• «المهمة» يواجه التشدد بالفن.. و«نخبة» و«عناق» يناقشان قضية الهجرة والعودة للجذور.. و«الأرض القاحلة» و«عيد جواز» محاولة لاستعادة المشاعر
عرضت شاشة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مجموعة من الأفلام فى المسابقة القصيرة والتى كشفت عن تنوع فى الأفكار والأساليب لعدد من المخرجين الأفارقة الشباب، منها فيلم «الأرض القاحلة» للمخرجة الجزائرية لطيفة سعيد، وتدور احداثه فى فرنسا حول رجل كهل يقترب من عالم المرأة لأول مرة فى حياته.

وقالت مخرجة الفيلم خلال الندوة التى أعقبت عرض الفيلم، إنها أرادت طرح قضية أكثر عمقا من خلال فيلمها، وهى كيف يلتقى عالمان مختلفان، فبطلها من عالم ذكورى مغلق يعكس الثقافة الشرقية بصفته مهاجرا من شمال افريقيا، تلك الثقافة التى تعتبر علاقة الحب والجنس من المحرمات، بينما بطلتها تحاول أن تساعد الرجل كى يقترب من عالم المرأة لأول مرة فى حياته.

وأوضحت خلال الندوة التى أدارها الناقد السينمائى هانى مصطفى، أنها صورت فيلمها ٣٥ مم، بالأبيض والأسود لتؤكد أن الأزمة ليست معاصرة، وإنما هى مستمرة منذ زمن طويل.

الفيلم القصير الثانى هو المصرى «عيد جواز» للمخرج أحمد عصام السيد، من انتاج المعهد العالى للسينما، ويتناول قصة رجل وامرأة فى عيد زواجهما التاسع والعشرين، تحاول الزوجة أن تستعيد مشاعر الحب فى بداية علاقتهما التى فترت عبر السنين، بينما يصور الفيلم مشاعر الزوج وقد فترت وأصبح همه الأساسى هو اقناع زوجته بالهجرة، ليلحقا بأولادهما.

الفيلم الثالث هو المغربى «عناق» للمخرجة سهام العلوى، والتى استخدمت فيه اسلوبا مسرحيا من خلال لقطة ثابتة لمدة ١٥ دقيقة، لتحكى لحظة من عمر رجل عجوز يمر عليه عدد كبير من أهل المنطقة، لتجسد حالة الإهمال التى يعيشها هذا الرجل من ابناء مجتمعه بينما يهتم به بعض المهاجرين غير الشرعيين حيث يساعدهم فى الهروب من رجال الشرطة، ويشعر بسعادة فى ذلك.

مسابقة الافلام القصيرة شهدت أيضا عرض تجارب مثيرة، مثل فيلم «نخبة» من إنتاج بنين فرنسا للمخرج انج ريجيه والذى يمزج بين الثقافة الافريقية وفن الرقص الحديث، والفكرة الاساسية فى الفيلم بحسب المخرج، أن هناك اجيالا جديدة من المهاجرين الأفارقة فى فرنسا ابتعدوا عن جذورهم الثقافية، فبطل الفيلم الذى يعمل كسائق تاكسى ورث من والده زيا افريقيا تقليديا وهذا الذى يمثل بالنسبة له رمزا للارتباط الثقافى للجذور، وهو من ضمن صفاته انه يستدعى ارواح الاجداد القدامى، وهى الرسالة التى اراد المخرج إلقاء الضوء عليها.

الفيلم الخامس هو التشادى «المهمة ــ الامانة» للمخرجة اشى كويلو، والتى تلقى من خلاله الضوء على حلم فتاة تريد أن تصبح مطربة رغم رفض عمها المتشدد الذى يتبرأ من الغناء ويراه من أعمال الشيطان، لكنه يستسلم فى النهاية إلى طموح الفتاة.

وأكدت المخرجة، أنها أرادت أن تجسد قيمة الفن فى مواجهة الافكار الظلامية، وقد استعانت باثنتين من اهم مطربات تشاد فى هذا العمل.