أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الجمعة، أنه لا يستطيع فتح تحقيق، من تلقاء نفسه، في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر الماضي.
وردا على سؤال عما إذا كان يخطط لإطلاق أي تحقيق أممي بشأن خاشقجي، قال جوتيريش في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة: "ليس لدي الحق في فتح تحقيق، هناك التباس كبير بين ما يمكن للأمين العام أن يفعله وما لا يستطيع أن يفعله"، بحسب شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية.
وأضاف جوتيريش: "الأمين العام لا يمكنه إطلاق تحقيق جنائي. استطيع القيام بذلك بطلب من مجلس الأمن إذا وجد أنه يوجد تهديد للأمن، وفي بعض الحالات الأخرى بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وتابع: "أنا لست الشخص الصحيح لفتح تحقيق جنائي، ولم يُقدم لي أي طلب رسمي لفتح تحقيق من أي دولة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة".
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن، في ديسمبر الماضي، عن أن تركيا تعمل مع دول أخرى، لم يحددها، من أجل نقل قضية مقتل خاشقجي إلى الأمم المتحدة.
كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى مشاركة خبراء دوليين في تحقيقات مقتل خاشقجي، مؤكدة على ضرورة أن تكون التحقيقات مستقلة ومحايدة.
وفي 3 يناير الجاري، عقدت المحكمة الجزئية بالرياض أول جلسة لمحاكمة 11 متهما في قضية مقتل خاشقجي، وطالبت النيابة السعودية بإعدام 5 متهمين.
إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من تصاعد "وجهات نظر سامة" واستغلال الخوف لاكتساب دعم سياسي، قائلا إن "العلامة التجارية الأكثر مبيعات في عالمنا اليوم هي الخوف الذي يحصل على تصنيفات، ويفوز بأصوات، ويحدث اهتماما".
وقال جوتيريش إن نقص الثقة في الحكومات والمؤسسات يمكن أن يجعل المواطنين "أهدافا سهلة للقوميين والشعبويين وكل أولئك الذين يستفيدون من الخوف"، مشددا على أهمية إقناع الشعوب حول العالم بفوائد التعددية والتصدي "لوجهات نظر سامة" في السياسة "تفسد الاتجاه العام".
وأوضح جوتيريش أن آداما دينج، المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، سيتولى قيادة فريق لوضع خطة عمل عالمية سويا ضد خطاب الكراهية وجريمة الكراهية.