وثائق لـ«سى آى أيه» تكشف أسرارًا جديدة عن حرب 67 - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وثائق لـ«سى آى أيه» تكشف أسرارًا جديدة عن حرب 67

كتب ــ هشام محمد:
نشر في: السبت 19 سبتمبر 2015 - 10:34 ص | آخر تحديث: السبت 19 سبتمبر 2015 - 10:34 ص
- مصر حاولت حشد الدعم العربى فى 1 يونيو.. المغرب تعهدت بوضع جيشها تحت تصرف القاهرة.. اعتذر الملك حسين للسفير الأمريكى عن اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر

- محمود رياض للسفير الأمريكى قبل العدوان: سنحارب أى أحد يحاول المرور من قناة السويس بالقوة

- سوريا لم تكن سعيدة باتفاق الدفاع المشترك بين مصر والأردن.. إسرائيل ضربت الطائرات المصرية خوفًا من مهاجمة مطاراتها ومراكزها الحيوية

- المخابرات الأمريكية أبقت على سرية وثائق يموى 4 و11 يونيو 1967.. وحذفت فقرات من وثائق عديدة لدواعى الأمن القومى

أزاحت وكالة المخابرات المركزية «سى آى أيه»، قبل أيام، السرية عن 2500 وثيقة وايجاز رئاسى بين عامى 1961 و1969، كاشفة عن تفاصيل سياسية وميدانية من مجريات حرب 5 يونيو 1967، التى كانت تقدم للرئيس الأمريكى يوما بيوم، إبان تلك الفترة.

وتتناول الوثائق التى مثل الإفراج عنها نهاية لعقود من الجدل حولها داخل الوكالة، ما جرى خلال ولايتى الرئيسين، جون كينيدى وليندون جونسون، ويتألف معظمها من «التقارير التى تقدمها المخابرات المركزية للرئيس» يوميا.

و«التقارير الموجزة للرئيس» هى وثائق يعرضها مدير «سى آى إيه» يوميا على الرئيس الأمريكى، وهى خلاصة المعلومات التى تجمعها مختلف الأجهزة المخابراتية الأمريكية حول القضايا الأكثر حساسية فى العالم، وتعد إحدى أبرز أنشطة الرئيس الأمريكى اليومية المتعارف عليها حتى الآن.

وبجانب تفاصيل حرب 1967، كشفت تلك الوثائق للمرة الأولى عن أسرار أحداث تلك الفترة، لاسيما مقتل الرئيس الأمريكى الأسبق، جون كينيدى، والعلاقات الأمريكية الروسية، خاصة إبان ما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية.

وكانت «التقارير الموجزة للرئيس» الخاصة بحرب يونيو 1967 هى تلك الخاصة بحكم الرئيس الأمريكى ليندون جونسون الذى تولى رئاسة الولايات المتحدة بعد اغتيال كيندى عام 1963 واستمر فى الحكم حتى 1969 ليعاصر العدون الإسرائيلى على الدول العربية.

وقد حذفت السلطات الأمريكية بعض الفقرات من «التقارير الموجزة للرئيس» التى تم الكشف عنها. كما أبقت السلطات على سرية تقارير يومى 4 يونيو و11 يونيو أى اليوم السابق للعدوان الإسرائيلى واليوم الأخير فيه.

وبدأ ظهور تطور الأوضاع فى الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية فى تقارير الرئاسة الأمريكية اعتبارا من أول يونيو 1967.

1 يونيو 1967
أبرزت النشرة الرئاسية لذلك اليوم الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلى، ليفى إشكول، والتى أسفرت عن تسمية موشى ديان، وزيرا للدفاع، وهو ما قالت النشرة إنه يشكل مكسبا للناشطين ضد التوجه «المعتدل» لأشكول فى الصراع العربى.
كما أشارت إلى استمرار التحرك المصرى للحصول على الدعم العسكرى من جانب حلفائها العرب، لافتة إلى أن وفدا مصريا رفيع المستوى أجرى زيارات سريعة للعراق وسوريا فى اليوم السابق، إضافة إلى تعهد المغرب بوضع قوات من جيشها تحت تصرف مصر حال نشوب حرب.
فيما نقلت قيام العاهل الأردنى، الملك حسين بن عبدالله، بالدفاع عن بتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأدرن أمام السفير الأمريكى، موضحا أنه اضطر لفعل ذلك «من أجل شراء التأمين لحكومته»، وأنه قبل «على مضض» الوصول لنتيجة مفادها إغلاق وحدة تدريب للقوات الجوية الأمريكية بالأردن، ملتمسا تفهم واشنطن للأمر.
وبحسب الوثيقة، فإن الملك حسين أخبر السفير الأمريكى بأن الرئيس المصرى، جمال عبدالناصر، مقتنع بعدم إمكانية مهاجمة إسرائيل لمصر إلا بـ«ضوء أخضر» من واشنطن.

2 يونيو
قال الإيجاز الرئاسى لذلك اليوم إن السفير الأمريكى لدى إسرائيل، «وول وورث باربو»، أكد وجود تخوف كبير لدى إسرائيل إزاء اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن، مؤكدا اتفاق الصحف الإسرائيلية على أن ذلك يمثل تضييقا للإطار الزمنى الذى تعمل الدبلوماسية خلاله، فى إشارة إلى احتمالية نشوب حرب.
وكانت تل أبيب تتخوف من أن الاتفاقية من شأنها زيادة القوة الجوية العربية، كما أن من شأنها إفقاد الملك حسين القدرة على التحكم فى منظمة التحرير الفلسطينية المسلحة على امتداد الحدود مع إسرائيل، وفق الايجاز نفسه.

3 يونيو
ذكر الايجاز الرئاسى لذلك اليوم إن التهديد العلنى من جانب القاهرة بإغلاق قناة السويس أمام سفن أى دولة تحاول كسر الحصار عن خليج العقبة ــ الذى أعلنت القاهرة فى 23 مايو إغلاقه أمام أى سفن تحمل مواد استراتيجية لإسرائيل ــ يبدو مؤشرا على عدم اعتزام مصر التراجع عن خط المواجهة.
ونقل عن وزير الخارجية المصرى، محمود رياض، قوله للسفير الأمريكى بالقاهرة، إنه لا بديل لمصر سوى محاربة «أى أحد» يحاول المرور بالقوة.
ووفق الايجاز نفسه، بدت سوريا غير سعيدة بالاتفاقية المصرية الأردنية، كما أنها راقبت ما تصدره الصحافة المصرية فى هذا الشأن.


5 يونيو
قال الإيجاز الرئاسى ليوم 5 يونيو إن الاشتباكات بدأت فى الساعة الثامنة صباحا بتوقيت مصر، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية مطارات مصرية بالقاهرة ومناطق أخرى، و5 مطارات فى سيناء، وقناة السويس وأصبحت غير صالحة للاستخدام.
ووفق الإيجاز، أعطى الجيش الإسرائيلى أولوية لضرب القوات الجوية المصرية نظرا لأن مطارتها و«مراكز الحيوية» أكثر عرض للهجمات فى حال وجود سلاح طيران مصرى قوى خلال المعارك. وأضاف الإيجاز أن مصر دعت الدول الدول العربية لمهاجمة إسرائيل.

6 يونيو
تصدر النشرة الرئاسية لهذا اليوم، خريطة للحدود بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن وغزة لتوضيح ما وصل إليه الجيش الإسرائيلى ميدانيا، وتصدرت هذه الخريطة معظم النشرات الرئاسية اللاحقة.
وذكرة النشرة أن القاهرة ربما تحضر لحملة لضرب المصالح الأمريكية بالعالم العربى، وقالت إن الإذاعات المحلية بمصر وسوريا دعت «الحشود العربية» لتدمير المصالح الأمريكية و«الإمبريالية» على الأراضى العربية. كما قالت إن الإذاعة المصرية ادعت وجود أدلة على مشاركة أمريكية وبريطانية فى العدوان، واندلعت مظاهرات ضد السفارات والمنشآت الأمريكية بجميع أنحاء العالم العربى.
وأضافت النشرة إن الدول العربية المصدرة للبترول اجتمعت فى بغداد وقالت إنها لن تبيع النفط لأى دولة تشارك أو تدعم إسرائيل فى الحرب، كما أعلنت الإذاعة العراقية وقف ضخ البترول بسبب التوجهات الأمريكية والبريطانية.
وأضافت النشرة: «انتصار ساحق لإسرائيل جوا والأمور على الأرض تبقى غير واضحة، وإذا صحت معلومات تل أبيب، فإنها قامت بتدمير الطائرات الأردنية الـ21، وثلثى الطائرات السورية الـ69، و250 طائرة مصرية من أصل 430، وإسرائيل تزعم وصولها إلى أطراف مدينة العريش. الملك حسين يلتمس وساطة الولايات المتحدة لإنهاء العدوان الإسرائيلى.


7 يونيو
استمرار إطلاق النار رغم قرار الأمم المتحدة بوقفه، الطائرات الإسرائيلية تضرب مواقع أردنية، إسرائيل تستحوذ على مناطق هامة بسيناء، مصر تأمر بسحب قواتها من مضيق تيران بشرم الشيخ، وهناك مؤشرات قوية على أنها تسحب معظم، إن لم يكن كل، قواتها من سيناء.
على الرغم من النقل الجوى منا جانب السفييت للطائرات والدبابات المصرية، إلا أنه لا وجود لمؤشرات على تحركات عسكرية سوفييتية هامة. السفارة الأمريكية بالقاهرة لم تتعرض لأى إطلاق نار.


8 يونيو
يبدو أن إسرائيل أنجزت جميع أهدافها العسكرية بسيناء، والإسرائيليين وصلوا قناة السويس.
السفارة بالقاهرة تتحقق من أن الإدراك العام للهزيمة العربية خلق شعورا قويا ضد جمال عبدالناصر،
الحشود بالظهران أتلفت منشآت أمريكية، وتم مهاجمة وحرق القنصلية الأمريكية بحلب، وزيادة الخطر المحيط بالمواطنين الأمريكيين الذين يتوافدون على عمان وقد يحدث اضطراب موجه تجاه الأمريكيين هناك.
9 يونيو
قائد القوات الإسرائيلية بسيناء يعلن تمركز قواته فى قناة السويس والبحر الأحمر، وتل أبيب تبدأ فى مناقشة البنود التى تهدف للتوصل إليها لحل دائم مع الدول العربية. تتضمن الشروط إنشاء منطقة مستقلة أردنية بالضفة الغربية لإيواء جميع اللاجئين العرب، وتدشين منطقة منزوعة السلاح بقطاع غزة وحدود سيناء، وضمان الوصول إلى خليج العقبة.
وتشمل الأهداف أيضا ضمان «وضع جديد» لمدينة القدس الموحدة لتضمن وصول أشخاص من جميع الأديان للأماكن المقدسة بالمدينة.
على الجانب العربى، الاهتمام يتجه نحو ما يمكن إنقاذه فى مفاوضات ما بعد وقف إطلاق النار، ناصر يحاول حفظ ماء وجهه، كما أنه فقد وضعه بين الدول عربية بعد هزيمة مصر، وسيواجه صعوبة فى التوصل لقرار مشترك مع قادة بقية الدول.

10 يونيو
مظاهرات حاشدة فى مصر للمطالبة بتراجع عبدالناصر عن قرار التنحى، وقادة الدول العربية يطلبون الأمر نفسه.
صدر بيان بالأمس من موسكو بعد اجتماع قمة للدول الاشتراكية. يُعد هذا البيان مجرد دعاية روسية، حيث لا يشتمل على أية التزامات من جانب موسكو، ولا يشتمل على مؤشرات على اعتزام زيادة المساعدات للدول العربية.
لم يتم الإبلاغ عن مشاكل فى إجلاء الأمريكيين من الشرق الأوسط بالأمس.


12 يونيو
المسئولين الإسرائيليين يعلنون صراحة عدم استعدادهم للتخلى عن جميع الأراضى التى استولوا عليها فى الأسبوع الأخير، حيث يبدو كل من قطاع غزة، الأراضى الأردنية الواقعة غرب نهر الأردن، والمرتفعات السورية المطلة على المستوطنات الإسرائيلية، مناطق تم ذكرها على أن تل أبيب تنوى الاحتفاظ بها.
يشار إلى أنه لم يتم العثور على النشرات الرئاسية ليومى 4 يونيو (السابق لبدء العدوان)، و11 يونيو (الذى شهد وقف إطلاق النار).
كما احتوت جميع الوثائق تقريبا على جمل وفقرات محذوفة بالكامل وبشكل واضح متعمد لأسباب غير معلومة.

وكانت «سى آى إيه» قد أكدت على أنها ظلت تراجع تلك الوثائق على مدى 4 أعوام للتأكد من أن نشرها لن يضر بالبلاد، إلا أنه تم حذف بعض المقاطع منها ورفعت السرية عن 80% فقط من الوثائق.

ووصفت الوكالة الأمريكية النشرات المحذوفة بأنها ضمن «الأكثر سرية وحساسية بين كل وثائق الحكومة».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك