بدأ صباح اليوم الأحد، اجتماع وزاري بمقر وزارة الموارد المائية والري، برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وحضور وزراء «الرى، الزراعة، التخطيط، الإسكان، الداخلية، والبيئة» ومحافظي بورسعيد ودمياط والدقهلية.

يستعرض الاجتماع الإنجازات التى تمت على أرض الواقع في تنفيذ الخطة العاجلة لإنقاذ البحيرة ووقف التعديات عليها وتنمية وتحسين نوعية المياه، وعودة الأسماك البحرية التي هجرتها مما يفتح أبواب رزق لشريحة كبيرة من الصيادين ويخلق فرص عمل جديدة في مجالات صيد وتربية الأسماك وزيادة المخزون السمكي في البحيرة.

كما يناقش محلب مع الوزراء الإسراع ببرامج وأعمال تنفيذ خطة الحكومة لتطوير البحيرة التى تتهددها التعديات وأعمال الردم والتلويث منذ أكثر من 30 عاما، وأدت الى تراجع مساحتها من 750 ألف كيلومتر مربع إلى 125 ألف كيلومتر مربع.

وتعاني البحيرة منذ نحو أربعة عقود من جرائم التعديات والتلويث ومشاكل بيئية متعددة مثل القاء القمامة بها، والتلوث الناجم عن مصرف بحر البقر، وانسداد البواغيز، ونفايات المصانع، ومشاكل أمنية كبيرة مما أدى إلى تجفيف مساحات شاسعة وانهيار اقتصادي للبحيرة والمنطقة.

كانت مساحة بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 الف فدان (50 كيلو مترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا) وهى تعادل ما يقرب من عشر مساحة أرض الدلتا كلها، ولكنها تناقصت إلى 190 ألف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 ألف فدان؛ وذلك نتيجه أعمال الردم والتجفيف والتجريف في مناطق كبيرة منها.

ويناقش الاجتماع حجم الأعمال التي تتم حالياً بالمرحلة الأولى من مشروع تطوير وتطهير وسبل تحسين الحالة البيئية للبحيرة والبالغ تكلفتها نحو 55 مليون جنيه، وموقف المشروعات المطلوبة من الوزارات المعنية، والجداول الزمنية الخاصة بهدف وضع تصور نهائي ومواعيد محددة للقضاء على مشاكل بحيرة المنزلة.

وقال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، إنه "يجري حالياً تنفيذ مشروع مشترك بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف معالجة مشكلة تلوث بحيرة المنزلة وتحسين جودة المياه لتنمية الثروة السمكية بها؛ وذلك من خلال تجديد حركة المياه بين البحر المتوسط والبحيرة بالشكل الذي يؤدي إلى عودة البحيرة إلى سابق عهدها عندما كانت واحدة من أهم مصادر الثروة السمكية بالبلاد".

وأوضح «مغازي» أن "المشروع يأتي كمرحلة أولى من حزمة من المشروعات بموجب دراسة قامت بها الوزارة ممثلة في الهيئة العامة لحماية الشواطئ لتنمية بحيرة المنزلة ومعالجة مشاكل التلوث بها".

وأضاف، أنه "تم الانتهاء من تصميم وتجهيز مستندات الطرح للمرحلة الثانية من المشروع والتي تتمثل في تنفيذ أعمال تكريك بوغاز ومنطقة مثلث الديبة وكذلك تنفيذ قنوات شعاعية من خلف بوغازي الجميل وداخل البحيرة بعمق حوالي ثلاثة كيلو مترات، وبتكلفة حوالي 260 مليون جنيه".

يذكر أن بحيرة المنزلة إحدى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر وأخصبها، وتقع على ضفافها أربع محافظات هي (الدقهلية - بورسعيد - دمياط - الشرقية). وهي تتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب ويسمى «قناة الاتصال» ويصلها بالبحر المتوسط بوغاز «الجميل»، ويتوفر للبحيرة أهم مقومات المربى السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48% من إنتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر المتوسط من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك ميزة ساعدت على وجود أفخر أنواع الأسماك في وقت من الأوقات يشرف عليها مجلس مدينة المنزلة المجاورة بمحافظة الدقهلية.