعودية، وبالتالي لابد من حسم الخلافات داخل الأسرة إذا كان هناك خلافات، وليس من المعقول أن يقبل الملك سلمان على خطوة من شأنها إثارة الخلافات داخل الأسرة الحاكمة، فمن المؤكد أن تماسك الأسرة الحاكمة ونظامها أحد أسباب تماسك المنطقة العربية".

وأضاف، "يجب أن يكون هناك اجماع من قبل الأسرة الحاكمة ودوائر صنع القرار هناك حول تغيير نظام الوراثة في المملكة السعودية، بحيث تنتقل السطلة من الأب إلى الابن، وليس من الأخ الأكبر إلى الأصغر، ويجب أن يكون هناك نظام اشمل وأدق للوراثة؛ لأن من مصلحة المنطقة أن تستقر السعودية، وأي تحرك يؤدي إلى اهتزاز الحكم في السعودية سيكون له تأثير بعيد المدى على الإقليم".

وختم نافعة حديثه قائلاً: "ربما يكون الوضع مهيأ أكثر من قبل لنقل العرش إلى الجيل الجديد، لأن جميع أبناء الأب المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود أصبحوا كبار في السن، وبالتالي الانتقال العمودي من الممكن أن يكون الحل الأفضل بشرط توافق الأسرة".

وفي نفس السياق، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ«الشروق»، إن "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط ذكر في تقرير سابق أن الملك القادم هو محمد بن سلمان، وأن هناك صراعًا على الحكم تغذيه شخصيات من داخل الأسرة الحاكمة، واعتقد أن محمد بن سلمان يستعد لتولي العرش لأن مجمل التحركات الأخيرة بالنسبة للسعودية تشير إلى هذا، والأمير محمد بن سلمان أصبح يتولى مراكز القوى ويدير الملف العسكري وله علاقات عالمية".

وأوضح فهمي، أن "محمد بن سلمان له علاقات وطيدة بالقوى الدولية التي لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة، وإنما تشمل مراكز صنع القرار الأمني في العالم، وهناك رسائل مهمة مطروحة في الفترة القادمة؛ فالقضية ليست نقل السلطة بشكل عمودي أو افقي، ولكن آن الأوان أن يتم تداول العرش إلى جيل الأحفاد، لأن جيل الآباء المؤسسين انتهى بالفعل بتولي الملك سلمان، وهو أصبح غير مهيأ للإدارة، وحسابات الملوك مختلفة، وربما يورث الملك الحكم لنجله في عهده".

وأضاف، "الملك سلمان حريص على استقرار البلادر وربما يقدم على تلك الخطوة في آخر لحظة، مع الوضع في الاعتبار أن الأمريكان حاضرين في المشهد في كل مرة يتم فيها تداول السلطة في السعودية".

السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، كان له رأيًا آخر، فأشار الى أن "عملية انتقال السلطة في السعودية مقننة ومؤسسية، فقد لاحظ الجميع خلال العامين الماضيين عملية انتقال سلمي للسلطة في ظل وجود الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما حث على استحداث منصب ولي ولي العهد لأول مرة في تاريخ السعودية، ورأينا تسليم السلطة للملك سلمان بسلاسة وسرعة".

وأضاف هريدي في تصريحات لـ«الشروق»، "الحديث عن نقل العرش لمحمد بن سلمان يعتبر من الأمور جدلية، وفي غاية الحساسية، فلا داعي لافتعال بلبلة من قبل البعض للتأثير على استقرار النظام السياسي والأمني داخل المملكة العربية السعودية في ظل افتراضات لا أساس لها؛ فنحن أمام واقع وتسلسل هرمي".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك