اشتعلت الأوساط السلفية بعد استبعاد حازم صلاح أبوإسماعيل من سباق انتخابات الرئاسة، حيث لا يزال أنصاره معتصمون أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات، فيما توجه العشرات منهم إلى ميدان التحرير للاعتصام فيه، وبدأ بعض مشايخ السلفية فى التفاوض مع المرشح المستبعد لإنهاء اعتصامه.
وقد دخل مشايخ السلف على خط الأزمة عندما ذهب الدكتور جمال المراكبى، عضو مجلس شورى العلماء، بصحبة عدد الشيوخ نشأت أحمد، وحسن أبوالأشبال، ومازن السرساوى، والنائبين عادل عزازى، وممدوح إسماعيل، والمحامى منتصر الزيات، إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مساء أمس الأول، استجابة لطلب أحد أعضائها للاطلاع على المستندات التى استندت إليها اللجنة فى استبعاد أبوإسماعيل من السباق الرئاسى. وأطلق بعض الحضور اتهامات للجنة بتدبير مؤامرة لشق الصف السلفى.
وحضر أبوإسماعيل إلى مقر اللجنة بعد تلقيه اتصالا من أحد المشايخ، وفى طريقه إلى اللجنة كتب على صفحته الرسمية على فيس بوك «بدأت لجنة الانتخابات الرئاسية فى إحداث فتنة»، قاصدا بذلك استدعاءها الدعاة والمشايخ إلى مقرها.
وقال المحامى منتصر الزيات لـ«الشروق» أمس: «عندما أحضر المستشار حاتم بجاتو الأوراق علمنا أن الشيخ حازم يقف أمام اللجنة ويريد الدخول لكن الأمن يرفض، فطلبنا من بجاتو أن يسمح بدخوله لكنه رفض، وقال لنا إن أبوإسماعيل اطلع على هذه الأوراق والمستندات أمس، وإذا سمحت له بالدخول فيجب أن أسمح بدخول التسعة المستبعدين الآخرين، لكن على الناحية الأخرى كان الشيخ حازم مُصرا على الدخول، وقال إنه يعتبر حضورنا دون رغبته ورضاه مشاركة فى خيانته».
وأضاف الزيات: «اضطررنا للانسحاب لأن المرشح لا يرضى عن وجودنا، وكان المشايخ لديهم الرغبة فى الاطلاع على الأوراق بهدف الاستبيان من أمر يهم الأمة، وليس الشيخ حازم فقط، وكانوا يفضلون وجودى أثناء اطلاعهم على الأوراق، لكننى قررت الانسحاب لأنه إذا حضر الأصل انتفى وجود الوكيل، وأنا وكيل الشيخ حازم ولم أرد أن أدخل فى جدل حينها، وبدأت فى الخروج وأعتقد أن المشايخ لم يروا أيضا الأوراق». وأضاف أنه ما لم يكن موجودا فى اللجنة أصل طلب الحصول على الجنسية من والدة الشيخ حازم فلا قيمة لأى أوراق أخرى.. هذا هو المستند الأصيل، ولو جاء هذا الطلب فمن حق حازم أن يعرض عليه هذا المستند لفحصه.
وحول اتهام المشايخ بالخيانة قال الزيات: «أعتقد أنهم سيتجاوزون عن هذا الأمر لأنهم يتفهمون الحالة التى قال فيها أبوإسماعيل هذا الكلام».
من جهته قال أبوإسماعيل إن اللجنة الرئاسية استقدمت هؤلاء العلماء والمشايخ ليستعرضوا الأوراق دون حضورى لأبين لهم الأمر وأوضح للجميع حجم المؤامرة، لكنى فوجئت بأمن اللجنة يمنعنى فى الوقت الذى دخل فيه كل هؤلاء ليلتقوا بهم فردا فردا ليقنعوهم بأننى لست على صواب، فى الوقت الذى تجمع فيه كل هؤلاء من كل صوب وحدب، ومن خلف ظهرى وفى سرية تامة لدرجة أن بعضهم جاءوا به من الخارج بتذاكر طيران خاصة وطلب من بعضهم العودة من السفر».
وأضاف أبوإسماعيل فى الكلمة التى ألقاها أمام مقر اللجنة مساء أمس الأول «وافقت أن تعرض اللجنة عليهم الأوراق، لكن بحضورى باعتبارى صاحب القضية حتى أبين الحقيقة، لكن اللجنة أصرت على الانفراد بهم، ليحدث التدليس الكبير وتعرض أوراق أخرى غير التى رأيتها بنفسى وناقشتها فيه».
وبعد نحو نصف ساعة خرج حازم أبوإسماعيل من مقر الاعتصام، وكانت مظاهر وجهه تشير إلى غضب شديد، واتجه إلى اجتماع مع بعض المشايخ الذين طلبوه بالجلوس معهم.
من جانبه قال الشيخ نشأت أحمد إن ما يحدث «مؤامرة ضد الإسلام»، مؤكدا أنهم رفضوا أن يطلعوا على الأوراق إلا فى حضور أبوإسماعيل.
وطالب الشيخ حسن أبوالأشبال بـ«إنهاء حكم المجلس العسكرى»، مشيرا إلى أنه يجب على الجميع التظاهر لإسقاط حكم العسكر، كما طالب بتغيير اللجنة العليا انتخابات الرئاسة لأنها مطعون فى نزاهتها.
وعلمت «الشروق» أن هناك مبادرات عديدة لبعض مشايخ الدعوة السلفية ورموز الحركة الإسلامية لتهدئة أنصار أبوإسماعيل، وتم عقد اجتماعات عديدة منذ مساء أمس الأول لبحث تداعيات استبعاد أبوإسماعيل.
واقترح بعض المشايخ فى الاجتماعات أن ينتقل الاعتصام إلى ميدان التحرير باعتبار أنه يعبر عن الثورة، واتهم بعضهم اللجنة العليا بـ«تنفيذ مؤامرة وضعها المجلس العسكرى».
من جهته، قال الشيخ مازن السرساوى إنهم اجتمعوا مع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل مساء أمس الأول، وطالبوه بإثبات أن والدته ليست أمريكية ثم طالبوه بالقسم فقال لهم إنه أقسم 4 مرات أمام اللجنة العليا للانتخابات، لكنهم أجبروه على القسم فأقسم بأن والدته لا تحمل الجنسية الأمريكية ثم أجهش فى البكاء.
من جهة أخرى قال الشيخ جمال صابر مسئول حملة «لازم حازم» لـ«الشروق»: ما زلنا نمارس حقنا القانونى فى الاعتصام السلمى أمام اللجنة العليا للانتخابات ضد قرارها الظالم المستند إلى أوراق غير قانونية».
وكان أنصار أبوإسماعيل قد أعلنوا فى وقت متأخر من ليلة أمس الأول توجههم إلى ميدان التحرير للاعتصام هناك بانتظار المشاركة فى مليونية غدا لعزل الفلول والتى دعت لها القوى والحركات الشبابية والثورية، إلا أنه بعد فترة أعلن أعضاء حملة أبوإسماعيل أن اعتصامهم فى التحرير ليس اعتراضا على استبعاد مرشحهم من سباق الرئاسة، وإنما ليكون هذا الاعتصام بمثابة ثورة جديدة يقودها «أولاد أبوإسماعيل».
وأضاف حجاج أن هناك حشودا تتحرك من مختلف المحافظات الآن إلى ميدان التحرير بانتظار وصولنا فى مسيرة من أمام اللجنة إلى التحرير.
وانتظر أنصار أبوإسماعيل حضوره للاعتصام معهم أمام مقر اللجنة عقب انصرافه، لأنه وعدهم بالعودة، وهو يغادر الاعتصام بعد أن ألقى كلمته، وظل أعضاء حملته يؤكدون حضوره وتقدمه على رأس المسيرة التى ستنطلق إلى ميدان التحرير، خاصة أنه قال لهم عقب صدور القرار الاستبعاد من كان منكم يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يغادر مكانه.
ومع تحرك عقارب الساعة تجاه فجر أمس بدأ أنصار أبوإسماعيل افتراش أرض الحديقة التى تجمعوا بها أمام مقر اللجنة من شدة التعب، وبدا على بعضهم الإحباط الشديد جراء قرار اللجنة باستبعاد أبوإسماعيل من سباق الانتخابات الرئاسية، فى حين تمسك أغلبهم بالقوة، وظلوا يرددون الهتافات حتى وقت متأخر.