«ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة».. في عملك أو محل الملابس أو صاحبك أو... أو... أو... «خلى بالك كل حركة وكل كلمة وكل نفس متراقب»..
الحديث ليس عن كاميرات السفارات، الوزارات، الجامعات، المترو، البنوك، والتي تنظر لها وتبتسم.. الحديث الآن عن كاميرات «خفية» تُباع في عددٍ من محلات وسط البلد بالقاهرة بأثمان «رخيصة» ويمكن أن تصبح متداولة على الرصيف.
متى دخلت الكاميرات الخفية «Hidden Camera» مصر؟.. لا أحد يعرف، غير أن بعض العاملين في المجال يؤكدون أن الصين هي مصدرها الأساسي وأحد أهم أسباب تطويرها وانتشارها بأسعار منخفضة، وربما لم ينتبه رجال الجمارك إلى أن «شحنة أقلام» أو «فيش كهرباء» أو «ساعات» أو مرآة للسيارات» هي كاميرات تجسس.
محررة «الشروق» دخلت أحد المحال المسئولة عن بيع هذه النوعية من الكاميرات، لتبدأ رحلة البحث عن عالم «كاميرات التجسس»:
المكان: وسط البلد
تخيلت أن المعروض في واجهة المحل مجرد كاميرات مراقبة عادية كالتي تستخدم في المحال التجارية ولكن لفت نظري ما قام أصحاب المحل بعرضه من كاميرات تجسس بأشكال وأنواع مختلفة كالمرآة والعين السحرية التي يتم تركيبها في أبواب الشقق.
فتاتان تتوليان البيع للزبائن، سريعًا كان لابد من اختلاق قصة للتعرف على كيفية شراء تلك الكاميرات وهل من قيود تفرض على مشتريها؟
محررة «الشروق»: مساء الخير.. لو سمحتي عندي مكتب في الزمالك وكنت عايزة كاميرا ما تكونش باينة أركبها في مكتب الحسابات؟
الفتاة الأولى تخبر الثانية بطلبي ثم تنظر لي «نظرة كشف هيئة»، فأحاول شرح أسباب ذلك لها بأنني أشك في تعرضي للسرقة وأريد الكاميرا لمكتب حسابات شركتي..
«البائعة»: في كاميرا «قد عُقلة الصُباع بتصور صوت وصورة»
محررة «الشروق»: طيب هي الكاميرا دي هتبقى باينة ولا مخفية تمامًا؟
«البائعة»: ما حدش هيشوفها لأنها شبه الدبوس
«محررة الشروق»: ممكن أشوفها؟
«البائعة» تحاصرها الشكوك: ما عنديش دلوقتي.. لما تحبي تشتري ممكن أطلب لك مخصوص
«محررة الشروق»: طيب بكام؟
«البائعة»: 340 جنيه
محررة «الشروق»: طيب ممكن رقمكم أتصل بكم في أي وقت؟
«البائعة»: ده كتالوج كامل فيه صور لكل الكاميرات اللي بنبعها هنا
أسعار «برخص التراب»
لك أن تتخيل أنه بـ340 جنيهًا فقط يمكن لأي شخص «غير سوي» زرع كاميرا في أي مكان يصور أي شخص بلا قيود أو رادع قانوني أو إجراءات تحكم البيع والشراء
على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تنتشر صفحة تحمل اسم «تجسس»، الشخص المسئول عنها كما يبدو يبيع كاميرات مراقبة ذات تقنيات حديثة استوردها بطريقة ما، اللافت للنظر أنه يرد على زبائنه بالأسعار الخاصة ببضاعته وسعر الشحن لأي محافظة.
صفحة بيع كاميرات المراقبة والتجسس على «فسيبوك»
أنواع كاميرات التجسس
كيف تتعرف على كاميرات التجسس في أشكالها الجديدة.. وأي الأنواع دخل منها مصر؟
محمد جمال، مهندس يعمل في مجال تجارة كاميرات المراقبة، قال إن الصين أكبر مصدر لهذه الكاميرات، مؤكدًا أن مجال تجارتها في مصر مربح جدًا، مشيرًا إلى أن بعض الكاميرات المُباعة في مصر تبدأ بـ300 جنيه، في حين أن سعرها في الصين لا يتجاوز 7 دولارات.
وعن أشكال هذه الكاميرات، أوضح «جمال» أنها تشمل:
القلم الكاميرا:
«شخصيًا لدي قلم به كاميرا أحضره لي أحد الأصدقاء من دولة عربية كهدية، والكاميرا توجد بجسم القلم ويمكن التصوير به عن طريق الضغط على زر صغير لتعمل الكاميرا في صمت وتقوم بالتسجيل صوت وصورة وتسجل على ذاكرة القلم الداخلية»، كانت هذه كلمات المهندس جمال.
«وبإمكانك تعليق القلم في جيب قميصك أو تضعه على المكتب أمامك أو أمام من تريد التسجيل له، وتحصل على الفيديوهات التي سجلها القلم عن طريق توصيله بأي جهاز كمبيوتر»، على حد قوله.
النظارات الطبية والشمس:
هذا النوع انتشر بشكل لافت على صفحة بيع كاميرات التجسس عبر «فيس بوك»، تقدم شرحًا بالفيديو للنظارة الكاميرا في تحدٍ جديدٍ يشير إلى أنه استطاع الحصول عليها وبيعها في مصر:
فيديو يشرح عمل النظارة الكاميرا كما نشرته الصفحة:
المسمار:
ليس مجرد مسمار عادي يتم دقه داخل الجدار ولكنه يشبه المسمار في شكله فقط ويقوم بكل وظائف الكاميرا، وهذا المسمار موجود داخل محل وسط البلد ويعلقه صاحب المحل أيضًا داخل محله.
فيشة الكهرباء:
انتشرت في مصر مؤخرًا، وبحسب ما قاله المهندس محمد جمال العامل بمجال كاميرات المراقبة فإنه يمتلك كاميرا على شكل «فيشة كهرباء» في مكتبه.
مفاتيح السيارات:
تشبه مفتاح السيارة الأصلي بها عدسة للتصوير، لا يعرف أحد إذا كانت موجودة في مصر أم لا، وفقًا لما ذكره المهندس جمال.
الساعة:
عدستها جزء من مؤشرات التحكم بالساعة أو في منتصفها، ويصعب اكتشافها لوجودها بجوار العقارب.
الإكسسوارات:
زر البدلة أو قلادة ما ستصورك صوت وصورة، وبالفعل هذا موجود في مصر إلا أنه لم ينتشر على نطاق واسع بعد، حسبما قال المهندس جمال.
كيف تعرف أنك مراقب؟
المهندس محمد جمال أوضح لـ«الشروق» طرق التعرف على كاميرات المراقبة: «مبدئيًا الفيشة يكون ارتفاعها أعلى من المعتاد عن سطح الأرض، متر فأكثر والفيشة ثلاثية وليست ثنائية، والمسمار يكون لامعًا ويشبه العدسة إلى حد كبير ومصغر جدًا».
أضاف: «بما أن تلك الأنواع تتطور وتأخذ أشكالا مختلفة يومًا بعد الأخر، ينبغي أن يكون هناك طريقة أكثر فعالية، وهناك تطبيق على آبل ستور مخصص لذلك يحمل اسم spy cam detector، غير أنه ليس مجانيًا، يمكن الاستعاضة عنه بتطبيق طرحته أندرويد يطلق عليه (andriod glint finder) مماثل ومجاني لاكتشاف كاميرات التجسس، إلا أنه ليس بنفس الكفاءة والفعالية».
فيديو لطريقة عمل التطبيق في الكشف عن الكاميرات المخفية:
الحديث ليس عن كاميرات السفارات، الوزارات، الجامعات، المترو، البنوك، والتي تنظر لها وتبتسم.