فيديو.. «الشروق» ترصد تفاصيل اشتباكات الجيش والشرطة في «القاهرة الجديدة» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خلاف بين ضابطي جيش وشرطة في كمين أشعل الأحداث.. وضابط جيش متقاعد: «لو وزير الداخلية مجابش حقنا هنشيله»

فيديو.. «الشروق» ترصد تفاصيل اشتباكات الجيش والشرطة في «القاهرة الجديدة»

تصوير: نجم المتولي
تصوير: نجم المتولي
محمد شوشة - نجم المتولي – ملاك داود
نشر في: الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 11:00 ص | آخر تحديث: الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 11:19 م

«أنا ضابط جيش ومينفعش يتعمل معايا الكلام دا»، هكذا حدد شهود العيان في منطقة قسم ثان القاهرة الجديدة، نقطة اشتعال الأزمة بين قوات الجيش والشرطة.

 

بدأت الواقعة، بحسب شهود العيان، أمس الأحد، حينما تعامل ضباط الشرطة الموجودين بكمين «أكاديمية الشرطة» بأسلوب «رزل» مع ضابط قوات مسلحة، بينما كانوا يطالبونه بإظهار رخصة القيادة، قبل أن يصطحبوه لقسم الشرطة ويتعاملوا معه بأسلوب سئ، وصل بحسب عدد من الشهود إلى «السحل» وهو ما رد عليه ضباط وأفراد جيش بالتجمع أمام قسم الشرطة، عصر اليوم الاثنين، مرددين هتافات ضد ضباط الشرطة.

 

«الهتافات تطورت إلى تبادل إلقاء الحجارة بين أفراد الجيش المحتشدين في محيط القسم، وأفراد الشرطة المحتمين بجدرانه، لتتلاحق الأحداث بإطلاق نار عشوائي من سطح القسم على ضباط الجيش، ليصاب أحدهم في قدمه، وتبدأ بعده الشرطة في إطلاق الغاز المسيل للدموع»، بحسب شهود العيان.

 

«سريعا بدأ ضباط الجيش في حشد جنودهم، توافدت سيارات الشرطة العسكرية إلى القسم، واحتشد ضباط الجيش أمام القسم خلف مطلب واحد يتمسك به الجميع: "الضابط دا يطلعلنا متكلبش"، فيما أغلق ضباط الشرطة البوابات الحديدية للقسم وتحصنوا بداخله».. هنا تنتهي رواية شهود العيان، ليحين دور الكاميرا.

 

رصدت كاميرا «الشروق» أحاديث جانبية بين ضباط الجيش المحتشدين في محيط القسم، «نهدى ونرجع لمقراتنا واحنا هنجيب لكم الضابط لحد عندكم»، قالها ضابط قوات مسلحة برتبة كبيرة للضباط، لكنهم تمسكوا بمطلبهم، ليتدخل ضابط آخر، ويبعد محرر «الشروق» بعنف.

 

«يا جماعة الشرطة العسكرية كدا كتير أوي.. مش لازم كل العدد ده».. يقولها ضابط جيش لزميله، ليظهر بوضوح أن التجمع غير منظم ويحدث دون أوامر. أحاديث جانبية أخرى يروي خلالها الضباط المتواجدون منذ البداية تسلسل الأحداث لزملائهم الذين وصلوا لمكان التجمع لاحقا، أحدهم جاء متحفزا، مؤكدا أنه «جهز الأزايز ومستعد للاقتحام»، رصدت الكاميرا التي حاولنا إخفائها معظم هذه المشاهد، لكن أحد أفراد التحريات العسكرية لمحها في يد المصور، ليقتاده لأحد الضباط، الذي حذف كل اللقطات المصورة.

 

ابتعدنا قليلا عن محيط القسم، قبل أن نعود من جديد، في محاولة لرصد الأحداث، رصدنا لقطات أخرى، قبل أن يحاصرنا أفراد التحريات العسكرية المنتشرين بكثافة، ويقتادونا لضابط آخر.

 

في الطريق للضابط، كاد أحد الزملاء يتعرض لاعتداء عنيف من بعض الضباط الغاضبين، الذي قال: «هات الواد ده نتسلى عليه شوية»، لكن ضابط التحريات العسكرية تمكن من حمايته بصعوبة، بعد أن قال للضباط: «لا سيبوهوملي، دول هيتسلموا».. أظهرنا له بطاقاتنا الصحفية، فاكتفى بحذف كل الصور ومقاطع الفيديو، متحدثا بلهجة تحذيرية: «اختفوا من هنا بسرعة، ومش عايز أشوفكوا تاني»، حاولنا الاستفسار منه عما يحدث، فرد: «دي حاجة بين الجيش والشرطة والكبار هيحلوها، ومش عايزنها توصل للإعلام.. يعني لو انتا اتخانقت مع المدير بتاعك ينفع آجي اتدخل!؟».. استعدنا البطاقات والكاميرا، وحاولنا الخروج من حيث أتينا، لكنه طالبنا بالخروج من طريق آخر، قائلا:«لو شافوكوا تاني محدش هيعرف يحميكم».

 

ذهبنا من الطريق المخالف، محاولين رصد الحدث من بعيد، ومن أعلى أحد المبانى المجاورة، رصدنا لكم اللقطات المرفقة بالتقرير، لكن عناصر التحريات انتشرت في كل مكان حولنا، وفي محطة البنزين المقابلة للقسم التقينا أفراد وضباط شرطة كانوا مرافقين لأحد القيادات الأمنية التي وصلت للقسم في محاولة لحل الأزمة، روايتهم كانت مخالفة تماما لروايات ضباط الجيش وشهود العيان، ألقوا باللوم على ضباط الجيش «الذين تحركوا دون أوامر».

 

لاحقا، بدأت سيارات الشرطة العسكرية في الانسحاب تباعا، لم يتبق سوى عدد محدود منهم يحيطون بمقر قسم الشرطة، الذي انسحب منه جميع المتواجدين به وأغلقوه، استغاث أحد المواطنين بهم: «هتقفلوا القسم وتسيبونا إزاي!؟»، فرد عليه ضابط بالقسم: «خدوا رقم تليفوني ولو حصل حاجة كلموني».

 

اللواء مدحت الحداد، رئيس «ائتلاف ثوار الميدان والعسكريين المتقاعدين»، روى لـ«الشروق» تفاصيل الأحداث: «معنى إن ضابط يتضرب من الداخلية أثناء الخدمة يبقى فيه خلل، جينا لقينا القيادات الأمنية موجودة وبتحاول تحل الموقف، الضابط تم التحفظ عليه واتحول للتحقيق وبيتحاكم عسكريا، لو الضابط بتاعنا رد بشكل خاطئ قياداته تحاسبه، لكن يتضرب مينفعش، لو الجيش دخل مع الداخلية هتبقى مشكلة»، قبل أن يضيف ضابط متقاعد آخر: «لو وزير الداخلية مجابش حقنا هنشيله، أي فرد يتظلم من الداخلية هنقف معاه».

 

عاد الهدوء لمحيط القسم، وانتهت الأحداث، في انتظار نتائج التحقيق مع ضابط الشرطة، بحسب ضباط الجيش، وسط تساؤلات للمواطنين في محيط القسم: «لما هما يعملوا كدا، الشعب يعمل إيه!؟».

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك