بالفيديو وبالصور.. ملكوت مسرح قصر النيل.. في حضرة «ابن عربي» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو وبالصور.. ملكوت مسرح قصر النيل.. في حضرة «ابن عربي»

تصوير: لبنى طارق
تصوير: لبنى طارق
أسماء مصطفى
نشر في: الأحد 19 أبريل 2015 - 1:46 م | آخر تحديث: الأحد 19 أبريل 2015 - 1:49 م

«أبدا تحن إليكم الأرواح».. بهذه الكلمات المنسوبة للفيلسوف الإشراقي الشيخ السهروردي المقتول، عبر أحمد الخليع، قائد فرقة «ابن عربي» للموسيقى والسماع الصوفي عن سعادته بالعودة لمصر بعد غياب سنوات، حيث أحيت الفرقة، حفلا موسيقيا أمس، السبت، على مسرح قصر النيل بوسط البلد.

ستة مقاعد و10 آلات موسيقية بسيطة افترشت خشبة مسرح قصر النيل قبيل صعود أعضاء الفرقة على المسرح، مقاعد خمس للعازفين الذين ارتدوا زي مغربي بسيط موحد، ومقعد يتوسط المسرح لمنشد الفرقة، عبد الله المنصور الذي ارتدى عباءة مغربية مميزة.

النظام، الدقة، هدوء الملامح، والتناغم المتناهي كانوا أهم ما يمكنك ملاحظته على أعضاء الفرقة، في مففتح الحفل، رحب المايسترو، وعازف القانون، أحمد الخليع بالجمهور المصري، وحكى عن الصوفية المغربية وعلاقتها الوطيدة بالمغربية.

الكثير من الجمهور عبر عن دهشته حين سمع منه أن «سيدي المرسي أبو العباس» المتصوف الشهير، مغربي، كذلك أحمد البدوي، صاحب المقام الشهير بطنطا، غير أن كثير مشاهير عالم الصوفية وأصحاب المقامات ذوي أصول مصرية، كسيدي عمر الفارض المصري، الشهير بابن الفارض، دفين المقطم.

كعادتهم، بدأ الحفل بـ«تصلية» ابن عربي، وهي الصلاة والتسليم على النبي الكريم بألفاظ عربية منتقاه ومنغمة، ثم أنشد عبد الله، أنشودة لا يتضمنها الألبوم الموسيقي الوحيد للفرقة.

وبين حين وآخر، كان المايسترو أحمد الخليع يقص على الجمهور بعض الحكايا الصوفية، ويقرأ بعض الأبيات لكبار شعراء الصوفية، وكان ممما حكاه، إنه «في عام ٥٠٤ هـ، أسقط ابن رشد فريضة الحج على المغاربة والأندلسيين للمشاق التي كانوا يواجهونها في طريقهم، حيث كان يعترضهم القراصنة في البحر في طريقهم إلى مكة».

وتابع، «وقد أسقط الحج لمدة ٨٠ عاما، بالتالي اشتهر في تلك الفترة الكثير من العشاق المشتاقين لزيارة الرسول، وفتغنى الشعراء بشوقهم، وكان الشيخ أبو محمد صالح هو من أعاد الحج وبني زوايا صوفية في طريق الحجاج البري من المغرب إلى مكة، مرورا بالقاهر، فكانت القاهرة تستقبل الحجاج المغاربة استقبالا عظيما، ويستقبلهم ملك مصر فيعطيهم كسوة الكعبة التي كانت تصنع في مصر ليأخذوها معهم إلى الكعبة».

وواصل الخليع: «كان أبو حسن على الششتاوي دفين دمياط، من أبرز شعراء هذه الفترة، وقد كتب في مصر قصيدته الشهيرة "طلع البدر عليا"، لذا نغنيها اليوم لأول مرة بهذا البلد الأمين، لأنها صدرت من هنا وخرجت منها فإليها تعود»، وبعدها أدت الفرقة الأنشودة لأول مرة اهداءا خاصا للجمهور المصري.

الإضاءة الخافتة التي تميز بها المسرح، بين إضاءة زرقاء وخضراء، ونادرا بيضاء، ربما كانت مناسبة لجو الحفل، لكن الكثير من المصوريين الصحفيين أبدوا انزعاجهم من عدم قدرتهم على التصوير بشكل مناسب بسبب المبالغة في خفوت الضوء.

الحفل لم يكن غنائيا فقط، حيث ضم أكثر من مقطوعة موسيقة عزفا منفردا بآلات القانون، والناي، والعود، تماما كما في ألبوم الفرقة الآخير، كان لكل عضو، تقريبا، نصيبا في فقرة عزف منفرد، الأمر الذي نال اعجاب الجمهور لدرجة تحية العازفين أثناء عزف المقطوعات، وبعدها.

إذا كنت ممن حالفهم الحظ لرؤية رأسية للحضور، لن تكف عن الابتسام والتأثر بما ستراه، فهذا المغمض عينيه طوال الحفل، وتلك التي لا تكاد تمسح دموعا حتى تلاحقها أخرى، وهؤلاء المتمايلون مع الموسيقى وكأنهم هم فرقة الإنشاد، وكأن المسرح تحول لملكوت منعزل تهيم فيه الأرواح مع الموسيقى، ربما تجد هذا المشهد كفيلا بتفسير تسمية الموسيقى الصفوفية بـ«الروحية»

«ابن عربى» فرقة متخصصة فى الغناء الصوفى والموسيقى الصوفية الآلية، تتغنى بالإرث الصوفى لحنا وإنشادا، وتحاول الجمع بين مفهوم المقام الروحى والمقام النغمى الموسيقى فى أدائها، تأسست سنة 1988 بمدينة طنجة، ومرت بالكثير من مراحل التطور، زارت مصر سابقا مرتين، آخرهم عام 2004، وانقطعت 11 عاما، حتى يوم 16 أبريل 2015، حيث أحيت حفلا بمكتبة الاسكندرية، وآخر بالقاهرة يوم 18 أبريل، ونظرا لنفاذ تاكر الحفلين، قررت الفرقة احياء حفلا آخر يوم الأحد 19 أبريل.

تصوير: لبنى طارق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك