عن جارثيا ونزار قبانى وإبراهيم أصلان - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن جارثيا ونزار قبانى وإبراهيم أصلان

كتب ــ سامح سامى:
نشر في: السبت 19 أبريل 2014 - 3:18 م | آخر تحديث: السبت 19 أبريل 2014 - 3:18 م

«أرادت المجلة العربية المعروفة أن تقدم تحقيقا متميزا فى مناسبة غياب شاعرنا الكبير نزار قبانى.. بعد مشاروات عاجلة رُئى أن من الضرورى جدا الاتصال بأكبر الكتاب العالميين الأحياء ممكن يمكن لشهاداتهم أن تتناسب وهذا الحدث الجلل، واستقر الأمر على أن يتم الاتصال فورا بجارسيا ماركيز وكذلك الشهير جدا جورج أمادو.

أمكن الحصول على أرقام هواتفهم إلا أن المحرر لم يراع فروق التوقيت، هكذا تم الاتصال بمسكن ماركيز السادسة صباحا: استيقظ سكرتير ماركيز من نومه وتناول سماعة الهاتف.. قال المحرر: «نحن مجلة كذا.. ونريد الحديث مع الكاتب الكبير جارسيا ماركيز».

قال السكرتير: كيف؟ إنه نائم الآن ولا نستطيع إيقاظه. قال المحرر عبارة إنجليزية معناها:

ولكن نزار قبانى.. تعيشون أنتم. فقال السكرتير: ماذا تعنون بأن نعيش نحن؟ نعنى أن نزار قبانى قد مات.

السكرتير شعر بأن شيئا خطيرا حدث، وقام بإيقاظ مركيز الذى أمسك السماعة:

من؟

نحن مجلة كذا.. نحدثكم من العاصمة كذا

ماذا تريدون؟

نريد أن نبلغك أن نزار قبانى قد مات

هذا شىء مؤسف... من هو مستر كبانى؟

إنه نزار قبانى ...الشاعر العربى الكبير

عن ماذا كان يكتب؟

ــ كان يكتب عن المرأة والحب.. كما أن له قصائد سياسية مهمة جدا.

قال ماركيز :

ــ ولكن كل الشعراء يكتبون عن المرأة والحب، والسياسة أيضا.

ــ هذا صحيح، ولكن هذا أكبر شاعر عربى معاصر.

ــ مادام الأمر كذلك، أرجو أن تبلغ تعازى إلى السيدة زوجته.

ــ الحقيقة أن زوجته توفيت فى حادث أليم.

ــ هذا شىء مؤسف. هل عنده أبناء؟

ــ عنده.

ــ إذن بلغهم تعازى.

ــ كنا نريد منك شهادة قصيرة حول هذا الأمر.

ــ ولكنها السادسة صباحا الآن، والحقيقة أنك أقلقتنى».

هذا جزء كبير من قصة رائعة للكاتب الكبير إبراهيم أصلان فى «خلوة الغلبان»، أنقلها هنا بمناسبة الحديث عن رحيل ماركيز، حيث يرتبط عندى ماركيز بهذه القصة بالذات، وكيف نرى أنفسنا، وكيف يرانا الآخر، وكيف تصرف هذا المحرر الخارج من خيال إبراهيم أصلان، والذى جعله أصلان يجرب مع أمادو الذى كان موضوعا فى غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت!. ورغم ذلك سأل ذلك المحرر متى يمكنه الحديث مع أمادو.

كما ترتبط تلك القصة فى ذهنى بهذا «المحرر الصحفى»، الذى أراد الحديث مع ماركيز عن نزار قبانى، فهو ربما أصبح فيما بعد، مثل كثيرين، أديب يكتب نصوصا مهلهلة، تصدر بين دفتى كتاب، ليقال عنهم: «الأديب كذا»، فى محاولة للتنصل من مهنته القديمة فى الصحافة. لكن أجد العكس تماما، فى سيرة الأديب الكبير ماركيز الذى كان يفتخر بأنه صحفى، بل يشيد كل من يدلون بشهادات عنه أنه صحفى، مثل الضمير الحى فى الدفاع عن قضايا إنسانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك