أنهت مصالحة 25 فبراير الماضى، النزاعات بين مشايخ الطرق الصوفية التى دامت لأربع سنوات، وأوقفت الصراع على زعامة المشيخة بعد أن وصل الأمر إلى تحريك دعاوى قضائية تطعن فى شرعية تولى مشيخة الطرق، وانتهى الصلح بالاعتراف بالشيخ عبد الهادى القصبى، شيخا لمشايخ الطرق الصوفية، وفض جبهة الإصلاح الصوفى التى يتزعمها الشيخ محمد علاء أبوالعزائم، اعتصاما مفتوحا بمقر المشيخة.
هذا الخلاف كاد يقضى على الوجود الصوفى فى الشارع السياسى، فقد غابت الطرق الصوفية فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، كما تخلت المشيخة العامة للطرق الصوفية عن الحزب الذى كان ممثلا للصوفية وقتها هو حزب التحرير المصرى، وأعلنت المشيخة أن الحزب لا يمثل الصوفية فى مصر، فدفع الحزب وقتها ثمنا للخلافات بين جبهة القصبى، وجبهة أبوالعزائم.
وقرر المشايخ على أثر هذا التصالح حل جبهة الإصلاح الصوفى المعارضة القصبى، تقرر دعم الأحزاب السياسية المنبثقة عن الطرق الصوفية لإعادة وضعها بين القوى السياسية والوطنية.
وبإعلان التنازل عن القضايا المرفوعة وجميع النازعات، أخذ مشايخ الطرق الصوفية فى اتجاه العمل السياسى، وأعلن مشايخ الطرق الصوفية فى الجمعية العمومية التى أقرت المصالحة تشكيل لجنة تنفيذية برئاسة الشيخ علاء أبوالعزائم تمارس نشاطها مع المجس الأعلى للطرق الصوفية، والدعوة لاجتماع لمشايخ الطرق من جميع المحافظات لتحديد مرشح رئاسى تدعمه الطرق الصوفية، ومواجهة التيارات الدينية المتشددة التى تعادى الطرق الصوفية، ودعم الأحزاب الصوفية التى تأسست عقب ثورة يناير.
ووصف القصبى المصالحة بأنها جاءت فى الوقت المناسب لمواجهة التحديات الراهنة بمصر، والتى تفرض الوحدة ونبذ الخلاف والتمسك بأخلاق الصوفية.