بعد هبوط «كورنيش المنشية».. «الحواجز الغاطسة وحواجز الأمواج العالية» محاولات حكومية لإنقاذ عروس البحر الأبيض من الغرق؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد هبوط «كورنيش المنشية».. «الحواجز الغاطسة وحواجز الأمواج العالية» محاولات حكومية لإنقاذ عروس البحر الأبيض من الغرق؟

محمد رزق
نشر في: السبت 19 يناير 2019 - 3:57 م | آخر تحديث: السبت 19 يناير 2019 - 3:57 م


الإسكندرية عروس البحر المتوسط وعاصمة مصر الأولى ومصيف المصريين الأول، شهدت في الآونة الأخيرة حالة من التغييرات المناخية غير المعتادة مع ارتفاع منسوب مياه البحر والتقلبات الجوية التي تتزايد مع كل موسم خلال فصل الشتاء، مع توقعات بزيادة الأمر للأسوأ الأمر الذي يُنبأ بغرق المدينة الساحلية تمامًا.

ارتفاع موج البحر بشكل غير مسبوق خلال فصل الشتاء الحالي، نتج عنه هبوط في كورنيش المشاة بمنطقة المنشية، ما دفع الهيئات المعنية في المدينة ووزارة الموارد المائية والرى لرفع درجة الاستعداد للتعامل مع الوضع.

الوزارة دفعت بنحو 300 طن من الكتل الخرسانية للتغلب على الخلل في التربة، الناتج عن ارتفاع الأمواج والرياح الشديدة، والتنسيق مع "صندوق المناخ الأخضر" و"البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة"، للحصول على الدعم الكافي؛ لتنفيذ مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالمناطق الساحلية الذي يجري العمل على تنفيذه في خمسة مناطق بساحل البحر شمال الدلتا.

الإسكندرية ضمن 5 مدن مهددة بالغرق:

كشف مسؤولون وخبراء مياه خلال مؤتمر أسبوع القاهرة للمياه الذي عقد أكتوبر من العام الماضي، عن تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، أن مدينة الإسكندرية ضمن 5 مدن عالمية ستتعرض للغرق؛ بسبب التغيرات المناخية.

انخفاض أراضي محافظات الدلتا وبورسعيد والإسكندرية، يجعلها مُعرضة للغرق في حالة ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير، مما جعل البنك الدولي يُحذر من خطورة الموقف الحالي وغرق "دلتا مصر" بحلول عام 2050.

صندوق المُناخ الأخضر:
يعمل صندوق المناخ الأخضر باستمرار على حماية السواحل المصرية، وأظهر ذلك منحة تُقدر بـ32 مليون دولار، لوضع حلول لمواجهة التغيرات المناخية، وحماية مناطق الدلتا من الغرق، حسبما ذكرت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد.

الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الري، قال إن المنحة سيتم استخدامها لتنفيذ أنواع من الحمايات تتلاءم مع البيئة الطبيعية للمنطقة الساحلية ويستغرق تنفيذ المشروع 7 سنوات.

السد العالي السبب في غرق المدينة ؟!
عام 2016 نُشرت دراسة بحثية أجراها أساتذة في كلية العلوم جامعة السويس، والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، الدراسة تؤكد أنه منذ إنشاء السد العالي بأسوان عام 1964، شهدت "دلتا النيل" تأثر كبير؛ بسبب تغير حمولة المياه وتدفق الرواسب.

البحث أكد أن المنطقة الساحلية لدلتا النيل، خضعت لمشاريع تنموية واسعة ومفرطة غير مخطط لها، مما أثر سلبًا في كلًا من "استخدامات الأراضي وخصائص الغطاء الأرضي".

أبحاث دولية شملت الإسكندرية:

الفريق الحكومي الدولي "IPCC"، المعني بتغير المناخ أكد خلال تقرير له صادر عام 2014، أن التغيرات المتوقعة في المناخ وارتفاع مستوى البحر، أدى إلى تفاقم معدل التآكل والوضع العام للمنطقة الساحلية، وأن ⅕ دلتا النيل ستكون معرضة لخطر الفيضان.
وفي نفس السياق نشر "البنك الدولي" عام 2011، تقرير عن المدن المعرضة لخطر التغيرات المناخية جاءت فيه "الإسكندرية وتونس والدار البيضاء"، كمدن ساحلية يُهددها التغير المناخي.

وجاء في تقرير البنك الدولي، أن القدرة المؤسسية في الإسكندرية على إدارة المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية محدودة.
عام 2011 نشر مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء ووزارة البيئة، الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث الناجمة عنها.
وتوقعت الاستراتيجية سيناريوهين متعلقين بزيادة مياه البحر بحلول عام 2100 الأول يزيد فيه منسوب الارتفاع على 50 سم، الثاني توقع بوصول الارتفاع إلى 100 سم، مما يهدد المنشآت المطلة على الكورنيش.

بناء المدينة قد يحميها من الفيضان:

دراسة البنك الدولي، أشارت أيضًا إلى أن أغلب ساحل الإسكندرية يُعد في مأمن طبيعي من ارتفاع منسوب البحر؛ ويرجع ذلك لأن المدينة الساحلية أُقيمت فوق حاجز جيري مرتفع ومدعم طبيعيًا بطول 60 كم وبنسبة تبلغ 66% من إجمالي طول الساحل عدا بعض المناطق المنخفضة، فيما تبلغ المناطق المعرضة للخطر 13% فقط من طول ساحل عروس البحر الأبيض المتوسط.

حلول سابقة لإنقاذ المدينة:
في ظل ما تشهده عاصمة مصر الأولى من خطر، تعمل هيئة حماية الشواطئ على اتخاذ إجراءاتها لحماية السواحل، وكانت محافظة الإسكندرية ووزارة الري، قد بدأت منذ عام 2001 مشروع "إنشاء الحواجز الغاطسة"، ووصلت تكلفته وقتها 150 مليون جنيه، وتم تنفيذه على 3 مراحل، فى مناطق "المنتزه والمندرة وميامى"، بامتداد 2700 متر داخل البحر.

وشملت المرحلة الثانية وضع الحواجز فى منطقة "نادى السيارات" بتكلفة 220 مليون جنيه، ثم وضع الحواجز بمنطقة سيدى بشر بقيمة وصلت لـ 274 مليون جنيه، ويتم استكمال المشروع بطول 7 كم من الساحل.

الحواجز الغاطسة تم وضعها على مسافة 250 مترًا من الشاطئ، فى عمق يتراوح من 7 إلى 9 أمتار لمياه البحر، ويهدف المشروع لكسر الأمواج وحماية الشواطئ من التآكل، وتكوين طبقة من الرمال بمساحة من 40 إلى 100 متر وخلق شاطئ رملى.

بالتزامن مع مشروع الحواجز الغاطسة، بدأ عام 2003، مشروعا بتكلفة 20 مليون جنيه، اعتمدت فيها على تشييد "حواجز أمواج ظاهرة عالية داخل البحر وموازية للشاطئ" في منطقة المندرة، لكن الآثار السلبية الناجمة عن المشروع تسببت في إيقافه.

هيئة الأرصاد الجوية:
مطلع العام الماضي، أكد أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية أثرت على دول العالم ومن بينها مصر، خاصة على "سواحل الإسكندرية ومحافظات الدلتا".

وأضاف عبدالعال، أن الجبال الثلجية في القطب الشمالي بدأت تنهار إلى جانب ارتفاع المد والجزر في البحار والمحيطات، مُحذرًا من أن الدول المنخفضة مثل مصر ستغطيها المياه الزائدة.

وطالب رئيس هيئة الأرصاد الجوية، بوضع المصدات والعوائق أو ردم الشواطئ، فضلاً عن ردم الشواطئ بميل ما بين 3 و 5 أمتار لحماية الإسكندرية والدلتا من الغرق حال ارتفاع سطح المياه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك