مكرم محمد أحمد لـ«الشروق»: موقف باكستان من الحرب البرية فى اليمن يفرض على مصر مراجعة موقفها - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مكرم محمد أحمد لـ«الشروق»: موقف باكستان من الحرب البرية فى اليمن يفرض على مصر مراجعة موقفها

مكرم محمد أحمد في حواره مع محرر «الشروق»- تصوير أحمد عبدالجواد
مكرم محمد أحمد في حواره مع محرر «الشروق»- تصوير أحمد عبدالجواد
كتب ــ إسماعيل الأشول:
نشر في: السبت 18 أبريل 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث: السبت 18 أبريل 2015 - 9:33 ص

كان يجب على أعضاء الجماعة محاكمة قادتها الذين فشلوا فى حكم مصر.. وعلى السيسى قبول المصالحة معها إذا نبذت العنف

السيسى لم يرتكب أخطاء كبيرة.. والصحفيون جزء من شعب يريد له النجاح

بعض أجنحة الدولة تريد تقييد حرية الصحافة بدعوى الحرب على الإرهاب

رجال مبارك لم يكونوا زعماء وإنما شلة مصالح تفككت بعد سقوط النظام

فتحى سرور قال لى بعد خروجه من السجن «طلقت السياسة».. وصفوت الشريف مشغول بـ«أمنه الشخصى»

 

  • قال نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، إن رفض البرلمان الباكستانى التدخل البرى فى حرب اليمن، «يلزم مصر بمراجعة موقفها»، وتساءل أحمد، الذى عمل مراسلا عسكريا لجريدة الأهرام فى اليمن عام 1967، قائلا: «هل سأحارب أناس جوعى فقراء.. بدل ما نرميلهم أسلحة ومظلات، نرمى لهم دقيق يأكلوه».
    وفى جانب آخر من حواره مع «الشروق»، قال نقيب الصحفيين الأسبق، إن النقابة «ما تزال محكومة بشللية تعطل قدراتها»، وأن الصحفيين«جزء من شعب يريد للسيسى، النجاح»، نافيا ارتكاب الرئيس «أخطاء كبيرة»، لكنه أشار إلى «هبوط نسبى» فى شعبيته بسبب «تكرار ضربات الإرهاب فى سيناء».
    ووصف أحمد جماعة الإخوان بأنهم «خونة»، ورغم ذلك توقع قبول الرئيس عبدالفتاح السيسى المصالحة معها، إذا أعلنت «نبذ العنف»، كما طالب الحكومة بـ«رد الاعتبار» لرجل الأعمال حسين سالم.. وإلى نص الحوار:

    من واقع تجربتك كمراسل عسكرى باليمن عام 1967.. كيف تنظر لقرار البرلمان الباكستانى رفض المشاركة البرية فى «عاصفة الحزم»؟

  • ــ القرار الباكستانى سيستوجب من مصر إعادة النظر فى موقفها وسيلزمها بذلك حال موافقتها على المشاركة البرية، فرغم أن باكستان أكبر بلد يتلقى معونات من السعودية، إلا أن برلمانه قال إنه سيتدخل فقط إذا تعرضت الحدود السعودية لهجمات أو وقع هجوم من داخلها.
    مصر حتى الآن تقدم مساندة معقولة تتمثل فى المدمرات الأربع التى تحرس باب المندب والشاطئ السعودى بامتداد البحر، ولم تقدم عسكريا واحدا حتى الآن، ولم تشترك فى عمليات القصف الجوى إلا مرة واحدة، ولست متأكدا منها.
    والظروف اختلفت عما كانت عليه فى الستينيات حين كنا نتنافس مع السعوديين على مصير اليمن بعد ثورة عبدالله السلال، كما أن الحوثيين حجمهم قليل جدا بالنسبة إلى الزيديين، وليس كل الزيديين مع الحوثيين. والأخطر من ذلك: هل سأحارب أناس جوعى فقراء. اليمن يعتمد على الخارج فى 90% من غذائه، وطرقه مقطوعة والموانئ لا تعمل، الناس تلهث من الجوع، عدن كلها قائمة على خمس أو ست آبار تشرب منها المدينة وبها مليون نسمة، عدن تموت عطشا اليوم، لأن الطلمبات التى ترفع مياه الآبار تعرضت للضرب. بدلا من رمى اليمنيين بالأسلحة والمظلات، ارم عليهم دقيقا «جايز ياكلوا ويهدوا».

    ما أخطر سيناريو محتمل لهذه الحرب؟

  • ــ أهم ما يهدد الحرب اليمنية، كثرة الضحايا من المدنيين، والخوف المتزايد من أن نقع فى نفس أخطاء الماضى، بحيث يتحول شيوخ القبائل إلى أمراء حرب، ما يحدث يصب فى مصلحة «القاعدة» التى بدأت تتوسع جنوب اليمن وصار لها وجود فى «أبين» و«شبوة» و«المكلا»، واستفادة القاعدة معناها أن اليمن يواجه احتمالا بأن يصبح دولة فاشلة، وأعتقد أن السعوديين ليسوا ضد التسوية شرط قبول الحوثيين بالشرعية، وإيران تريد إبقاء المعركة لاستنزاف السعودية، فكلام خامنئى (المرشد الأعلى فى إيران آية الله على خامنئى) بشأن الحرب «قبيح»، وهدفه أن يركب العناد رأس السعودية، وتستمر فى هذا الوضع الخاسر.

    هل تعتقد أن «عاصفة الحزم» كانت ضرورية؟

  • ــ يقولون إنها كانت ضرورية، لأن إيران زودت الحوثيين بصواريخ بلاستيكية متوسطة المدى يمكن أن تصل إلى الرياض والقاهرة، هذا هو المبرر الذى تقوله السعودية لأعضاء التحالف، حتى تبرر اندفاعها إلى الحرب دون أن تخبرهم قبلها.

    ما قصة اعتقالك فى اليمن عام 1967 وصدور حكم ضدك بالإعدام؟

  • ــ ألقى البوليس الحربى القبض على فى اليمن بعدما نشرت خبرا فى الأهرام عن انسحاب الجيش المصرى من هناك عام 1967، اعتبر البوليس الحربى أن الخبر مضر بالأمن القومى، وأنا كنت نشرت 13 تحقيقا فى الأهرام على مدى 13 يوما فى اليمن، لم تكن خاضعة للمراقبة، إذ كان للأهرام امتياز خاص، فكنت أكتب وأرسل مباشرة، وكانت هذه التحقيقات السبب الحقيقى لمحاكمتى، فألقوا القبض على وسجنونى 16 يوما لدى البوليس الحربى، ودخلت فى خناقة شرسة مع قائد القوات وقتها، إلى أن وصل خبر حبسى إلى هيكل (محمد حسنين هيكل) فكلم الرئيس جمال عبدالناصر، الذى تحدث بدوره إلى المشير عبدالحكيم عامر، وأوقفوا إجراءات المحاكمة قبل يوم واحد، بعد إحالتى من اليمن إلى القاهرة بتهمة «نشر أخبار فى غير مصلحة الوطن وإرسالها لأناس ليس لهم علم فيها»، وقائمة اتهامات فظيعة.

    وما توصيفك لواقع الصحافة المصرية؟

  • ــ تتمتع بقدر واسع وغير مسبوق من الحرية ودرجة عالية من التنوع، وهناك عدد من الصحفيين الشبان قدموا نماذج جديدة فى الأسلوب وفى شكل الخبر وطبيعته، وحتى التعليق والمقال، لكن هناك عدم حرفية فى كثير من الصحف، وغياب للمعايير المهنية الحقيقية، وعدم تحرٍ لوقائع ما يكتب، وهناك تعميم شديد واتهامات ظالمة بلا أى سند.
    لم تعد هناك مدارس صحفية أو أساتذة حقيقيين، لكن فى النهاية يظل من أهم ميزات الصحفى المصرى، القدرة على نسج علاقات سريعة مع المصادر، والذكاء، والقدرة على المتابعة.
    أما أوضاع الصحفيين، فبالغة السوء، هناك عدم يقين فى المؤسسات القومية لأن أوضاعها كلها حرجة وصعبة بسبب خلل فى هياكلها المالية، وأوضاع معظم المؤسسات الخاصة، صعبة للغاية.
    كما أن البنية التشريعية والقانونية للصحافة، مهترئة وبحاجة لتعديل شامل يرتكز على حقنا فى مؤسسات مستقلة. نتحدث عن دولة مؤسسات، وعندما يأتى الحديث عن الصحافة نصر على الإمساك بها من قفاها، هذه التشريعات لابد من إنجازها قريبا، والصحافة تحتاج نقابة قوية، وأخشى أن النقابة مزقتها شلل بعينها وسيطرت على أوضاعها، وتصرفها على نحو شللى سيضعف دورها.

    ترى النقابة محكومة بالشللية؟

  • ــ اسأل نفسك قبل أن تسألنى، وأنا أملك الشجاعة لأقول إنها لاتزال محكومة بالشللية التى عطلت كثيرا من قدراتها، وبدا واضحا ذلك فى عدم حماس غالبية الصحفيين للذهاب للانتخابات الأخيرة. لابد من العمل من أجل استقلال الصحفى وكرامته وحريته، وأن يحظى بأجر اقتصادى يمكنه من حياة كريمة، أشك فى أن الأولاد الغلابة الذين يعملون بالصحف ينامون الليل، لذلك بدأت تظهر لدينا ظاهرة جديدة مثل: «صحفى ومعد برامج» «صحفى وترزى». أشياء غريبة لم تكن موجودة من قبل، بسبب الغلاء المستمر وعدم ضمان الحقوق الاقتصادية للصحفيين.

  • إلى أى مدى تعتقد أن علاقة الصحافة بالسلطة ستتغير تبعا للتشريعات التى تحدثت عنها؟

  • ــ هذه العلاقة، إشكالية موجودة فى كل العالم، السلطة تريد السيطرة على الصحافة، والصحافة تريد قدرا من الحرية والاستقلال النسبى، وتريد أيضا أن تكون على علاقة وثيقة بالسلطة لكى تعرف وتخبر.
    هناك دائما أزمات وانفراجات، لكن فى النهاية الأمر يعود إلى مدى قدرة المجلس الأعلى للصحافة على الحفاظ على حصانة الصحفى واحترامه، ومدى قدرة النقابة على الحفاظ على حقوق أعضائها ويعود أيضا إلى اختيار الصحفى نفسه، فمن الممكن أن تكون قريبا من السلطة فتتصور أن الحصول على بعض المكاسب المادية، هو أسهل طريق وتحل مشكلتك و«تبقا راجل كويس وعندك فلوس كتير»، ولكنك تخون الكلمة ولا تؤدى الأمانة. هذه علاقة ملتبسة وأرى فيها قدرا كبيرا من التطور الإيجابى، أرى صحفيين كثيرين مستقلين، وأرى نماذج لرؤساء تحرير لهم علاقة بالسلطة، ولكنهم يحاولون قدر الإمكان الحفاظ على استقلالهم.

    كيف تنظر للعلاقة التى تجمع بين الصحافة والسلطة فى مصر اليوم؟

  • ــ المفترض أن الصحف القومية تتحصل على مزيد من الاستقلال النسبى بالقانون الجديد، إذا وافقت الدولة على أن تصبح المؤسسات الصحفية، مؤسسات حقيقية، لا توجد صحافة فى العالم يتم تعيين رؤساء تحريرها من جانب الحزب الحاكم إلا فى مصر، وهذا وضع لابد أن ينتهى بالتشريعات الجديدة، لا أقول لك إن المسائل ستكون وردية مائة فى المائة وأن الحرية قادمة لا مجال، ولكننى أقول إننا بذلك نخطو خطوة كبيرة، فى سبيل صحافة مستقلة وحرة.

    24 عاما رئيسا لتحرير المصور.. ما الذى يعنيه منصب رئيس التحرير؟

  • ــ معناه أن مكانتك فى المهنة زادت، وأنك جزء من النظام، أو جزء من القوى التى تربى الرأى العام، وأنك باب لكثير من الصحفيين ليحققوا ذواتهم من خلال قراراتك العادلة، رئيس تحرير، شىء جيد وجميل.

    ما مواصفات الصحفى الجيد؟

  • ــ أن يمارس ويتعلم من ممارسته ويقرأ كثيرا ولا يذهب لعمل موضوع وهو صفحة بيضاء، لابد أن يكون قد قرأ فيه كثيرا حتى يستطيع طرح أسئلة تساعده على استنباط جديد من المصدر، وأن يحافظ على مصادره، وأن يكون حسن المظهر وذكيا فى تعامله مع الناس، وأن يكون ملما بالواقع من حوله بشكل حقيقى.

  • ما الدرجة التى تحصل عليها الصحافة المصرية من عشرة، فى الحرية والمهنية؟

  • ــ تحصل على 7 من 10 فى الحرية لأن المجال واسع، وفى مهنيتها للأسف 6 من 10 إن لم يكن أقل.

    وفى ضبط علاقتها مع السلطة لصالح دورها الأساسى وهو الإخبار؟

  • ــ فوق المتوسط، لأننى لا أرى أن السلطة يدها غاشمة.

    كيف تنظر لعلاقة كل من حسنى مبارك ومحمد مرسى وعبدالفتاح السيسى بالصحافة؟

  • ــ مرسى كان يريد القضاء على الصحافة وكان هو وجماعته بأكملها يكرهونها، أما مبارك، فرغم نزوعه إلى سلطة الفرد لكن كان هناك قدر من الحرية رغما عن أنف نظامه، ولولا هذه الحرية لما وقعت «أحداث يناير»، لا يمكنك عمل ثورة دون وجود حرية.
    أما بالنسبة لعلاقة السيسى بالصحافة، ففيها قدر من الثقة من جانب السيسى. المصريون بن فيهم الصحفيين يريدون إنجاحه، فهو لم يقع فى أخطاء كبيرة حتى الآن، أنا كصحفى لابد أن أتأثر بعلاقة السيسى بشعبه، حين تصل لهذا الحجم من الثقة، لا أستطيع أن أضرب دماغى فى الحيط وأقول «الراجل ده وحش وشعبه بيكرهه»، وفى المقابل هناك تخوفات من أنه بدعوى المصلحة العامة والحرب على الارهاب، ينغى تقليل حجم الحرية، لكنى أعتقد أن الرئيس لم ينحز لهذا التوجه الموجود لدى جزء من الدولة بالفعل، وأظن أن هذا التوجه لن ينجح لأنه لا يمكن للعجلة أن تدور للوراء.

    يقول البعض إن تراكم الأخطاء الصغيرة قد يؤدى لأخطاء كبيرة؟

  • ــ قل لى أين هى الأخطاء؟ الرئيس لا يحاسب على سفاسف الأمور، وهو يواجه تحديات صعبة وخطيرة ويواجه أمة فى حالة امتحان لقدراتها ولمصيرها وقدرها حتى الآن، لا أرى أخطاء ضخمة، ومن يراها يخبرنى بها.

    إلى أى مدى أدار السيسى هذه التحديات كما يجب؟

  • ــ المصريون لايزالون يثقون فى قدرته وراغبون فى إنجاحه، ويريدون أن يعطوه فرصة بدليل قبولهم قراره برفع 25% من الدعم، ومشاركتهم الواسعة فى شراء شهادات الاستثمار فى قناة السويس الجديدة، لكنه هذا لا يعنى أن أرصدة السيسى لدى الشعب ستظل للأبد، إذا السيسى أخطأ فهذه الأرصدة ستنخفض، وأرى بعض الهبوط النسبى بسبب تكرار العمليات الإرهابية فى سيناء، الناس قلقة كيف يمكن أن يتكرر هذا الحدث أكثر من مرة ولا نستطيع أن نغلق الثغرات.

    ما المحاذير التى تضعها أمام السيسى؟

  • ــ هذه مرحلة تتطلب الحفاظ على وحدة الداخل وترميم الجبهة الداخلية، ولايزال مطلوب منا المزيد من الجهد لكسب الشباب. ورغم العلاقة الجيدة بين القيادة والشعب، تقع حالات استرخاء ينفذ منها أحيانا العمل الإرهابى بجرائم ضخمة، لأن الناس مش صاحية وفى حالة استرخاء.
    تطبيق القانون على الجميع دون تمييز مازال أملا، وحصول المواطن المصرى على وجبة معقولة السعر لايزال أملا، البطالة مازالت مرتفعة، وفى الريف، الحياة لاتزال صعبة، هناك مشاكل ضخمة جدا لاتزال قائمة تنتظر جهد السيسى وحكومته.

    هناك من يضعون ملفات مثل قانون التظاهر وقانون الانتخابات وملف العدالة الاجتماعية ضمن الإجراءات اللازمة لترميم الجبهة الداخلية.. مارأيك؟
    ــ الحكومة لا تأخذ موقفا مضادا من العدالة الاجتماعية. والقطاع العام وحده لا يستطيع انجاز التنمية، ولابد من إطلاق حرية القطاع الخاص ليكون طرفا فيها دون حدود، المجتمع يحتاج للقطط السمان ليستثمروا، وواجبات العدالة الاجتماعية تقول إنهم لابد أن يدفعوا.
    ماذا عن قانون التظاهر وقوانين الانتخابات؟

    ــ لا أرى أن هذه مشكلات حقيقية. ما المطلوب فى قانون التظاهر؟

  • تعديل العقوبات مثلا؟
    ــ نعم، هناك غرامات باهظة وروادع قاسية لابد من خفضها، لكن فى النهاية لا ينبغى أن تأخذنا رحمة بكل صور التظاهر المسلحة.
    من يطالبون بذلك هم من يريدون التظاهر المسلح أو من يريدون أن تتعاظم الظاهرة فى المجتمع. هذه كلها مشكلات قابلة للحل، المشكلات الحقيقية كيف نرفع معدلات التنمية من 3% إلى 7%، يرافقها توزيع عادل بحيث لا تقف ثمارها عند فئة محدودة.

    تقول إن الحكومة لا تأخذ موقفا مضادا من العدالة الاجتماعية، لكنها رفعت أسعار السماد، وهو ما يعتبره البعض موقفا فى غير مصلحة الفلاحين الفقراء؟

  • ــ سوق السماد به فساد ضخم وسوق سوداء، والحل الأمثل أن يكون هناك سعر واحد، حتى لا تذهب الأسمدة لغير أصحابها الحقيقيين.
    طالبت فى مقال أخير لك بعودة رجل الأعمال حسين سالم، ألا تظن أن دعوتك قد تثير مشكلات للنظام الحاكم حاليا؟
    ــ رأيت بصمة حسين سالم واضحة فى شرم الشيخ، فقد أنشأ محطة التحلية والكازينو وقاعة المؤتمرات، وهى الثانية فى مستواها فى الشرق الأوسط، والرجل حصل على براءة، فبدلا من أن تقول له «تعالى بس ادفع جزء من فلوسك بمنطق الحلوان»، ممكن أسمح له بالرجوع وأقول له اعمل مشروع مثلا. بعض المستثمرين لديهم إحباط وخوف من أن يحدث لهم ما حدث لحسين سالم، وبالتالى فعودته ستجعل كل المستثمرين يطمئنون أن الوضع سيكون أفضل وأكثر استقرارا.

  • هم سيطمأنون.. لكن عودته قد تسبب مشكلات سياسية؟
    ــ مشكلات إيه؟

  • قد تحتج مجموعات حزبية على عودته.
    ــ أفقر البلد إذن من أجل المجموعات الحزبية، أو من أجل أن أحدهم سيكتب مقالا؟، ما هو سنده وما هو سندى أنا كدولة، أنا دولة «هوا أنا بلعب فى الحارة»، حصول حسين سالم على براءة يقتضى رد اعتباره، وهذا وضع طبيعى جدا، أما غير الطبيعى فهو ما يحدث حاليا.

    لكن الإخوان سيقولون إن نظام مبارك عاد؟

  • ــ الإخوان خونة لأنهم حولوا بيوتهم لمصانع للعبوات الناسفة، الإخوان خونة، لأنهم كانوا يريدون تدمير المحكمة الدستورية والصحافة ومؤسسات الدولة، الإخوان خونة، لأنهم قتلوا عشرات ومئات الضباط، الإخوان خونة، لأنهم يحاربون الجيش والأمن فى حرب لا سند لها ولا أساس، الإخوان خونة، لأن كل قضيتهم هى السلطة.

    قلت إن الإخوان خونة خمس مرات فى الإجابة السابقة.. هل تعنى أنه لم يعد هناك طريق أمام الجماعة لمراجعة أفكارها على غرار ما فعلته الجماعة الإسلامية فى التسعينيات؟
    ــ هذا يتوقف عليهم، الجماعة الإسلامية راجعت أفكارها حين وجدت أنها أخطأت، وطلبت عون الأمن فى ذلك، وقالت إنها فهمت الجهاد على نحو قاصر، وملكوا شجاعة الاعتراف بذلك، لو فعل الإخوان ذلك فأهلا وسهلا، لكن قبل أن تعلن الجماعة الإسلامية مراجعاتها، ذهبت إلى المحكمة وقالت إنها ستوقف العنف، من جانب واحد.

    هل تعتقد أن السلطة مستعدة لقبول مثل تلك المراجعات من الإخوان؟

  • ــ لم أسأل السيسى، ولكن أجزم أنه مثل كل مصرى، سيقبل هذا الموقف. وأرى أنه لو فعل الإخوان ذلك لوجب على السيسى أن يقبل المصالحة معهم.
    إذن هل تعيد مثل هذه المصالحة الإخوان إلى المشاركة السياسية؟
    ــ الشعب لا يريدهم لأنهم قتلوه، ولا أتصور أنه سيرضى عنهم ولو بعد ثلاثة عقود، لأن ما فعلوه كان مدمرا، باستهداف قطارات الغلابة والأحياء الشعبية بعبوات ناسفة، وقتل العساكر بالجملة. هل يعقل قتل عسكرى يلهث، بدعوى أنه ممثل للسلطة؟ جماعة الإخوان دمرت نفسها وتاريخها، حيث استهدفت 150 برج كهرباء و240 كشك توليد لإظلام الأحياء والقرى، ما ذنب الشعب؟ وهل هذه المحولات تنير للسيسى أو للجيش؟ أهلا وسهلا بمن ليس على يديه دماء.

    هل تعتقد أن القيادة الحالية للجماعة مستعدة لمثل هذه المراجعة؟

  • ــ لا أظن، هذه القيادة تنتمى للفكر القطبى، وهى قيادة فاشلة وينبغى أن تحاكمها الجماعة لأنه أتيح لها حكم مصر، وفشلت.

    هل تتواصل مع أصدقائك السابقين من رجال نظام مبارك، مثل فتحى سرور ومفيد شهاب وصفوت الشريف وغيرهم؟
    ــ اتصلت بفتحى سرور فور خروجه من السجن، وباركت له، وقال لى: أنا طلقت السياسة. قلت له خلينا نشوف بعض ومش ضرورى نتكلم فى السياسة، نتكلم فى أى حاجة تانية.

    وماذا عن الباقين؟

ــ كلهم هربانين.. لم يكن فى نظام مبارك أقطاب كبار، أين صفوت الشريف؟ قاعد قافل على نفسه يبحث عن أمنه الشخصى. أين زكريا عزمى؟ لم يكونوا زعماء وإنما شلة مصالح انتهت بسقوط النظام، معظمهم لم يكونوا أصدقاء ونحن فى الحكم. الله أعلم بطبيعة العلاقة بينى وبين صفوت الشريف أو بينى وبين زكريا عزمى. لا أريد أن أحكى فى هذا الموضوع، لأن هذا ليس آوانه.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك