في 18 أكتوبر 2015 غيب الموت الأديب جمال الغيطاني عن عمر ناهز الـ70 في مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة بعد صراع مع المرض إثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر، وفي ذكرى رحيله الثالثة نستعرض جانب آخر من حياة الروائي الكبير جمال الغيطاني.
كان إعجاب الراحل محمود أمين العالم رئيس مؤسسة «أخبار اليوم» الأسبق بكتابات جمال الغيطاني هي أولى خطواته للعمل مراسلا حربيا حيث بدأ عمله منذ النكسة 1967 وحتى نصر أكتوبر عام 1973 نقل خلالها أخبار الجنود وجبهات القتال وأهالي مدن القناة بكل وطنية وشفافية وحس أدبي وإنساني راقي.
غطى الغيطاني معارك الجيش المصري وبطولاته في مواجهة العدو الصهيوني المدعوم من أقوى دول العالم واستطاع أن ينقل أخبار وبطولات الجنود الحربية بجانب مشاعرهم الإنسانية في تجربة صحفية أدبية جديدة في تاريخ الصحافة المصرية.
وقد كتب الغيطاني عشرات التقارير الصحفية من جبهة القتال ونشر 6 رسائل صحفية عن الجنود وكتب «رسائل مقاتل من أعماق سيناء» كما كتب «أكلة الدبابات في موقع عبدالعاطي ورجاله» والأخيرة هي ما ساهمت في تحويل بطولة «عبدالعاطي ورجاله» إلى أسطورة خالدة في الضمير الشعبي المصري وهى أسطورة «صائد الدبابات».
وجمال الغيطاني لم يغط فقط الحروب المصرية منذ النكسة وحتى أنتصار أكتوبر 1973 بل الحرب اللبنانية والحرب العراقية الإيرانية، والواقع يؤكد أنه لم يكن كاتبا صحفيا عاديا أو مراسلا حربيا شجاعا بل كان أديب عاشق لوطنه وأرضها وملم بتاريخها بخاصة تاريخ القاهرة القديمة وهو ما ظهر جليا في روايته «الزيني بركات» وغيرها من المؤلفات العديدة التي تقدم برهان واضح على ذلك.
كتب الغيطاني العديد من الروايات التي تروي بطولات الجنود المصريين ومنها روايته «الرفاعي» والتي تروي سيرة العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي مؤسس المجموعة 39 قتال وقائدها الملقب بـ«أسطورة الصاعقة المصرية» و«أسد الصاعقة» وكان له دور مهم في مواجهات منطقة «الدفرسوار» قبل استشهاده.
في روايته «حكايات الغريب» تناول الغيطاني قضية الإنسان وكيف أثرت سنوات الحرب على أهالي السويس وكيف عاش أهلها متتبعا عدد من القصص الإنسانية التي تتوارى خلف غبار الحروب وقد نالت الرواية شهرة كبيرة بعد تحويلها إلى فيلم سينمائي بعنوان «الغريب» من إخراج إنعام محمد علي وبطولة محمود الجندي، محمد منير، حسين الإمام وغيرهم.