استقبال فيلم «لالا لاند» يطرح السؤال حول مزاج المشاهد المصري - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استقبال فيلم «لالا لاند» يطرح السؤال حول مزاج المشاهد المصري

كتبت ـ منة عصام
نشر في: الأحد 19 فبراير 2017 - 10:06 ص | آخر تحديث: الأحد 19 فبراير 2017 - 10:13 ص

لماذا يميل جمهور السينما لأفلام العصابات ومصاصي الدماء
نقاد سينما: لدينا مشكلة في ثقافة سينمائية لا تقبل الفيلم الموسيقي
يمثل فيلم "لالا لاند" حالة سينمائية خاصة، ليس فقط بمقاييس المستوى الفني فحسب، ولكن ايضا علي مستوي ترشحه لنيل 14 جائزة "أوسكار"، فضلا عن حصده لـ 5 جوائز في "البافتا" البريطانية، وجوائز أخرى في الجولدن جلوب، وكذلك على مستوى تلقي الجمهور له في كل أنحاء العالم، الفيلم الذي حصل على الكثير من الإشادات النقدية وصلت لوصف البعض له بأنه أعاد السينما الى عصرها الذهبي الرقيق الجميل، إلا أنه اثار مع عرض الفيلم بمصر حالة من الخلاف حوله، القت بظلالها علي كثير من التعليقات علي صفحات السينما بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو الخلاف الذي رصده نقاد السينما المصريين في تساؤلات طرحوها حول مزاج المشاهد المصري، واختياراته.
المهتمين بالسينما بالطبع يجدون هذا الفيلم حالة خاصة ومهمة بل وفريدة من نوعها وملهمة، ومنهم الناقد السينمائي كمال رمزي، والذي قال: "هذا الفيلم في غاية الرقة والبساطة في ذات الوقت، وهو في مجمله حالة سينمائية فريدة من نوعها ويستحق هذه الجوائز طبعاً، فهو حالة رقيقة تدعو للحلم والأمل والبهجة، ومن هنا أقول أن هناك احتمالين لمن شاهدوا الفيلم ولم يتقبلونه ، الأول هو ذائقة الجمهور نفسها، فكل جمهور له ذوقه وميوله التي لا يمكن أبداً إنكارها أو التغاضي عنها، فهو علم كبير يدرس في بعض الجامعات بالمناسبة، ومن يتتبع ذوق الجمهور المصري سيجد أنه لا يتقبل أصلاً الأفلام الغنائية الاستعراضية.
واشار الي ان افلام عظيمة مثل ماماميا وفيلم Hair وغيرها من الأفلام الجميلة والمهمة لم يتقبلها الجمهور المصري لأن ذوقه يفرض عليه نوعاً محدداً.
واستطرد رمزي قائلا: "الاحتمال الثاني هو مزاج الجمهور بمعنى أن المود العام السائد لا يقبل هذه النوعية، وبالتالي كان الفيلم لا يتوافق مع مزاجهم العام، ولو دققنا النظر سنجد أنه وقتما يحزن الإنسان بشدة فإنه في هذا الوقت لا يحب أن يسمع أغاني مفرحة أو مبهجة، ومن هنا أجد أن مزاج الجمهور نفسه قد يكون عاملاً في عدم تقبله لهذا الفيلم، والذي أحبه الجمهور في الخارج بشدة وتفاعل معه بقوة ليس لأنه من نوعية الأفلام التي تربى عليها الجمهور الأجنبي ولكن لأنه يبعث شحنة من السلام الداخلي في نفس الإنسان فور دخوله، ورغم ذلك إلا أن بعض المشاهدين المصريين أعجبهم الفيلم بشدة وتوحدوا معه".
أتفقت الناقدة خيرية البشلاوي مع سابقها في مسألة مزاج الجمهور، وقالت: "نحن جمهور له مزاجه الخاص جدا وكثير من الروائع السينمائية التي تصلنا لا تحصل على اشادات، مثل فيلم "لا لونا" ويعني القمر، فليست كل الأفلام العظيمة يتقبلها الجمهور المصري". وأضافت "نحن مختلفين تماماً في ثقافتنا عن ثقافة الغرب، ولذلك تنجح معنا أفلام العصابات مثل الأب الروحي وأفلام الـCowboys ، أما الأفلام الرومانسية والغنائية لا تلقى اقبالا بنفس الدرجة لدينا، عكس الخارج الذي لديهم ثقافة واتجاه مختلف كليا، فنحن ينجح لدينا الأفلام الصاخبة ذات الصوت العالي والضجة، فمثلاً الفيلم الغنائي الجميلة Mama Mia لميريل ستريب وبيرس بيرسنان، هذا الفيلم العبقري المتكامل لم ينجح عندنا أصلاً ولم يقدره الجمهور المصري أصلاً ولم يفهمه حتى".
وأكدت البشلاوي قائلة: "لست متعجبة إطلاقاً ان الجمهور المصري لم يتقبله ولم يحبه، لأنه ليس ملئ بالدراما والغموض ولا الشخصيات التي ممكن أن تكون قريبة من الجمهور، بمعنى أنه لا توجد الشخصيات التي يتوحد معها المصريين، واكتشفت هذا أثناء تواجدي في السينما، حيث تعجبت كثيراً، ففي منتصف أحداث العمل تقال العديد من الإفيهات والأمور الجميلة والمضحكة ولكن لم يتجاوب معها الجمهور أصلاً واعتقد أنه لم يفهمها وهذا في رأيي الشخصي".
وأكدت الناقدة السينمائية ماجدة موريس أن الاختلافات الثقافية بين الجماهير حول العالم هي المحرك الأكبر لتقبل جمهور لفيلم ما فيما لا يتقبل جمهور آخر ذات الفيلم، وقالت: "المشاهدين في أمريكا ذوقهم مختلف كلياً عن الجمهور المصري، الذي بطبيعته يحب المرح والسخرية والكوميديا، وبالطبع الاختلاف الثقافي وارد ومقبول للغاية، بدليل مثلاً أن الأفلام الحائزة على الأوسكار لا يحبها الجمهور المصري، ولا يقبل عليها نوعاً ما، فهي أفلام ملهمة أو تناقش ظواهر معينة أو مشاعر عامة، وبالطبع كلها أمور قد لا تجد إقبالاً عند جمهور بعينه مثل الجمهور المصري".
أكدت موريس علي ان فيلم "لالا لاند" ينتمي لنوعية مختلفة كلياً وثقافة مغايرة ويتعرض لفكرة ملهمة حول الأحلام والآمال وكيفية تحقيقها، ويغلف كل ذلك بإطار غنائي موسيقي جذاب".
اما الناقدة ماجدة خير الله فقالت: "الجمهور المصري ذائقته غير مطمئنة بالمرة وهو له الانواع والفئات التي يحبها ويتابعها بقوة مثل افلام مصاصي الدماء والعصابات وغيرها من الانواع المستهلكة والتجارية ولا يقتنع بالافلام ذات الذائقة العالية التي تسمح له بالتأمل والتفكير أو تريه ثقافات مختلفة واحاسيس مختلفة، وفيلم "لالا لاند" من الافلام المختلفة كلياً لانه موسيقي غنائي بمعنى أنه يدمج الحكاية والحدوتة في الغناء، ومع الأسف الشعب المصري يرتبط في ثقافته أن الفيلم الغنائي هو مثل نوعية أفلام تامر حسني ومصطفى قمر بمعنى أن الاغنية دخيلة على الفيلم ولو حذفت منه فلن توجد مشكلة في ذلك، بل إنه يمكن أن يراها في كليب لاحقاً، اما الافلام الموسيقية في الخارج فإن الأغنية جزء لا ينفصل عن الحدوتة اصلاً ومكملة لها بقوة، وما يحدث مع "لالا لاند في مصر هو نفسه ما حدث من قبل مع فيلم مولان روج وفيلم ماماميا وغيرها من الافلام الغنائية الملهمة الجميلة".
واستطردت قائلة "أثناء مشاهدتي للفيلم في السينما كان ورائي مجموعة من الشباب يبدو عليهم الوعي، ولكن فوجئت أثناء عرض الفيلم أنه وقت عرض الاغاني فإنهم يتحدثون مع بعضهم على اعتبار أن الاغاني ليست مهمة في سياق الفيلم أصلا أو أنها خارج الحدوتة، وقد وصل الأمر ببعض الجمهور المصري الى نهر والبعد عن كل مصدر جمال وهذا ظهر جليا في بوستات أحد الموجودين لدي في قائمة الأصدقاء على الفيس بوك عندما أعلن أنه يرفض تماما دخول الفيلم بسبب أن اصدقائه لم يحبونه، ووصل الأمر بآخر أنه ابدي تعجبه للغاية من أن العمل مرشح لـ 14 جائزة اوسكار، وهذا يكشف عن عدم وعي هذا الشخص اصلا بصناعة السينما التي تقوم على أركان كثيرة للغاية وليست محصورة في المخرج أو الأبطال. الجمهور المصري بحاجة الى هزة قوية تجعله يغير من ثقافته المحدودة وتدعه ينفتح على ثقافات أخرى ورؤى جديدة".
وأكد الناقد طارق الشناوي أن الجمهور المصري لا يقبل على كل ما هو يخلو من الأكشن، وبالطبع فيلم "لالا لاند" بعيد كل البعد عن الأكشن، هذه التيمة التي تعتبر سهلة في التلقي ولا تحتاج الى محاولة حثيثة من جانب المتفرج ليفهمها، وأضاف: "كما ان الجمهور المصري يحب فكرة البطل المعروف والسوبر ستارز، ولا أقصد بالطبع ان ايما ستون ورايان جوسلنج غير معروفين ولكنهما ليسا على قدر كبير بالنسبة للشعب المصري الذي يعشق فكرة وجود سوبر ستار في الفيلم الذي يشاهدة".
وقال الشناوي: "فيلم لالا لاند كان متوقعا الا تتقبله نسبة محسوسة من الجمهور المصري، لأن كما ذكرت هو لا يحب الافلام الصعبة في التلقي، فهذا الفيلم يحتوي على مساحات كبيرة من التأمل والتفكير، فضلا عن الخلط الرائع بين الأزمنة من خلال الموسيقى والتفاصيل الدقيقة به، بالاضافة الى ان المشاهد المصري بطبيعته اصلا لا يفرق معه كم الجوائز التي حصل عليها الفيلم، بل على العكس فان ذلك يمكن ان يلعب دورا عكسيا مع الشعب المصري، ولنا امثلة كثيرة على ذلك من قبل، وابسط رد من الشعب المصري على فيلم كهذا ان يصفونه انه فيلم مثقفين".
واختتم كلامه بالقول ان فيلم "المومياء" الذي يعتبر اهم فيلم مصري وعربي طبقا لاستفتاء مهرجان دبي عام 2013، الا ان الجمهور المصري ينظر اليه انه فيلم مثقفين ونقاد".

اقرأايضا:

أستاذ علم الاجتماع: الهجوم على فيلم يدعو للأمل مؤشر خطير لحالة مرضية

موزعة «لالا لاند» بمصر: الجمهور لم يُقبل على الفيلم إلا بعد ترشيحه لجوائز الأوسكار



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك