صابرين: حان عصر الممثل.. واحترام المشاهد أهم من النجومية والفلوس - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد لفت الأنظار لزينب الغزالى فى «الجماعة 2»

صابرين: حان عصر الممثل.. واحترام المشاهد أهم من النجومية والفلوس

حوار ــ أحمد فاروق:
نشر في: الإثنين 19 يونيو 2017 - 11:05 ص | آخر تحديث: الإثنين 19 يونيو 2017 - 11:05 ص
أنا ممثلة محتشمة ولست محجبة.. والكبار يتمسكون بوجودى فى أعمالهم
زينب الغزالى أرهقتنى نفسيًا بسبب تناقض مواقفنا الوطنية.. وأصعب مشاهدى التى دعوت فيها على عبدالناصر والعسكر
لدى خبرة فى تجسيد السير الذاتية.. وزينب الغزالى كانت مصابة بمرض الزعامة وكأنها تريد أن تكون رجلا
النخبة تعجلت الهجوم على «الجماعة 2».. ومن المستحيل أن يكتب وحيد حامد لصالح الإخوان
أبنائى أجبرونى على دخول العالم الافتراضى.. وأرفض نشر حياتى الخاصة على تويتر وانستجرام
أتشوق دائما للعمل فى الدراما الصعيدية منذ نجاحى فى «شيخ العرب همام«.. و«أفراح ابليس2« تكريم لاسم محمد صفاء عامر

نجحت الفنانة صابرين فى لفت الأنظار لشخصية زينب الغزالى، التى تجسدها فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» والذى يرصد تاريخ الإخوان فى فترة الخمسينيات والستينيات، لتعيد للأذهان تجربتها السابقة فى دراما السير الذاتية وكيف تمكنت من تجسيد كوكب الشرق «أم كلثوم» عام 1999.
فى هذا الحوار، تكشف صابرين لـ«الشروق» كواليس تحضيرها لهذه الشخصية الإخوانية الشهيرة، وأصعب المواقف التى واجتها أثناء التصوير، وكيف استقبلت الهجوم على المسلسل من خارج جماعة الإخوان، كما تتحدث عن مكانتها الفنية، وعلاقتها بالجمهور، وإلى أى مدى يقف الحجاب حائلا بينها وبين النجومية.

تقول صابرين: عندما بدأنا التحضير لهذه الشخصية، والبحث عن شكل زينب الغزالى فى أرشيف الصور والفيديوهات المتوافرة لها على موقع «يوتيوب»، قلت للمخرج والماكير، أننى لدى خبرة فى أعمال السير الذاتية، ومقتنعة منذ تجسيدى لشخصية العظيمة «أم كلثوم»، أن الجمهور يتوحد مع الشكل ويعتاد عليه بمرور الحلقات، لذلك الأهم دائما أن يصل الممثل لروح الشخصية التى يجسدها، وأن تكون من دم ولحم وليست كاريكاتورية، فقدرة الممثل على التعبير والحركة، أهم بكثير من تطابق الشكل.
والحقيقة أننا بعد جلسات وتجارب استمرت شهرين تقريبا مع المخرج شريف البندارى والماكير محمد عبدالحميد ومحمد عشوب، وصلنا إلى الشكل النهائى الذى أظهر به فى المسلسل، عبر عدة خطوات، أولها عدم وضع ماكياج على الإطلاق، لأن زينب الغزالى كانت تصلى وتغسل وجهها فى كل وضوء وبالتالى لن يكون واقعى بالمرة أن تضع ماكياج على وجهها، ثم ركزنا على شكل «الحاجبين»، فقررنا أن يكونا بشعر حقيقى وليس مجرد رسم، بالإضافة إلى تركيب «طاقم أسنان» حتى أصل إلى طريقة الضحكة وشكل الأسنان، وهذا أجهدنى كثيرا، لأنه يؤثر على طريقة الكلام، ومخارج الألفاظ خاصة أننى أتحدث فى المسلسل باللغة العربية الفصحى، كما تم تركيب عدسات سمراء حتى نصل للون عينيها.

* إلى أى مدى يصعب على الممثل تجسيد شخصية لا تتفق مع قناعاته؟
ــ عندما قدمت «زينب الغزالى» على الشاشة، أوجدت لها كل المبررات لتكون على حق، رغم كل المتناقضات التى تجمعنا خاصة فى المواقف الوطنية، والحقيقة لم يكن أمامى أى خيار الا أن أصدقها جدا، وأكون مؤمنة فى كل مشهد بقضيتها، حتى أكون قادرة على تجسيدها.
لكن هذا لا ينفى أن هناك كثيرا من الجمل كان يصعب علىَّ نطقها خلال أحداث المسلسل، مثل الدعاء على عبدالناصر والعسكر، وجمع الأموال لتسليح النظام الخاص، كل هذا أرفضه كصابرين رفضا تاما، لأن زينب الغزالى كانت شخصية تؤمن بأفكار ليست صائبة وليس لها أى علاقة بالدين، وللأسف معظم الإخوان مثلها.
فأنا كنت أعيش فى صراع نفسى أثناء تصوير الشخصية، لأن قناعاتى ضد ما تفعله زينب الغزالى، وفى نفس الوقت مجبرة على أن أقنع نفسى بمواقفها حتى يصدقنى المشاهد فى تجسيد الشخصية.

* فى أكثر من مشهد تحدثت عن تعرض زينب الغزالى لتشوه جسدها فى حريق.. هل تعمد المسلسل اظهارها كشخصية غير سوية نفسيا؟
ــ مؤكد أن ذلك كان له أثر سلبى عليها، ولكنه ليس الأساس، وأنا شخصيا شعرت منذ قراءة السيناريو أن شخصية زينب الغزالى مصابة بمرض القيادة والزعامة، وأنها كانت تتمنى أن تكون رجلا وليس امرأة، لذلك قررت أن ألعب الشخصية من هذا المنطلق، فعندما تتحدث تجدها حريصة على أن تجلس فوق رءوس النساء، وفى مشهد دخولها الجماعة أكدت لحسن البنا أنها قادرة على قيادة الرجال، وقد وضح فى أحد المشاهد أيضا أنها استطاعت إقناع سيد قطب بالانضمام للإخوان بكل سهولة، وتقريبا هذا هو المشهد الوحيد الذى استجاب فيه سيد قطب لأحد.
وبالمناسبة، هناك كثير من زملائى التقوا بها قبل وفاتها، وكان انطباعهم عنها أنها سيدة طيبة ومنكسرة، على عكس الصورة التى نقدمها بالمسلسل، فهى قضت فترة طويلة من عمرها بالسجن، وبعد خروجها تفرغت لحكى ما تعرضت له طوال حياتها، وهناك من شكك فيما قالت، وهناك من يصدقها، وهو ما يتعرض له الأستاذ وحيد حامد ببراعة فى الجزء الحالى، والجزء القادم.

* كيف استقبلت الهجوم الذى تعرض له المسلسل خاصة أنه جاء من خارج جماعة الإخوان؟
ــ الجميع يعرف أن وحيد حامد هو كاتب المسلسل، ومن المستحيل أن يكتب لصالح الإخوان،
والحقيقة اعتدت دائما أن تحكم النخبة وأصحاب الأقلام، والمدافعون عن حرية الإبداع، على الأعمال بعد نهايتها، لذلك أرى أنهم تعجلوا الحكم على موقف المسلسل بعد أول 3 حلقات فقط.
أما فيما يتعلق بالإخوان، فأعتقد أنهم لن يستطيعوا الاعتراض على ما يتناوله المسلسل، لأنهم يعرفون أنه يتناول وقائع حقيقية وليست مزيفة.

* كان لافتا فى مشاهد جمعية النساء المسلمات أنك رغم حجابك الصريح غالبية الحاضرات سافرات؟
لأن النساء فى هذه الفترة غير محجبات، بما فى ذلك نساء الإخوان، بدليل أن ابنة المستشار الهضيبى مرشد الإخوان كانت غير محجبة، وقد شاهدنا الصور من الأرشيف فى هذه المرحلة كان معظمهن إما غير محجبات أو تضع غطاء على جزء من شعرها ويظهر جزء آخر.
فى هذه الفترة لم تكن ظاهرة الحجاب قد بدأت، وأعتقد انه انتشر مع نهاية الستينيات.

* ما هو سر توهج وسطوع نجم صابرين أكثر فى تجسيد السير الذاتية.. حدث ذلك من قبل مع «أم كلثوم»، وتكرر الأن فى زينب الغزالى؟
السر من عند ربنا، فعندما ترزق بكاتب كبير ومخرج وموضوع مهم، وإنتاج لا يبخل على خروج العمل بأفضل شكل ممكن، وشخصية تحمل تحديا مرعبا بعيدة تماما عن شخصيتك فى الواقع، كل هذا رزق من الله، يضاف إليه التوفيق منه فى تجسيد الشخصية.
عندما أجسد سيرة ذاتية، أقنع نفسى بأن هذه الشخصية مهما كانت قوية ومهمة، فإنها لن تخيفنى، وأعمل منذ قراءة السيناريو على أن أعيش القضية التى كانت تؤمن بها الشخصية دون التفكير فى الشكل على الإطلاق، والحمد لله أن ردود الأفعال تأتينى لحظة تمثيل المشاهد، حيث يقال لى فى الاستوديو أننى أتبدل وأتحول عندما تتلبسنى شخصية زينب الغزالى.

* إلى أى مدى تشعرين أنك رغم موهبتك لا يتم استغلالك بالشكل الأمثل؟
شئنا أم أبينا، لقد حان عصر الممثل الكبير، وهو فقط سيستمر ويعيش، وأنا شخصيا المثال والقدوة بالنسبة لى، هم محمود مرسى وسناء جميل وهدى سلطان ومحمود المليجى، الذين يعيشون معنا حتى الأن، وأنا أحب اللعب فى المنطقة التى ينتمون إليها، قناعة منى أنه دائما هناك شىء أعلى وأهم من النجم، وفى كل الأحوال، «اعمل اللى على، واللى على الله يكون»، فأنا مقتنعة أننى لست نجمة شباك، ولكنى ممثلة كبيرة أنتمى وأتخذ من الممثلين العظام القدوة والمثل، وهذا أهم بالنسبة لى.
وعندما أتحرك فى الشارع، وأجد الناس تحترمنى، هذا بالنسبة لى لا تساويه كنوز الدنيا، فأنا لا أهتم بأن يصل أجرى لعشرات الملايين فى العام، والمهم عندى دائما أن أكسب احترام ملايين الناس فى كل عمل أقدمه قبل النجومية والفلوس.
ولمن لا يعلم، الفن بالنسبة لى ليس فلوس، فأنا أحب هذه المهنة جدا، والحمد لله أننى تأتينى أدوار مهمة تحقق نجاحا كبيرا مثل «زينب الغزالى»، وهذا ما يتمناه النجوم.
وبالمناسبة، إن كان المنتجون لا يعطوننى حقى الآن، فالحمد لله أن الناس تعطيننى حقى وزيادة.

* هل ارتداء الحجاب خصم من فرصك كممثلة؟
ــ أولا، أود التأكيد على أننى ممثلة محتشمة ولست ممثلة محجبة، فلا أرتدى ملابس «قط وعريان»، وتصنيفى فى السوق، ليس ممثلة محجبة، بدليل أننى أرتدى الباروكة عندما يتطلب الدور ذلك، كما أن من ترتدى بنطلونا وتضع ماكياج ليست محجبة، أما الحجاب بمعناه الحرفى، الذى يعرف بأنه لا يشف ولا يصف، وهذا لم أرتديه.
وأكبر دليل على النجاح فى نظرى، هو التمسك بوجودى العام الماضى فى مسلسل «أفراح القبة» مع المخرج محمد ياسين، وهذا العام فى «الجماعة2» مع المؤلف وحيد حامد.

* نلاحظ مؤخرا نشاطا كبيرا لك على السوشيال ميديا؟
ــ ضحكت قائلة: فعلا أصبحت نشطة على تويتر، أبنائى أجبرونى على ذلك، وأحيانا يدخلون يعلقون بدلا منى، وأحيان أخرى يضعون صورا لى بدون علمى على انستجرام، وأدخل أحذفها، وتحدث مشادات بسبب ذلك.
وأنا كنت فى البداية من مدرسة أننى أرفض ان انتمى إلى هذا العالم الافتراضى، لأن المعجبين أحيانا يبالغون، ولكنى اكتشف أن هناك كثيرا من المتابعين يقولون آراءهم بشكل سليم، ويفيد الممثل، لكن فى كل الأحوال، أرفض أن أعيش فى هذا العالم الافتراضى بشكل كامل، وأرفض أن أعرض حياتى الخاصة للمتابعين، ولكنى فقط أشارك صورا من أعمالى، وربما أعيد نشر الكلام الجيد الذى يكتب عنى.
وأحيانا أكتب آراء وأتفاعل مع الأحداث الكبيرة التى يتعرض له البلد.

* أخيرا.. ماذا عن مشاركتك فى الجزء الثانى لمسلسل «أفراح ابليس»؟
ــ ما يميز الدراما الصعيدية أن لها جمهورا عريضا، بمعنى أوضح «الناس قاعدين لها»، والحقيقة أننى أتشوق دائما للعمل فى هذه النوعية من المسلسلات، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته شخصية «صالحة» فى مسلسل «شيخ العرب همام».
وحتى الآن انتهينا من تصوير الجزء الأول فى المسلسل الذى يعرض فى 60 حلقة بداية من شهر أكتوبر القادم، وكان هناك اقتراح من المخرج أن يكون للمسلسل اسم مختلف، خاصة أن الأحداث انتهت فى الجزء الأول بوفاة الابن الكبير، وإصابة «همام» الذى يجسده جمال سليمان بجلطة، بالإضافة إلى تغيير المخرج وعدد من الأبطال وبطبيعة الحال المؤلف، ولكن المنتج تمسك بالاسم تكريما لاسم المؤلف الراحل محمد صفاء عامر، ولأن اسم المسلسل معروف بين الناس، وسيساهم ذلك فى تسويقه، والحقيقة أن الكاتب مجدى صابر يسير على خطى محمد صفاء عامر فى الجزء الثانى.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك