أمر المستشار نبيل صادق النائب العام، أمس، بإحالة «أحمد.س»، المتهم بقتل القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة الفشن ببني سويف، إلى محكمة الجنايات، واستمرار حبس المتهم على ذمة القضية، وذكر مكتب النائب العام -في بيان مقتضب- أن المتهم سيعرض على المحاكمة الجنائية العاجلة مع استمرار حبسه على ذمة المحاكمة؛ وذلك بعد 6 أيام من ارتكابه للجريمة.

وقال المحامي نجيب جبرائيل -الذي حضر التحقيقات- إن النيابة نسبت للمتهم 4 اتهامات، هي: (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإحداث جرح عمداً، وتقويض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وإثارة الفتنة الطائفية، وحمل سلاح أبيض دون ترخيص)، مشيرًا إلى أن تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وأضاف «جبرائيل»، أن المتهم اعترف تفصيلاً بقتله للقس وكرهه المسيحيين ووصفهم بـ«الكفار»، لافتًا إلى أن النيابة استمعت لشهود الواقعة وجيران المتهم الذين أكدوا أنه «ليس مختلاً عقلياً»، وأجمعوا على كراهيته للمواطنين الأقباط وأنه دائم الشجار مع الآخرين.

وتابع: «جيرانه قالوا إنه أصيب بحالة من التطرّف في الآونة الأخيرة، وجنح إلى الوحدة ولبس الجلباب الأبيض وكان دائم الجلوس في المسجد».

ولفت «جبرائيل» إلى أن المتهم انتابته حالة من الهذيان أثناء التحقيق، موضحًا: «مرات كان يتحدث بروية تامة وعقل متزن، وقال إنه قتل القمص لأنه يكره المسيحيين الكفرة، ومرات كان يهذي بعبارات غير مفهومة منها: أريد مليون جنيه للسفر إلى فرنسا»، مستطردًا: «لكنه ظل متماسكاً، ولم يُظهر أي انفعالات»، على حد قوله.

وأكد أن النيابة لم تلتفت إلى ما إذا كان المتهم «مختل عقلياً» وأحالت أوراقه اتهامه إلى محكمة الجنايات كون الجريمة لا يوجد فيها ثمة اختلال عقلي، مشيرًا إلى أن المتهم طارد القمص وطعنه وواصل الطعنات في روية وهدوء، وميز بين رجل الدين المسيحي وبقية الناس.

وأكد أن المتهم نفى في تحقيقات النيابة انتمائه لتنظيم «داعش» أو متابعة إصدارته على مواقع الإنترنت، مشيراً إلى أن «إحالة المتهم للمحاكمة قرار صائب وعاجل من النائب العام أثلج قلوب كثيرين».

وتحفظت النيابة على فيديو التقطته كاميرا مراقبة مثبتة في موقع الجريمة، ظهر فيه المتهم «أحمد.س» يرتدي جلباباً ويمسك «ساطوراً» في يده، ويركض خلف القمص القتيل، ومن حوله يهرول المارة، إلى أن لحق بالقمص عند بوابة مخزن للحديد، وطعنه طعنة نافذة في ظهره ليسقط الضحية، ثم انهال القاتل على جثمانه بالساطور، ويُمرره على رأسه، قبل أن يفر من موقع الهجوم.

وكشفت مناظرة النيابة عن أن المتهم سدد للمجني عليه 6 طعنات بـ«ساطور» في الرأس والبطن والظهر، ما سببت له كسر بالجمجمة وكشق طولي بالرأس ونزيف حاد، ما أودى بحياته.

وذكرت التحقيقات أن الأهالي ألقوا القبض على المتهم، وسلموه لرجال الشرطة، وذكرت التحريات أنه متهم في القضية رقم 23252 جنح المرج، بإشعال النيران في منزله الشهر الماضي إثر خلافات بينه وبين أسرته وهددهم وقتها بتفجير أنبوبة غاز، لكنه لم يفعل، وتم إخلاء سبيله منذ 15 يومًا تقريبًا.