ثروات الغاز قد تصبح نقطة صراع بين أوروبا وتركيا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثروات الغاز قد تصبح نقطة صراع بين أوروبا وتركيا

كتب - أحمد إسماعيل
نشر في: الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:25 م | آخر تحديث: الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:25 م

أدت عمليات التنقيب عن الغاز التى بدأتها جمهورية قبرص منذ 7 سنوات، إلى توتر مع تركيا التى تطالب بتعليق عمليات الاستكشاف والتنقيب لحين التوصل إلى حل سياسى لتقسيم جزيرة قبرص.

 

ويرى مركز «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأمريكى، المتخصص فى خدمات التنبؤ الجيوسياسى، أن احتدام الصراع بين تركيا من جانب وكل من قبرص اليونانية ومصر من جانب آخر، فى الآونة الأخيرة، حول ثروات الغاز فى البحر المتوسط قد يكون نقطة انطلاق للصراع بين قوى أوروبية وتركيا.

 

وقال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، الأسبوع قبل الماضى: إن اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر وقبرص «غير قانونية» وإن ليس من حق أى دولة القيام بأى أبحاث أو تنقيب فى هذه المنطقة.

 

ونصح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى خطابه أمام البرلمان، الشركات الأجنبية التى تقوم بفاعليات التنقيب قبالة سواحل قبرص، بألا تكون أداة فى أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها بالجانب القبرصى.

 

وردا على التصريحات التركية، حذرت وزارة الخارجية المصرية من أى مساس بـ«حقوق مصر السيادية» فى هذه المنطقة.


وعلى الرغم من أن البحرية الإيطالية قررت إرسال واحدة من فرقاطاتها العسكرية إلى المنطقة المتنازع عليها، لكن قائدها قد أمر بتفادى المواجهة المباشرة مع السفن التركية التى تعرقل عمليات التنقيب للشركة الإيطالية.

 

وأعلنت السلطات القبرصية، أنها تعول على الدبلوماسية الأوروبية للتوصل إلى حل سريع للمشكلة، وقال نيكوس خريستوليدس، المتحدث باسم الحكومة للإذاعة العامة القبرصية «هناك اتصالات دبلوماسية فى الكواليس تتولاها دول أوروبية، ونحن بانتظار النتائج قريبا».

 

وأضاف أن «الاتصالات القائمة لا يمكن كشفها، والجهود قائمة على عدة مستويات، وليس فقط على المستوى الدبلوماسى».


وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتى لدى وصولها إلى قمة الحلف الأطلسى فى بروكسل، الأربعاء الماضى: إن إيطاليا فتحت جميع القنوات الدبلوماسية مع تركيا للتوصل إلى حل مشترك «نأمل أن يكون سريعا».

 

وكانت آخر جولة مفاوضات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، برعاية الأمم المتحدة، فشلت فى 2017، لكن رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس الذى أعيد انتخابه رئيسا تعهد بإنهاء تقسيم جزيرة قبرص.

 

من جهته، لفت «جيوبوليتيكال فيوتشرز» إلى أن عرقلة المصالح الاقتصادية لتكتل الطاقة الرئيسى، فى إشارة إلى مصر وقبرص واليونان، من قبل دولة أجنبية سوف يسترعى بالتأكيد انتباه الحكومات الأخرى، منوها إلى أن موقع قبرص لا يزال يشكل مخاطر استراتيجية على موقف تركيا فى شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وبحسب التقرير، فإن تزايد احتمالات نشوب مواجهة عسكرية بين تركيا وإيطاليا تعد سابقة تاريخية، وحتى تتفادى أنقرة ذلك عليها إقامة مساحة عازلة أكبر فى حدودها البحرية من الغرب، ولذا تتوقف سيطرة تركيا فى شرق البحر المتوسط على قبرص.

 

ووفقا لـ«جيوبوليتيكال فيوتشرز»، إذا فتحت قبرص أبوابها أمام أوروبا الغربية للاستفادة من مواردها الجديدة، فإن تركيا ستواجه معضلة كبيرة، حيث ستنجرف قوى أوروبية عديدة إلى بسط سيطرتها على منطقة شرق البحر المتوسط بما يتوافق مع مصالحها الاقتصادية، علاوة على الانخراط الفعلى لليونان.

 

وإذا قررت إيطاليا الانخراط فى مواجهة بحرية ضد تركيا، وفق التقرير الذى رجح أن أنقرة ستتراجع وتحاول التفاوض على تنازلات من عمليات الغاز الطبيعى قبالة السواحل القبرصية، مع الحفاظ على ادعائها بأن قبرص الشمالية (التركية) دولة ذات سيادة مع حقوق إلى منطقته الاقتصادية الخالصة.

 

وأضاف المركز الأمريكى أن تطور المواجهة مرهون بمواقف تركيا، فضلا عن حاجة إيطاليا وأوروبا الغربية فى الحفاظ على وجودها فى شرق المتوسط، ومع ذلك، من غير المرجح أن تؤدى المواجهة الحالية إلى صراع وشيك بين تركيا وأوروبا الغربية، وبدلا من ذلك، ستستخدم تركيا هذه المواجهة لإقامة تنازلات سياسية واقتصادية من قبرص.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك