شاهد فيلم «عيون الحرية».. من يسرق النور؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 7:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شاهد فيلم «عيون الحرية».. من يسرق النور؟

عيون الحرية
عيون الحرية
محمد أبوالغيط
نشر في: الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 - 8:27 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 نوفمبر 2013 - 1:14 م

"شارع عيون الحرية"، كان هذا هو الاسم الجديد الذي أطلقه الثوار على شارع محمد محمود، في إشارة إلى عدد إصابات العيون التي وقعت خلال الأحداث، وهو من الأسباب التي دفعت الباحث ومنفذ الأفلام الوثائقية، حسام دياب إلى الاستقصاء حول الموضوع، بفيلمه الوثائقي "عيون الحرية"، من إخراج تامر فتحي، الذي يحوي معلومات تكشف لأول مرة عن هذا الملف، وصور مع مصابين من مختلف الأعمار والطبقات، وفي مختلف الأحداث، وكذلك مع أطباء وضباط.

الفيلم من انتاج الجزيرة، والمنتج المنفذ شركة «تسجيلي» للأفلام الوثائقية، تم عرض الفيلم للمرة الأولى على قناة الجزيرة في 31 يناير 2013، بالتزامن مع ذكرى الثورة الثانية.

فيلم «شارع عيون الحرية»:

 

الأسلحة الأكثر فتكًا في المعركة الثانية

"رغم أن أحداث محمد محمود هي الأكثر شهرة في ملف إصابات العيون، إلا إن البحث أثبت أن العدد الأكبر من الإصابات كان في أيام الثورة الأولى، وبلغ ألف إصابة من حوالي 1800 إصابة في العين"، يقول حسام مردفًا أن إصابات محمد محمود تأتي في المرتبة الثانية؛ من حيث العدد، بحوالي 600 إصابة.
دياب يشير إلى أن نسبة من فقدوا الإبصار في أحد العينين أو كلاهما من المصابين لم يتم حصره بشكل نهائي، لكنه يقدر أن العدد الأكبر كانت في أحداث محمد محمود، التي سجلت حوالي 80 حالة فقد للإبصار.

اختلفت الأسلحة المستخدمة في إصابات العيون، فبينما يحتل الخرطوش المرتبة الأولى، يأتي الرصاص المطاطي في المرتبة الثانية، ثم الجروح القطعية ومصدرها الطوب أو كسر الرخام في المرتبة الثالثة، وحدث هذا بشكل خاص في أحداث مجلس الوزراء، بالإضافة إلى تسجيل حالات من الحرق الكيماوي للعين، نتيجة الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع.

"اختلاف نوع الخرطوش المستخدم هو المعلومة الجديدة، التي لم تخطر بأذهاننا، فالخرطوش المعتاد الذي كان يستخدم منذ بداية الثورة، هو الذي يطلق البلي الصغير؛ حيث تحوي الخرطوشة على 50 بلية تقريبًا، لكن في أحداث محمد محمود الثانية، التي تلت مذبحة بورسعيد، ظهر نوع جديد من الخرطوش يتميز ببلي كبير الحجم للغاية؛ وتحوي الخرطوشة 3 بليات فقط، لكن تأثيرها هو الأشد فتكًا، وإصابة العين بها تعني انفجار مقلة العين، وفقد الإبصار فورًا" .

يقول حسام: "إن هذا هو سبب أن القصر العيني قد وثق استقبال 50 إصابة عيون، أثناء تلك الأحداث، فقد 90% منهم أبصارهم، وهو أعلى معدل يتم تسجيله".

هذا النوع من البلي الكبير هو ما قتل جابر صلاح "جيكا"؛ حين تم إطلاقه على رأسه، أثناء اشتباكات ذكرى محمد محمود.

استهداف الرأس متعمد

"سجل أطباء القصر العيني أن أكثر من 65% من جميع إصابات الثورة حدثت في الجزء العلوي من الجسم، في الصدر والرأس، وهو ما جعلنا نطرح سؤالا عن بروتوكول استخدام قوات الأمن للسلاح"، يقول حسام مشيرًا إلى تصوير الفيلم مع اللواء ممدوح عبد السلام، أحد قادة قوات الأمن المركزي، الذي شرح أن فض التظاهرات يتدرج، من المستوى الأول وفيه يتم توجيه تحذير بالميكروفون للمتظاهرين بالانصراف في وقت محدد وعبر طريق محدد، ثم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، ثم يتم الاشتباك بالعصي والدروع، ثم يتم استخدام الخرطوش من مسافة أبعد من 10 أمتار بإطلاقه نحو الأرض، ليرتد البلي على أرجل المتظاهرين، ولا يتم توجيهه نحو أقدام المتظاهرين مباشرة، إلا إذا اقتربوا مسافة أقرب من 10 أمتار.

"حين سألنا اللواء عن سبب كل هذه الإصابات في العيون مما يتناقض مع كلامه، كان تفسيره الوحيد أن هذه كلها أخطاء فردية، قد تعود لقلة التدريب"

لكن حسام يختلف مع رؤية اللواء، ويراه أسلوبًا ممنهجًا، لأن كل المشاهد التي حصل عليها فريق إعداد الفيلم من مختلف الزوايا، تصور إطلاق الجنود والضباط لأسلحتهم على المتظاهرين، وتظهر التصويب بشكل أفقي مباشر، فلم نجد مشهدًا واحدًا لضابط يطلق النار نحو الأرض أو نحو الأقدام.

إصابات العيون هي الأصعب

"طبيب العيون لا يمكنه القيام بأي تصرف داخل المستشفى الميداني، لا يمكن وقف النزيف بالضغط عليه، لأن هذا قد يرفع ضغط العين ويزيد من إضرارها، ولا يمكن أيضًا نزع الضمادة اليدوية لو كان هناك من وضعها للخوف من احتمال تساقط أجزاء من العين"، يقول حسام مشيرًا إلى أن طول الفترة الزمنية، التي تمضي منذ لحظة الإصابة وحتى التدخل الطبي المتخصص في مكان مؤهل تزيد من الضرر واحتمالية فقد الإبصار.

رصد مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، أن مصابي العيون هم الأكثر تأثرًا نفسيًا، ويدخل صاحبها في حالة من العزاء كأنه فقد أحد أفراد عائلته، خصوصًا أن إصابات العاهات المستديمة في الثورة تكاد تقتصر على العيون، فلا يفقد احد أطرافه مثلا، بل الإصابات المعتادة هي كسور وكدمات، لذلك تصبح إصابة العين كارثة غير متوقعة.

"منطقة الوجه تمثل لنا قمة ذاتنا من الناحية النفسية، لذلك الإصابة بها حساسة، وتؤثر نفسيًا إلى أقصى مدى، مصاب العيون يشعر بالتشوه، ويصبح أكثر حساسية في تعامله مع الناس" يقول حسام

أبطال مجهولون

"هناك الكثير ممن ساعدوا المصابين خارج إطار الدولة، دون أن ينتظروا أي مقابل أو شهرة"، يقول حسام، مشيرًا إلى أن أبرز مثالين؛ هما سيدة الأعمال هبة السويدي، التي تكفلت على حسابها الشخصي بنفقات علاج الكثير من المصابين وحتى السفر بهم إلى العلاج بالخارج بأرقى مستشفيات العيون في العالم، الجندي المجهول الآخر هو الدكتور يحيى صلاح، أستاذ العيون بالقصر العيني وصاحب مستشفى "آي كير" التخصصي للعيون؛ حيث قام بعلاج الكثير من المصابين مجانًا ورفض تقاضي أي أموال حتى من الميسورين ماديًا، الذين حاولوا معه كثيرًا أن يدفعوا مقابلا للعمليات.  

 "بعيدًا عن الموقف السياسي وعن صراعاتنا وخلافاتنا، البحث والفيلم دعوة لفكرة البحث عن قضايا تجمعنا، قابلت مصابي عيون من كل فئات المجتمع، أطفال وشيوخ، أصحاب أعلى الشهادات والأميين، أبناء القاهرة والدلتا والصعيد، ذهبنا للتصوير في منزل احد المصابين بفيلا فاخرة بالشيخ زايد، وآخر بمنطقة عشوائية"، يقول حسام مشيرًا إلى أن هناك لحظات يمكن أن توحدنا جميعًا، سواء على أهداف جامعة كأيام الثورة الأولى، أو على التعاطف الإنساني ومحاولة مساعدة من يتعرضون لأمثال هذه الكوارث.

وفي الملف أيضاً:

موسم سقوط الشهداء.. والشرعيات

يوميات محمد محمود بالصور والفيديو.. هنا بدأت معارك مصر «الجديدة»

صورة الشهيد جيكا: ملائكة دفعوا ثمن الكرامة والحرية

بالفيديو.. رضا عبد العزيز: ما زلت أبحث عن حقي

«بوابة الشروق» تحصي شهداء ومصابي محمد محمود

بالصور والفيديو.. قصة قناص العيون من خط النار إلى السجن

الفضائيات في محمد محمود.. يسري مع الثوار وتامر مع الشرطة

هيثم الذي فقد عينه اليسرى هناك: أتجنب النظر في عينيك يا أمي



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك