قال رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب وعضو الوفد البرلماني الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية أحمد السجيني إن الزيارة شملت البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس الأمريكي وعدد من مراكز الأبحاث الفاعلة في توجيه القرار السياسي بواشنطن.

وعما دار في تلك اللقاءات، أوضح السجيني لـ«الشروق» أن الحديث "كان منحصرا في ضرورة إعادة بناء جسور التنمية والعلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة الامريكية ومصر، وتوضيح وجهة النظر المصرية في عدد من الأمور الملتبسة التي تناولها الساسة والإعلام مثل قانون الجمعيات الأهلية والعلاقة بين مصر وعدد من دول العالم مثل تركيا وقطر، وهي الدول التي نرى أنها تدعم الإرهاب، كما تطرقنا إلى ملف استقلالية البرلمان".

وأضاف: "تلقينا بعض الأسئلة بخصوص عمل البرلمان ومدى استقلاليته، وكان من مكتسبات الزيارة تأكد الجميع من كون البرلمان فريدا من نوعه ومن استقلاليته التامة، وخاصة حين استمع المسؤولون الأمريكيون إلى نواب من انتماءات حزبية شتى منها الوفد ومستقبل وطن بالإضافة إلى ممثلي ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية".

وعن أبرز ملفات النقاش التي شهدتها الزيارة، قال: "كان قانون الجمعيات أكثر الموضوعات الساخنة، وكذلك العلاقة مع قطر، فالأخيرة لديها نفوذ في الولايات المتحدة لاستضافتها قاعدة العديد العسكرية الأمريكية، واستثمارها أموالا ضخمة في أمريكا، وقد أوضحنا لهم هذه المسائل".

وتابع: "عقدنا لقاءات مكثفة، وساعدتنا السفارة المصرية بالولايات المتحدة في تنظيمها بنجاح، واتفق المشاركون في تلك اللقاءات على ضرورة أن تجرى الزيارات بشكل مستدام، بطلب الأمريكيين أنفسهم، فالأمور تحتاج إلى عدم تغيبنا عن المشهد، ولابد أن تكون هناك زيارات دورية كل شهرين أو ثلاثة بوفود تضم نوابا أقل، ثلاثة أو أربعة نواب من أصحاب الخبرة".

وزاد السجيني: "زرنا غرفة التجارة الأمريكية، وحينما كان يتحدث أحد عن المساعدات كنا نقول إن الأهم لمصر من المساعدات هو المشاركات، فزمن المساعدات قد ولي، وقلنا إذا كان أحد يريد أن يدعم مصر في القيام بدورها العالمي في مكافحة الإرهاب واعادة الاستقرار للشرق الأوسط، بعد القطيعة معها وما أنتجته من فوضى، فليشارك في تنمية اقتصاداها وايجاد الاستثمارات".

وقال إن النائبين عبد الهادي القصبي رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، ووكيل اللجنة النائب محمد أبو حامد، أجابا بشكل فني متقن على ما وجه للوفد من أسئلة بشأن قانون الجمعيات.

وبخصوص الأزمة مع قطر، واصل السجيني: "سألونا: لماذا توترت العلاقة معها؟ وهل هناك سبيل لحلحلة الأزمة وكان ردنا أننا أعطينا لدولة قطر العديد من الفرص والإنذارات، فكان من غير الممكن أن نسمح لها بتجاوز حجمها لامتلاكها الأموال، بأن تعيث في المنطقة فسادا، ويحسب لمصر لا عليها أن قرار قطع العلاقات معها جاء بشكل جماعي مع السعودية والإمارات والبحرين، لأن ذلك يفي بالغاية المرجوة من القرار بتحقيق أهدافه".

وعما إذا كان ملف الإخوان قد أثير أثناء الزيارة، اختتم السجيني: "قلت لهم إنه قد آن الأوان أن تتشارك المؤسسات البحثية وأعضاء الكونجرس مع الإدارة الأمريكية في إدراج الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية"، وردا على سؤال بشأن رد المسؤولين الأمريكيين على هذه النقطة، أجاب: "بعضهم اقتنع وبعضهم رأى أن الأمر بحاجة لمزيد من الأدلة".

كان وفد برلماني من 17 نائبا، بينهم رؤساء 5 لجان نوعية، زار الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أسبوع، في أول زيارة برلمانية رسمية إلى واشنطن منذ عام 2008.