هل تعيد وزيرة الثقافة الاعتبار لصاحب فكرة المعرض.. إسلام شلبى الجندى المجهول الذى لا يذكره أحد - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تعيد وزيرة الثقافة الاعتبار لصاحب فكرة المعرض.. إسلام شلبى الجندى المجهول الذى لا يذكره أحد

شيماء شناوي
نشر في: السبت 19 يناير 2019 - 12:39 م | آخر تحديث: السبت 19 يناير 2019 - 1:57 م

أيام قليلة تفصل جمهور القراء عن معرض القاهرة للكتاب فى يوبيله الذهبى، الذى ينطلق فى الفترة من 22 يناير الشهر الحالى، ويستمر حتى 5 فبراير المقبل، وتستدعى مناسبة الاحتفال بمرور نصف قرن على إقامة المعرض، إلى الذهن طرحت تساؤلات حول صاحب فكرة إقامته لأول مرة؟ وظروف إقامة تلك الدورة فى ظروف سياسية صعبة أعقبت الهزيمة..
ومما يزيد من أهمية السؤال أن القائمين على تنظيم احتفالية اليوبيل الذهبى تجاهلوا صاحب الفكرة تماما وهو الأمر الذى تكشفه الشروق فى التقرير التالى:
فى كتابه «مذكراتى فى السياسة والثقافة»، الصادر عن دار الشروق، يكشف الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق عن صاحب اقتراح إقامة المعرض، وعلى الرغم من أن صورة عكاشة ظهرت على ملصق الدورة الخمسين عن استحقاق إلا أن البطل الحقيقى لا يزال مجهولا، وفى رحلة الكشف عن اسمه عثرت «الشروق» على مقال كتبه الكاتب الراحل أنيس منصور فى عموده الأشهر بصحيفة الأهرام «مواقف»، نوه فيه بهذا الاسم الذى بقى طويلا فى الظل حيث كتب صاحب «200 يوم حول العالم» ما يلى: «للأمانة التاريخية فإن صاحب فكرة معرض الكتاب، صديقى وبلدياتى إسلام شلبى، وكان يعمل فى صناعة النشر بلبنان، ثم جاء يستأنف هذه الصناعة الرائعة فى مصر، وكانت من أفكاره إقامة هذا المعرض الدولى، ونسيناه فى زحمة الأسماء التى تطفو كثيرا على السطح، فحجبت الفاعل الحقيقى المتواضع الذى ابتلعه النسيان، إسلام شلبى كان مليئا بالحياة والطموح والأمل، فبعد أن ترك صناعة النشر، اتجه إلى وكاله شركات الطيران، ثم اتجه إلى شراء الفنادق وإدراتها، وقد مات وهو يحلم بعمل سلسلة من المطاعم والحلويات فى الدنمارك وألمانيا، ولكن جسمه الضعيف لم يقو على طموحه وآماله وحياته بالطول والعرض، وعندما عرضت عليه د. سهير القلماوى أن يتفرغ للنشر، كان قد قرر أن يتفرغ للطيران وفلوسه الأكثر، وأنشطته الأمتع والأبدع.
أما الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، فكتب فى مذكراته بعنوان «مذكراتى فى السياسة والثقافة» يقول: قدم إلى الفنان عبدالسلام الشريف مُقترحا ضرورة إقامة معرض دولى للكتاب فى مصر، وأشرتُ على المؤسسة «المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر» بتبنى الاقتراح، فاتصلت بسوق الكتاب الدولى المعروف فى ليبزج، وأرسلت مندوبها الأستاذ إسلام شلبى للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربى، ليربطها بحركة نشر الكتاب دوليا من خلال التعامل مع المشتركين فى معرض ليبزج السنوى، وكان لحماسته الفائقة وكفاءته المذهلة الفضل الأكبر فى نجاح الفكرة، وبدأ نتيجة هذه الاتصالات المثمرة الإعداد لـ«معرض الكتاب الدولى» الذى أقامته المؤسسة لأول مرة فى يناير 1969 كى تتيح الفرصة أمام الجامعات والهيئات العلمية للوصول إلى حاجتها من المراجع بأسعار مناسبة.
اشتركت فى هذا المعرض الأول 27 دولة وأكثر من 400 دار نشر، وزاره ما يزيد على سبعين ألف زائر خلال عشرة أيام هى فترة إقامته، وعلى الرغم من الجهد الذى بُذل والإنفاق الذى تم فقد حققت المؤسسة ربحا من الخدمات التى قُدمت للناشرين العرب والأجانب بخلاف الربح الزهيد من توزيع الكتاب، ‬على أن المسألة مع هذا لا تقاس بالربح المادى، بقدر ما تقاس بالأثر الذى تركه المعرض فى الحياة الفكرية فى العالم العربى، إلى حد الشعورالاجتماعى بضرورة إقامته كل عام، وهو ما دفع وزارة الثقافة إلى تكرار التجربة باستمرار كل عام، حتى غدا المعرض اليوم علامة ثقافية بارزة مع مطلع كل عام لم تتوقف قط، تترقبه الجماهير بلهفة وشغف وحماس».
تظهر هاتان الفقرتان بوضوح اسم إسلام شلبى، مع اختلاف جوهرى هل هو العقل المدبر لفكرة إقامة معرض الكتاب؟ أم العقل واليد المنفذة لها؟ وإذا كان هو هذا أو ذاك، فلماذا تم تجاهل اسمه كل هذه السنوات، بينما سطعت أسماء أخرى، وما السر وراء تجاهل اسمه فى كل ما تنشره الهيئة المصرية العامة للكتاب من تقارير حول الإباء المؤسسين لإقامة أول معرض للكتاب.
وللإجابة عن هذا السؤال تواصلت «الشروق» مع أسرة إسلام شلبى، وكانت البداية مع زوجته السيدة منى مدكور، ونجله عمر إسلام شلبى، الذى أكد بشكل قطعى أن والده هو صاحب الفكرة، وهو من عمل على تنفيذها، قائلا: «والدى كان محبا لمهنة النشر، منذ كان طالبا فى الجامعة الأمريكية ببيروت، كانت له تجاربه فى هذا المجال، فعمل مع دار «خياط» للنشر، وعندما عاد من لبنان إلى مصر، عرض الفكرة على د. ثروت عكاشة، الذى تحمس لها وعُين والدى مستشارا بوزارة الثقافة، لمتابعة الفكرة والعمل على تنفيذها» وهو ما حدث بالفعل، وأصبح والدى المدير العام لمعرض الكتاب.
ويضيف نجل الراحل، أن والده استمر فى العمل بالمعرض لمدة ثلاثة دورات متتالية، قبل أن يقدم استقالته ويحصل على توكيل شركة طيران الخليج، محتفظا بدار النشر التى أسسها باسم دار «الوطن العربى للنشر»، لافتا أن والده أيضا كان صاحب التجربة الأولى لفكرة إضافه عنصر الرسم على أغلافة الكتب، بدلا من الاكتفاء باسم المؤلف وعنوان الكتاب فقط، مستعينا على ذلك بكل من: الفنان مصطفى حسين، والكاتب أحمد رجب، والفنان يوسف فرنسيس.
ورجح «عمر» أن يكون تجاهل اسم والده مرتبط بعدة عوامل أولها؛ أن الصحافة دائما ما تهتم باسماء أصحاب المناصب والسلطة، فضلا عن ابتعاد والده عن العمل بالمجال الثقافى، مؤكدا على أن هذا التجاهل جاء بالتدريج، فقد كان اسم والده موجود مع كل دورة للمعرض فى بدياته، مشيرا إلى أنه عندما سئل والده عن عدم وجود اسمه قال له أن «آفة حارتنا النسيان» كما تعلم من نجيب محفوظ.
وبدورها أكدت السيدة منى مدكور، زوجة الراحل، إن الفكرة خطرت ببال زوجها أثناء زيارته لألمانيا، وإنبهاره بمعرض فرانكفورت الدولى للكتاب ومعرض ليبزج، حالما بإقامة معرض مثله فى مصر، وحينها نقل فكرته إلى د.ثروت عكاشة، الذى أعجب بالفكرة وقرر تعينه مستشارا فى الهيئة المصرية للكتاب، ليتمكن من تنفيذ الحلم على أرض الواقع، لتضيف «من كتر حماسه كان يستقبل الكتب الآتية من دور النشر بالخارج بنفسه، ويشيل بعض الصناديق ويساعد فى رصها على الأرفف» والسؤال: هل يجد اسم أسلام شلبى من ينصفه قبل بدء الدورة الخمسين أم يضيع فى زحام الأحداث؟
وهل لدى رئيس هيئة الكتاب الدكتور هيثم الحاج على الرغبة فى تصحيح التاريخ؟ وهل يمكن لوزيرة الثقافة الدكتور ايناس عبدالدايم أن تبعث اسم اسلام شلبى من رماد التاريخ؟».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك