كشفت مصادر سياحية أن كل المؤشرات تشير إلى أن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر لن يتم قبل الانتهاء من الانتخابات الرئاسية فى موسكو والقاهرة. يأتى ذلك فى الوقت الذى كان يترقب فيه القطاع السياحى المصرى بداية الرحلات المنتظمة بين القاهرة وموسكو الشهر الجارى، ليتم بعدها التفاوض على عودة رحلات الطيران العارض لجميع المقاصد السياحية المصرية وصدور قرار رسمى من الرئيس فلاديمير بوتين بإلغاء حظر السفر عن المقاصد السياحية المصرية خاصة شرم الشيخ والغردقة.
وقالت المصادر: إن ما يؤكد ذلك هو التأجيل المتكرر لعودة الرحلات المنتظمة ما بين القاهرة وموسكو، فبعد أن أعلن وزير النقل الروسى ماكسيم سوكولوف بداية الرحلات فى أول فبراير تم تأجيلها إلى 6 من الشهر نفسه ليفاجئ القطاع السياحى المصرى بتأجيلها للمرة الثالثة إلى 20 من شهر فبراير الجارى وهو ما أثار استياء جميع العاملين بالسياحة.
وعززت المصادر تأكيدها بأن الانتخابات الرئاسية فى موسكو والقاهرة تحتاج إلى استعدادات من نوع خاص وأن المسئولين فى البلدين لديهم أولويات أخرى أكثر أهمية من استئناف المحادثات حول عودة الرحلات الجوية المنتظمة والشارتر إلى المقاصد السياحية المصرية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه مستثمرو السياحة فى العديد من المناطق السياحية تحركات وجهود مكثفة لإعادة افتتاح الفنادق والمنتجعات السياحية التى تم غلقها خلال الفترة الماضية بسبب الانحسار السياحى الذى شهدته الحركة الوافدة لمصر نتيجة قيام أهم الدول المصدرة للسياحة المتمثلة فى بريطانيا وروسيا بفرض حظر السفر إلى المدن السياحية المصرية خاصة شرم الشيخ، كما بدأوا فى استدعاء العمالة المدربة التى هجرت القطاع واتجهت للعمل بالخارج أو إلى مهن أخرى بعد أن ساءت الأوضاع السياحية خلال الفترة الأخيرة.
وقال محمد صبرى عضو غرفة شركات السياحة إن تأجيل عودة الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو لأكثر من مرة أثار استياء الوسط السياحى فى مصر وروسيا، لافتا إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر لن يتم قبل الانتهاء من الانتخابات الرئاسية سواء فى موسكو والقاهرة.
أضاف صبرى أنه يجب ألا يعول القطاع السياحى على السياحة الروسية خلال الموسم الشتوى الحالى لصعوبة عودة الرحلات الشارتر قبل شهر أبريل المقبل الذى يعتبر نهاية الموسم الشتوى.
وقال المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين أن قرار عودة السياحة الروسية خطوة انتظرناها طويلا، إلا ان هذا القرار لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
وأضاف: «حتى الآن لم نستطع الخروج من عباءة السوق الروسية. ولذا لابد من اللجوء إلى المدن والدول التى تبعد عن المدن السياحية المصرية المراد التسويق لها بحد أقصى من 5 إلى 6 ساعات طيران وذلك لانخفاض قيمة تذكرة السفر واستفادة السائح بأقصى مدة من الاجازة وهى دول أوروبا وأوروبا الشرقية وبعض الدول الأفريقية».
وأوضح رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال فى تصريحات صحفية أن القطاع يأمل أن يصدر الرئيس بوتين قرارا رسميا مماثلا بإلغاء حظر السفر واستئناف الرحلات لمطارات شرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان وغيرها من المدن السياحية.
ولفت إلى أنه «مع اتخاذ مثل هذا القرار نستطيع أن نقول إن السياحة الروسية قد عادت مجددا إلى مصر، أما اقتصار القرار على مدينتى القاهرة وموسكو فسيكون الاستفادة الاكبر للحركة التجارية والدبلوماسية بين البلدين وكذلك لرجال الاعمال بدلا من استهلاك الوقت الطويل فى رحلات العبور «الترانزيت».
وقال المهندس طارق أدهم عضو غرفة فنادق البحر الاحمر: إن الفترة القادمة ستشهد إعادة تشغيل العديد من المنشآت الفندقية والسياحية التى كانت قد توقفت بسبب الأزمات السياحية المتلاحقة، إلا أنه مع التزايد المستمر فى تدفق السائحين فإن الأمر يتطلب إعادة تشغيل المنشآت المغلقة وكذلك استعادة العمالة المدربة التى اتجهت للعمل فى مهن أخرى أكثر استقرارا.
وطالب عضو غرفة فنادق البحر الاحمر بضرورة الاسراع فى تطوير صيانة الفنادق المنشآت السياحية لكى تكون جاهزة تماما لاستقبال السائحين، كما يجب البدء فى تجديد أسطول النقل السياحى، واصفا الوضع بالكارثى نتيجة لعدم تحديثه منذ عام 2010 وكذلك قلة الاعداد اللازمة لنقل السائحين حال عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية.
وطالب بالإسراع بفتح استيراد الحافلات السياحية التى مر عليها عامان من تاريخ صناعتها، مؤكدا أنه بعد قرار تعويم الجنيه أصبح سعر استيراد الاتوبيس يتجاوز 3.5 مليون جنيه.