تعددت الأقاويل حول الأعداد المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، فالبعض شكك في الأعداد والآخر أكد أن المشاركة تاريخية وغير مسبوقة في أي استفتاء من قبل.

المقولة الأولى: «الاستفتاء على دستور 2014 شهد مشاركة أكبر عدد من المواطنين منذ ثورة يوليو»

(√) صحيح، فطبقا للإحصائيات الرسمية التي نشرتها اللجنة العليا للانتخابات فقد شهد الاستفتاء على دستور 2014 والذي أقيم في يومي 14 و15 يناير أكبر عدد مشاركة للمواطنين في استفتاء منذ ثورة يوليو 1952، حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 20 مليونا طبقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، متفوقا على الاستفتاء على دستور 2012 والذي شارك به نحو 17 مليونا.

المقولة الثانية: «الموافقة بنعم على الدستور بنسبة 98% هي الأكبر في تاريخ مصر».

(×) غير صحيح، فهناك استفتاءات سابقة شهدت موافقة بنسبة 99.9%، منها الاستفتاء على تولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية في 1956، ثم الاستفتاء على الفترة الثانية للرئيس جمال عبد الناصر في عام 1965 حيث صوت 32 مواطنا بـ«لا» من إجمالي 6847046 مواطنا شاركوا في الاستفتاء!

وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات جاءت نتيجة الاستفتاء الذي تم إجراؤه في فبراير 1977 حول قانون التظاهر 99%، وكذلك الاستفتاء على تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك رئاسة الجمهورية بعد اغتيال السادات.

المقولة الثالثة: «الاستفتاء شهد غياب الشباب عن الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء»

(∞) غير مؤكد، "لولا أن يومي الاستفتاء تزامنا مع امتحانات الجامعات لارتفع عدد الناخبين" هكذا قال المستشار نبيل صليب رئيس اللجنة العليا للانتخابات في كلمته قبل إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور، وهو ما يعتبر ردا على الملاحظات التي أبداها بعض الإعلاميين في برامج التوك شو ومواطنون على موقعي «فيسبوك» و«تويتر» عن غياب الشباب عن المشاركة في الاستفتاء، على الناحية الأخرى، رد عليهم آخرون بأنه ليس هناك إحصائيات موثقة عن أعمار المشاركين في التصويت، وهو جدل لم تحسمه اللجنة العليا للانتخابات حيث لم تعط أية إحصائيات تثبت أو تنفي صحة تلك الملاحظات.

المقولة الرابعة: «الاستفتاء شهد مشاركة أكبر للمرأة»
(∞) غير مؤكد، فأيضا من الملاحظات التي أثيرت في الإعلام قبل ظهور النتيجة الرسمية للاستفتاء هي «زيادة نسبة مشاركة المرأة في الاستفتاء»، وبالرغم من إن الإحصائيات التي نشرتها اللجنة العليا للانتخابات على موقعها لم تحسم صحة تلك النقطة من عدمه، إلا أن تحليلات صحفية فسرت تلك «الظاهرة» بأنها استجابة لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في خطابه الذي ألقاه قبل الاستفتاء، حيث قال: "أنا حكلم أختي وبنتي وأمي، إنتوا يوم 24 لما طلبنا تنزلوا تدونا تفويض لمكافحة الإرهاب، الست المصرية أخدت ولادها وزوجها ونزلت، خدوهم تاني وانزلوا تاني عشان الدستور".

المقولة الخامسة: «تراجع إقبال المصريين بالخارج على المشاركة بالاستفتاء»
(√) صحيح، فبمقارنة أعداد المشاركين في الاستفتاء على دستور 2012 مع استفتاء دستور 2013، تًظهر الأرقام تراجع الإقبال على المشاركة في التصويت، حيث سجل الاستفتاء على دستور 2012 مشاركة نحو 245 ألف من المصريين بالخارج، مقابل نحو 107 ألف لدستور 2013.