يغادر الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، على رأس الوفد الفني المصري المشارك في أعمال اللجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبي، القاهرة، غدًا الجمعة، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لافتتاح أعمال اللجنة التي ستبدأ أعمالها بعد غد السبت، بحضور الوفدين السوداني والإثيوبي.

وتشمل زيارة الوفد المصري لإثيوبيا، القيام بجولة استكشافية لموقع سد النهضة الإثيوبي، الأحد المقبل، بناء على دعوة من وزير المياه والكهرباء الإثيوبي ألمايو تيجنو.

ويناقش الخبراء خلال اجتماعهم الأول وضع آلية عمل اللجنة الوطنية وكيفية التنسيق فيما بينهما، لتوفير المعلومات والبيانات التي سيتم تقديمها إلى المكتب الاستشاري الدولي الذي سيتولى استكمال الدراسات الفنية التي أوصى بها تقرير اللجنة الثلاثية الصادر 31 مايو 2013، كما يراجع الخبراء القوائم المقدمة من الدول الثلاث للمكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في هذه النوعية من الدراسات لاختيار أحدهما لتولي استكمال الدراسات المطلوبة.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الري، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الخميس، إن "زيارة الوفد المصري تتوج لصفحة جديدة من التنسيق والتعاون المشترك بين الدولتين الشقيقتين فيما يخص الموارد المائية ونهر النيل، في إطار السياسة المصرية الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى للتعاون مع دول حوض النيل في مختلف المجالات وخاصة تعظيم الاستفادة من روافد نهر النيل في الهضبتين الإثيوبية والاستوائية"، مشيرًا إلى أن "إجمالي ما يسقط عليهما من أمطار يتجاوز 1660 مليار متر مكعب من المياه لا يصل إلى مصر والسودان سوى 84 مليار متر مكعب فقط".

وأضاف المصدر، أن "مصر وإثيوبيا عقدتا العزم على طي صفحة الماضى التي ألحقت أضرارًا كثيرة بالعلاقات الأخوية بين الدولتين الشقيقتين، وأن نهر النيل سيعود كما كان منذ آلاف السنين مجرى للتعاون والأخوة وليس مصدرًا للصراعات والنزاعات".

وأشار المصدر إلى أن "البلدين لن يتركا لأحد من الأطراف يصطاد في المياه العكرة ويسئ للعلاقات المشتركة، وأنهما يعملان معًا من أجل استعادة قوة العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا مرة أخرى".

كان الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، استقبل الثلاثاء، السفير الإثيوبي بالقاهرة محمود درير، وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا وسبل تعزيزها خاصة في مجال الموارد المائية، والإعداد للزيارة المرتقبة لوزير الري على رأس وفد من كبار الخبراء لإثيوبيا وسد النهضة.

يذكر أن وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا عقدوا اجتماعًا بالعاصمة السودانية الخرطوم الشهر الماضي، كان بداية لأولى خطوات بناء الثقة بين الدول الثلاث، وتعهد الجانب الإثيوبي بعدم إنقاص المياه الواردة إلى مصر، كما أعلنت الأخيرة عدم اعتراضها على بناء سدود لتوليد الكهرباء بدول حوض النيل وإثيوبيا طالما أنها "لا تضر بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل".