أسوأ 7 سيناريوهات فى الحرب على «داعش» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:15 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسوأ 7 سيناريوهات فى الحرب على «داعش»

إعداد ــ هيثم نورى
نشر في: الأحد 19 أكتوبر 2014 - 12:18 م | آخر تحديث: الأحد 19 أكتوبر 2014 - 12:24 م

• كردستان.. تستغل ضعف الجيش العراقـى وتحتل الموصل لتندلع حرب أهلية بين بغداد وأربيل بعد هزيمة «داعش»

تركيا.. تعانــى فوضــى جنــوب شــرقى البــلاد وتدخــل فى صراع مفتوح مع أكرادها مقابل شروق شمس الأسد

سوريا.. تتحول بعض مناطقها إلى جنة لمتطرفين يملكون أسلحة كيميائية وصواريخ ليدوم العنف وربما يمتد إلى إسرائيل

إسرائيل.. البلد الأفضل تسليحا والأقل تقيدًا بمتطلبات واشنطن يتحرك لإبقاء الحرب بعيدة عن حدوده فتنفجر المنطقة

إيران.. الرابح الأكبر ببقاء الحكومة العراقية الموالية لها وتراجع واشنطن فى المحادثات النووية واحتمال تخفيف العقوبات

العراق.. تزايد العنف بين السنة والشيعة مع عدعم خليجى وإيرانى لتسيل دماء وتندلع «حرب أمريكية حمقاء أخرى»

أمريكا.. حربها تستمر لعقد ثالث لتمتص أرواحًا وثروة وطنية غالية مع تجاهل حل باقى المشكلات

هل سمعت هذه النكتة من قبل؟.. «شخص ما يعبر وادى الموت دون وقود فى سيارته، ثم يقول: ماذا يمكن أن يحدث لى؟».. بهذه البداية استهل موقع «ريدر سابورتد نيوز» الأمريكى تقريرا حول أسوأ سيناريوهات فى المعركة ضد تنظيم «داعش»، الذى يسيطر على مساحات واسعة فى الجارتين سوريا والعراق، وأعلن فى يونيو الماضى قيام ما أسماها «دولة الخلافة»، ويُنسب إليه قطع رءوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.

التقرير، الذى أعده بيتر فان بيورن وتوم ديسباتش ونشره الموقع يوم الخميس الماضى، يقول إن هذا هو حال الشرق الأوسط اليوم، فالولايات المتحدة الأمريكية فى حرب جديدة هناك، تقصف بحرية فى سوريا والعراق.. تقدم المشورة هنا، وتقصف بطائرة دون طيار هناك.. تبنى تحالفا بين حلفاء مترددين، وتبحث عن بيادات غير أمريكية تضعها على الأرض.

ويقدم الكاتبان ما يعتبران أنها السيناريوهات السبع الأسوأ فى هذا الجزء الأكثر اضطرابا من العالم.

1 - الأكراد:

جرى تقسيم الإقليم، الذى يعتبره الأكراد وطنهم، بين أربع دول (تركيا والعراق وسوريا وإيران). ولا يريد أى من تلك الدول التنازل لقومية أخرى عن جزء مما تعتبره أراضيها، وبالطبع لا تريد أن ترى إلى جوارها دولة قوية تغذيها أسعار النفط المرتفعة. منذ عام 1923 يقاتل الأكراد من أجل دولتهم، والآن لدى أكراد العراق حكم ذاتى قوى (فى إقليم كرستان برئاسة مسعود برزانى ــ شمال) يستطيع أن يتحدى حكم الحكومة الشيعية فى بغداد (برئاسة حيدر العبادى).

من صور هذا التحدى احتلال قوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان) مدينة كركوك (شمال) النفطية والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل (عاصمة الإقليم)، وذلك لمنع سيطرة «داعش» عليها، بعد انهيار الجيش العراقى بمدينة الموصل فى يونيو الماضى. ونظرا لغياب البديل، سمحت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، للأكراد بالتحرك.

أصبح البيشمركة جزءا من المشكلة الحالية، فهم مدعومون من الغرب لمواجهة «داعش» على الأرض، ومع نهاية المواجهة مع التنظيم المتطرف، سيصبح على واشنطن واجب إعادة المارد إلى قمقمه.

الموصل، وهى ثانية كبرى مدن العراق، تحت سيطرة «داعش»، ونظرا للحالة المزرية للجيش العراقى يمكن أن يستولى عليها الأكراد ذات يوم. وهو ما لن تقبله بغداد، وبالتالى يمكن أن يؤدى إلى حرب أهلية بعد هزيمة «داعش».

وفى بلدة حسن الشام، التى استولى عليها الأكراد من «داعش» الشهر الماضى، وقف الشيعة مع أعدائهم، وهم مسلحو «داعش»، ضد تقدم البيشمركة.

السيناريو الأسوأ هو: صعود قوة كردستان من رحم فوضى السياسة الأمريكية، لتعزز حربا طائفيا فى العراق، مع احتمال انتشارها عبر الحدود. وإذا جرى الاعتراف بكردستان دولة فى الأمم المتحدة، فستصبح مثل تايوان حقيقة قائمة فى كل شىء، إلا الاعتراف، وستغير من ديناميات القوة فى المنطقة.

تغيير توازنات القوة فى الشرق الأوسط دائما ما يأتى بنتائج غير مقصودة، كما حدث عام 2003 مع الرئيس الأمريكى آنذاك، جورج بوش الابن، حيث غزا العراق، فبدأت جميع المشكلات الحالية.

2 - تركيا:

لا يمكن الحديث عن الأكراد دون مناقشة أوضاع تركيا. لا شىء فى تركيا صغير، أقليتها الكردية تمثل 20%، أى حوالى 15 مليون نسمة. خاض الأتراك ضد الأكراد حربا راح ضحيتها حوالى 37 ألف شخص خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، قبل أن ينخفض الغليان بفضل دبلوماسية الاتحاد الأوروبى.

لكى تتحرك تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، فى سوريا عليها أن تضع فى اعتبارها تقوية واشنطن للأكراد فى سوريا، بما فيهم حزب العمال الكردستانى (مصنف فى تركيا وباقى دول حلف شمال الأطلنطى منظمة إرهابية).

رغم أن حكام تركيا ليسوا فى هيام مع «داعش»، لكنهم يكرهون نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، لدرجة جعلتهم يغضون الطرف عن مساعدة «داعش»، فلفترة طويلة كانت تركيا معبر «المقاتلين الأجانب» للالتحاق بـ«داعش»، وكانت مخرجا لنفط السوق السوداء، بما يتراوح بين 1.2 إلى 2 مليون دولار يوميا، تستخدم لتمويل «داعش».

ربما مقابل هذا أطلق «داعش» 49 رهينة تركية دون فيديوهات الذبح المعتادة. وأمام مطالب الغرب لها بـ«فعل شىء ما»، فرضت أنقرة غرامات على المهربين بلغت 5.7 مليون دولار خلال 15 شهرا، ما يوضح طبيعة التزامات تركيا فى التحالف الدولى ضد «داعش».

والسيناريو الأسوأ هو: فوضى فى جنوب شرقى تركيا، مقابل شروق شمس الأسد والأكراد، فيما يتدفق مزيد من اللاجئين على تركيا، ويتصاعد الصراع القومى داخل البلاد، عندما يجد الأتراك أنفسهم فى صراع مفتوح مع الأكراد، بينما تقف واشنطن تراقب قتال حلفاءها.

أما إذا نجحت المنطقة العازلة التى ترغب تركيا فى إقامتها لمنع تقوية الأكراد، فستجد واشنطن نفسها فى صراع مباشر مع نظام الأسد، وبالتالى احتمال إعادة الروس (حلفاء دمشق) إلى المنطقة.

3 ــ سوريا:

تجنب أوباما الحرب فى سوريا، حيث رفع حدة التوتر عندما أرسل القاذفات والبوارج وصواريخ سكود لمهاجمة جيش الأسد فى سبتمبر 2013، وبذكاء تراجع مستخدما الكونجرس غير المتعاون، ومناورة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين.

هناك من يرى أن واشنطن بدأت بقصف «داعش» فى العراق، ثم ستمضى لقصف الأسد، لكننا جميعا ننتظر كيف ستفعل ذلك.

سوريا الآن بلد خرب. وواشنطن أعلنت تدريب المعارضة السورية المعتدلة، لكنها لم تفعل مطلقا، فمن أولئك المعتدلون؟ الذين يعارضون الأسد ولن يقاتلوه، ولكنهم فى الوقت نفسه يمكن أن يحاربوا «داعش»، وهم أيضا ليسوا أصوليين. وخطة واشنطن أن ترمى إليهم السلاح والتدريب بمجرد أن تجدهم، وتحولهم إلى السعودية.

بينما تقصف واشنطن وحلفاؤها «داعش»، هناك بعض الدول (على الأقل أفراد أثرياء فى تلك الدول) يدعمون إخوانهم (داعش) فى المذهب (السني)، لمنع سيطرة الشيعة على العراق.

السيناريو الأسوأ: أن تصبح المناطق غير الخاضعة للحكومة السورية جنة جديدة للمتطرفين، حيث أعلنت حركة طالبان أنها بصدد إرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم «داعش». وإذا حصل هؤلاء على بقايا أسلحة كيميائية وصواريخ من ترسانة الأسد، يمكن ألا ينتهى العنف، بل يمكن أن يمتد إلى إسرائيل.

4 - إسرائيل:

ظلت الحدود السورية ــ الإسرائيلية (هضبة الجولان السورية التى تحتل إسرائيل قطاعا منها) أهدأ حدود منذ عقود، لكن الأمر اختلف الآن. فقد استولى معارضون سوريون للأسد على بعض القرى والمنافذ المؤدية لتلك المرتفعات. وتم إجلاء جزء كبير من قوات حفظ السلام الأممية من الجولان؛ حفاظا على سلامتهم.

وتخشى واشنطن من تكرار ما حدث فى حرب الخليج عام 1991، عندما أمطر (الرئيس العراقى آنذاك) صدام حسين، مدنا إسرائيلية بصواريخه. اليوم، إسرائيل أفضل تسليحا وأقل تقيدا بمتطلبات الإدارة الأمريكية.

السيناريو الأسوأ: أى تحرك يمكن أن تقوم به إسرائيل للإبقاء على الحرب بعيدا عن حدودها، يمكن أن يفجر المنطقة، تماما مثل أنبوب غاز تحيط به الشموع، ويكفى فقط أن تدفع شمعة نحوه. لكن ما يقلق حكومة بنيامين نتنياهو أكثر من الوضع فى سوريا هو خروج ايران قوة كبرى بالمنطقة.

5 - إيران:

تبدو إيران آية الله على خامنئى، الرابح الأكبر من يانصيب «داعش». هل ستظل الحكومة الموالية لإيران قائمة فى بغداد؟ أراهنكم على ذلك. هل حصلت إيران على ضوء أخضر (يبدو أمريكيا) لتحريك قوات برية فى العراق؟ هذا تحقق بالفعل. هل سيغطى الطيران الحربى الأمريكى على قوات إيرانية تقاتل «داعش»؟.. بطريقة غير رسمية بالطبع.. هل ستتراجع واشنطن عن موقفها فى المحادثات النووية القاسية مع إيران؟ محتمل. هل سيترك باب العقوبات الاقتصادية مواربا لتخفيف العقوبات عن طهران؟ لم لا.

السيناريو الأسوأ: هو إقامة تمثال لأوباما فى طهران، وليس فى العراق.

6 - العراق:

هنا مقبرة الفشل الأمريكى، حاولت الولايات المتحدة أن تضغط من أجل حكومة شاملة ترضى السنة المتململين، لينخرطوا فى الحرب ضد «داعش». بعدها عملت على إعادة تدريب وتسليح الجيش العراقى لاستعادة الموصل.

كل هذا غير حقيقى، فقد دفعت واشنطن 25 مليار دولار لتدريب وتسليح هذا الجيش، إضافة إلى بضعة مليارات أخرى على الشرطة، والنتيجة هى ترسانة وقعت فى يد «داعش»، وهروب القوات من مدن الشمال.

بالنسبة للحكومة الشاملة، فهى أشبه بإدارة فريق كرة قدم، تبدل هذا مكان ذاك، وتخسر مباريات وتكسب أخرى. وهذا ما حدث مع تولى العبادى رئاسة الوزراء مكان سلفه وزميله من الحزب نفسه (الدعوة) نورى المالكى.. لا شىء تغير فى قمة السلطة.

وما زالت الوزارات السيادية (الدفاع والداخلية) محل جدل، وهى الأدوات لقمع السنة، وربما لن يتغير الوضع.

واشنطن اعتمدت على أنه يمكن رشوة السنة ليقاتلوا ضد «داعش» بغض النظر عن الوضع فى بغداد. لكن يبدو أن الولايات المتحدة فقدت الذاكرة، فـ«داعش» مثل تنظيم القاعدة هى العضلات السنية ضد الحكومة الشيعية التى تهمشهم إن لم تكن تذبحهم. لن يكرر السنة سيناريو «قوات الصحوات»، عندما قبل بعض قادة العشائر السنية برشوة من التسليح والأموال لقتال القاعدة، واليوم هناك فكرة لتشكيل حرس وطنى (سنى) مسلح جيدا يقاتل فقط فى المناطق السنية تحت قيادة سنية.

السيناريو الأسوأ: ارتفاع مستوى العنف بين الشيعة والسنة، وتدخل بعض دول الخليج لمنع مذبحة ضد السنة، فيما تدعم ايران الحكومة الشيعية. حينها لن يستطيع أحد التنبؤ بكم الدماء التى يمكن أن تسيل، بسبب حرب أمريكية حمقاء أخرى.

7 - الولايات المتحدة:

إذا كانت إيران هى الفائز الأكبر جيوسياسيا، فإن واشنطن هى الخاسر الأكبر، وسيكون على أوباما أو خلفه الاختيار بين استمرار الحرب أو وقفها.

منذ 13 عاما (هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة)، اعتقدت واشنطن أنها يمكنها عبر غزو واسع النطاق والطائرات بدون طيار أن تغير الوضع على الأرض بطريقة يمكن التنبؤ بها. لكن ما حدث هو مزيد من الموت.

«داعش» موجودة على بعد أميال من مطار بغداد الذى يبعد بدوره 9 أميال عن المنطقة الخضراء، واستيلاء التنظيم على المطار معناه أن تقاتل الولايات المتحدة ضد «داعش» مباشرة، فالمطار هو مخرج طواقم الخدمات العسكرية والدبلوماسية الأمريكيين فى العراق، وبالتالى الغرق أكثر فى المستنقع العراقى.

وستجد واشنطن نفسها وحيدة مجددا مثل غزو العراق عام 2003، رغم التحالف الدولى ضد «داعش»، والذى يضم حوالى 60 دولة. والنتيجة الاكثر ترجيحا لكل هذا القتل، هو الفوضى فى سوريا والعراق ودول أخرى، منها تركيا، ومعناه «تورط أكبر فى حرب طويلة بلا أمل».

فى سبتمبر الماضى صارت سوريا هى الدولة 14 فى العالم الإسلامى الذى تضربها الولايات المتحدة منذ 1980، دون تحديد واضح للأهداف، هل كانت بناء الديمقراطية؟ هل النفط؟ السيناريو الأسوأ: تمضى حرب الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط إلى عقدها الثالث، دون أى إشارة على نهايتها، لتمتص أرواحا وثروة وطنية غالية، مع تجاهل حل باقى المشكلات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك