محفوظ عبد الرحمن.. أيقونة الإبداع في الأدب المصري - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محفوظ عبد الرحمن.. أيقونة الإبداع في الأدب المصري

الكاتب محفوظ عبدالرحمن - تصوير: هبة خليفة
الكاتب محفوظ عبدالرحمن - تصوير: هبة خليفة
خالد محمود
نشر في: السبت 19 أغسطس 2017 - 8:26 م | آخر تحديث: السبت 19 أغسطس 2017 - 8:26 م
قدم تجربة ملهمة بقدر ما جسدت قيم الالتزام دون ادعاء أو زيف
القضايا الأساسية لديه هي قضايا العدل والإنسانية والوعي والضمير

يبقى المؤلف والكاتب الكبير الراحل محفوظ عبد الرحمن، مبدعًا كبيرًا، ظل أسيرًا لفنه وإبداعه، ومعاناته مع المرض أيضًا، لم يترك منطقة فنية إلا وأبدع بها وترك بصمته الخاصة، حيث إن أعماله الفنية أثرت الدراما والمسرح والسينما وتنوعت بين الدينية، والتاريخية، والاجتماعية، والسير الذاتية، على مدار عهود.
واستطاع أن يقدم من خلالها حالة فريدة من الدراما الإنسانية والاجتماعية مهما طال الزمن، وسيظل علامة فنية مميزة فى التاريخ والوجدان كواحد من أهم مؤلفي الدراما العربية الذين ارتبط بهم الجمهور ارتباطًا وثيقًا.
عشق محفوظ عبد الرحمن، الكتابة والتأليف مبكرًا، فهو بدأ المشوار أثناء دراسته بالجامعة، وبعد تخرجه مباشرة عمل في دار الهلال، واستقال من العمل بها عام 1963، ليعمل بعد ذلك في العديد من الصحف والمجلات مثل: «الآداب، الثقافة الوطنية، الهدف، الشهر، المساء، الكاتب، الرسالة الجديدة، الجمهورية، الأهرام، البيان الإماراتية، الهلال، كاريكاتير، العربي والأهالي»، وأيضًا عمل «عبد الرحمن»، كسكرتير تحرير لثلاثة إصدارات متتالية لمجلة المسرح، ومجلة السينما، ومجلة الفنون، وذلك إلى جانب عمله بوزارة الثقافة، ودار الوثائق التاريخية.
وكان لبعض أعماله السبق في تغيير مسارات كثيرة في مجال الدراما، التى بدأت علاقته بها عام 1971، فقدم أول أعماله «العودة إلى المنفى»، وعرض له عام 1976 مسلسلي «الزير سالم»، لأحمد عبد الحليم، وجاسم النبهان، وأحمد الصالح وإخراج حسين الصالح، و«سليمان الحلبي»، لأحمد مرعي، وعبد الله غيث، الذي قدم معه في العام التالي مسلسل «عنترة بن شداد» لأحمد مرعي، وعبد الله غيث، وفي عام 1979 قدم مسلسل «ليلة سقوط غرناطة»، لأحمد مرعي، وعبد الله غيث.
وفي عام 1987 قدم «الكتابة على لحم يحترق»، لعبد الله غيث، وسميحة أيوب، وإخراج عباس أرناؤوط، وفي عام 1991 قدم أول تجاربه الاجتماعية من خلال مسلسل «قابيل وقابيل»، لفاروق الفيشاوي، وأحمد مظهر، وإخراج إبراهيم الصحن 
وكتب العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومن أهمها: «بوابة الحلواني، أم كلثوم، عنترة، محمد الفاتح، الفرسان يغمدون سيوفهم، ليلة مصرع المتنبي، السندباد، ساعة ولد الهدى، الدعوة خاصة جدًا، والمرشدي عنبر».
ولم تقتصر إبداعات الراحل، عند كتابة المسلسلات الدرامية فقط، التى عشقها الجمهور، بل إنه كتب مجموعة من الأفلام السينمائية التي تميز معظمها بتناول السير الذاتية لنجوم ورؤساء ونالت إعجاب الجميع، حيث كانت من أصدق السير الذاتية التي قُدمت، ولم تتعرض للجدل والنقد اللاذع مثلما شاهدنا في العديد من السير الذاتية التي تم تجسيدها سواء في الدراما التليفزيونية أو في السينما، ومنها: «ناصر 56، وحليم ، والقادسية»، بجانب تقديمه قدم مجموعة رائعة من الأفلام القصيرة.
وأمتد إبداع محفوظ عبد الرحمن، إلى المسرح، حيث أثراه بباقة من المسرحيات الرائعة، مثل: «حفلة على الخازوق، عريس لبنت السلطان، الحامي والحرامي، كوكب الفيران، السندباد البحري، الفخ، الدفاع، محاكمة السيد م، احذروا، وما أجملنا».
الناقدة والكاتبة سميرة أبو طالب، تصدت لمهمة «محفوظ»، الجليلة والشاقة والممتعة بتقديمه كتابين مهمين عن حياة وآثار هذا المبدع الكبير، في الكتاب الأول «محفوظ عبد الرحمن.. مقاطع من سيرة ذاتية»، ذكرت «أبو طالب»، أن كاتبنا لم ينل المجد بسهولة بل واجه الكثير من الصعاب خلال مشواره، والعقبات التي من شأنها تجعل أي شخص يتوقف عن الصمود، أي يحيد عن هدفه، لكن ما كان يحرك «محفوظ»، هو منظومته القيمة التي يؤمن بها ويدافع عنها، وهي منظومة قيم إنسانية بالمقام الأول ووطنية في بُعدها الأعمق.
وتقول «أبو طالب»: «البحث عن غير المألوف هو سمة بدايات محفوظ عبد الرحمن، بدأت الكلمة لديه متمردة ثم ثائرة، فنسجت إطارا من المقاومة لكل الأوضاع العربية المترهلة، وتأخذ العربي إلى حيث يستعيد أمجاد تاريخه، ويعمل الفكر فيما آلت إليه الحال في لحظته الراهنة، لكن "محفوظ" يكتب أيضًا متحررًا من الزمان والمكان، ولعل أهم ما يميزه إيمانه بقيمة ما يُكتب وبدوره في المجتمع».
وأضافت أن كلماته كانت وسيلته إلى الاهتداء لحقيقة الإنسان وحقيقة وجوده وحقه في الحياة والكرامة والحرية والعدل، وأن المرء يستطيع أن يري في كتاباته غربته ووحدته ومقاومته وتمرده وبساطته وحبه وإحساسه بذاته وكرامته ونزوعه إلى الوحدة العربية، فقد انشغل محفوظ علي مدار كتاباته بالأخطار التي تحيط بالكيان العربي أرضا وإنسانًا.

وهنا يمكن تذكر شهادة الناقد الكبير الراحل سامي خشبة، عن مسرحيات محفوظ عبد الرحمن، حيث إن بها همًا فلسفيًا مستمدًا من التراث العربي، ولديه موهبة فريدة في صياغة الجملة المسرحية وكتابته مشحونة بالتوتر، ونجح في المزج بين الحكاية والبناء المسرحي.
بينما جاءت شهادة الدكتور مصطفي عبد الغني، عنه بأن قيمته مستمدة من معرفته لطبيعة العلاقة بين المسرح والتغيير، وقال الناقد فؤاد دوارة، عنه إنه أثري المسرح العربي بمسرحيات ناضجة كلها تتميز بالأصالة والجدة والالتزام القومي والوطني مع براعة الحبكة وشاعرية الحوار وسمو الهدف.
الواقع أن شخصيات محفوظ الدرامية تبدو أسرة وأن حواره شديد التكثيف زاخرًا بعمق الدلالات، بل هو أكثر مؤلف درامي تناول التاريخ في أعماله، ومنها «الكتابة علي لحم يحترق»، عن مواجهة العرب للحلف الأفرنجي المغولي، و«سليمان الحلبي»، عن البطل العربي الذي واجه احتلال الفرنسيين لمصر، و«محمد الفاتح»، عن البطل الذي قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية، و«ليلة سقوط غرناطة»، عن زوال دولة الأندلس، و«ليلة مصرع المتنبي»، عن الشاعر العربي الكبير، وثلاثيته الخالدة «بوابة الحلواني»، عن أهم علامات التاريخ المصري الحديث، أما عن التاريخ المعاصر فقد وضع بصمته بمسلسل «أم كلثوم»، عن المطر


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك