لم أستثمر سقف الحرية بنغم اف ام حتى اتحدث مع المسئولين بهذه الجرأة، فأنا معروفة بصراحتى والتزامى بالمهنية الاعلامية منذ بدايتي» ــ بهذه الكلمات الاذاعية بدأت إيناس جوهر حديثها عن تجربتها الجديدة من خلال برنامج «إيناس والناس» الذى يذاع على محطة نغم اف ام التابعة لراديو النيل، وتلك الاسئلة النارية والساخرة احيانا التى توجهها لكبار المسئولين فى الدولة.

واشارت الى آخر لقاءاتها، والذى اجرته مع وزير الصحة، د.عادل العدوى، اثر حادث مستشفى قفط بقنا، والذى شهد انفجار قنبلة قبل وصوله لافتتاح التطويرات التى تمت بالمستشفى، وسخرت فيه من طالب الوزير بطائرة عسكرية لنقل المصابين للعلاج بالقاهرة، وذلك بعد ان تعذر علاجهم بالمستشفى الذى يفترض انه تم تطويره.

وقالت جوهر: هناك حوادث مستفزة تدفعنى لمثل هذه السخرية اللاذعة وانا اخاطب المسئولين بالدولة، وذلك بعد ان طفح الكيل بالناس فى وقت يتطلعون فيه لغد افضل بعد ثورتين، ومن هنا تأتى رسالة البرنامج، وهدفه بأن يكون الناس هم العنصر الاهم فى كل حلقاته مهما كان موضوعها.

وبسؤالها هل كان من الممكن ان تستخدم الاسلوب ذاته إذا كان البرنامج يذاع على محطة حكومية أجابت: هذا هو اسلوبى الذى تميزت به منذ بدايتى، فأنا لا اخشى احدا واتعامل بكل صراحة وجرأة مع مراعاة معايير العمل الاعلامى الذى تعلمناه على ايدى أساتذتنا الكبار.

وأضافت: أعترف أن ردود الافعال التى يحققها هذا البرنامج كبيرة جدا، رغم اننى لم اقدم سوى 5 حلقات حتى الآن، وهو يتفوق بذلك على ردود الافعال التى يحققها برنامجى الآخر «مناسبة وبدون مناسبة» الذى اقدمه على شبكة الشرق الاوسط منذ أن خرجت على المعاش، اى من قرابة 5 أعوام، وربما هذا هو سبب اندهاش البعض من غرابة أسئلتى وجرأتها واعتقدوا أنه امر جديد عليّ، وهذا يدل على ان المحطات الخاصة سحبت البساط من تحت اقدام الاذاعات الرسمية، وجذبت الجمهور اليها بهذا الشكل الكبير، والذى اصبح متفاعلا مع كل ما يقدم على موجاتها، وعلى د. درية شرف الدين وزيرة الاعلام ان تنتبه لخطورة هذا، والتى يجب أن تسعى لإعادة الاضواء إلى شبكات ماسبيرو الإذاعية.

وعن السبب فى تقهقر الاذاعات الرسمية رغم ارتفاع سقف الحرية بعد ثورة 25 يناير من وجهة نظرها ترى أن الاغانى هى السبب، فالإذاعات الخاصة قادرة على اذاعة كل ما هو جديد فى عالم الاغنية، حتى الشعبية منها، او ما يعرف بأغانى المهرجانات، وقديما رهان المحطات الإذاعية كان على الدراما، اما الآن اصبح الرهان فى الاغنية ولأن هناك قيودا يتم فرضها على الاذاعات التابعة للدولة، وتقاليد واعراف تمنعها من مجاراة الاذاعات الخاصة فى هذا الشأن، وعليه فالجمهور الذى مل السياسة والثرثرة وبرامج التوك شو يسعى للاستماع إلى الاغانى.

وبسؤالها لماذا لم تستعن بمعدين شباب معها فى البرنامج أجابت: حينما تعاقد معى راديو النيل لتقديم برنامج على نغم اف ام، قالوا انهم بحاجة إلى مذيع كبير يستضيف نجوما كبارا فى شتى المجالات، وذلك ليكون قادرا على محاوراتهم بشكل جيد، وهنا اقترحت اسم «إيناس والناس»، وفكرت فى الاستعانة بمعدين شباب ولكن هالنى هذا الكم من الاستسهال وعدم الرغبة فى بذل الجهد، واصبحت كلمة السر هى جوجل فى البحث عن مواد عن الضيف والقضايا المحيطة به، وفى احدى الحلقات فوجئت بالمعدة ترتكب اخطاء فادحة بكتابة معلومات مغلوطة عن ضيف الحلقة فقررت الاعتماد على نفسى من الالف للياء خاصة وانه برنامج يحمل اسمى.