ناجح إبراهيم لـ«الشروق»: تفجير «البطرسية» رد انتقامى على قتل 3 من قيادات الإخوان فى أسيوط - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ناجح إبراهيم لـ«الشروق»: تفجير «البطرسية» رد انتقامى على قتل 3 من قيادات الإخوان فى أسيوط

ناجح ابراهيم
ناجح ابراهيم
حوار – مصطفى ندا:
نشر في: الإثنين 19 ديسمبر 2016 - 10:15 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 - 12:56 م

• لا تستطيع الدولة السيطرة على كل المنشآت بالمواجهات الأمنية قط ولابد من مواجهة الفكر المتطرف

• «حسم» ليس لها سجلات فى الأمن المصرى ولجأت للعنف بعد خوضها تجربة المشاركة فى اعتصام «رابعة»

• هناك فصيل بالإخوان رافض للعنف مثل حلمى الجزار يمكن التفاوض معه لوقف الدم

• إذا تقدمت الجماعة خطوة للأمام وأوقفوا العنف دون قيد أو شرط من الممكن أن يتوقف الإرهاب على غرار مبادرة الجماعة الإسلامية فى التسعينيات

• هناك قيادات أمنية فى «الداخلية» تتمتع بالحكمة السياسية وقادرة على التفاوض مع الإخوان لكن ينقصها القرار السياسى

اعتبر المفكر الإسلامى الدكتور ناجح ابراهيم أن الأحداث الإرهابية الأخيرة، سواء تفجير كمين أمنى بالهرم أو الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ردا انتقاميا على مقتل 3 من كبار قيادات جماعة الإخوان فى أسيوط.

وأشار إبراهيم فى حواره لـ«الشروق»، إلى أن كل الأحداث الإرهابية الأخيرة تندرج تحت نظرية «العنف والعنف المضاد»، وأن دورة العنف هذه لن تنتهى، مطالبا الدولة بأن تعى استحالة تأمين جميع المنشآت والأماكن بالكمائن والأسلحة، وأنه لابد من الوصول إلى نقطة تفاهم وتحاور مع الطرف الآخر، ومحاولة تغيير عقولهم ومفاهيمهم التى تقودهم نحو العنف.

وفيما يتعلق بجانب جماعة الإخوان وعلاقتها بتلك الأحداث، قال ناجح ابراهيم لـ«الشروق»: «لابد للدولة من التوصل إلى نقطة تلاقى مع الإخوان، فهم أطياف كثيرة لابد من فرزها، فمن حمل السلاح يجب عزله نهائيا، ولكن هناك أطيافا وفئات كثيرة لم تحمل السلاح وقابلة للتفاهم ولا تريد العنف مثل القيادى بالجماعة حلمى الجزار، فمن الممكن التحاور معه والوصول إلى حل لإيقاف تلك الحوادث، وهناك غيره كثيرون ممن ينتمون لفصيل الإخوان ولا يميلون للعنف، وهم متواجدون داخل السجون، وفى تصورى الشخصى عندما يتم التوصل إلى صيغة تلاقٍ مع تلك الفئة بالجماعة ستهدأ الأمور فى مصر، مثلما حدث فى المبادرة التى طرحتها الجماعة الإسلامية بعد الأحداث الإرهابية فى التسعينيات، والتى لاقت استجابة كبرى من المسئولين، وبالفعل توقف العنف وقتها».

وأضاف: «الجماعة الإسلامية أخذت الخطوة الأولى، ولذلك أناشد جماعة الإخوان أن يأخذوا أيضا الخطوة الأولى ويتوقفوا عن النشاط السياسى والعنف دون قيد أو شرط، وبالتالى من الممكن أن تتعامل معهم الدولة بشكل جيد، ولن يتعرضوا للإهانة أو التعذيب أو حتى عمليات الاعتقال لأفرادهم، لأنه فى نهاية المطاف ما وقع من أحداث عنف وتفجيرات هو إساءة لمصر وللإسلاميين والرسول الكريم، وحادثا الهرم والعباسية أحبطا كل المساعى والمبادرات لكن مازال هناك امكانية للاستعانة بنموذج التسعينيات، فقد وقعت آنذاك أحداث مروعة ولكن فى الوقت نفسه كان هناك عقلاء فى أجهزة الأمن، ومشروع المبادرة الذى تقدمت به الجماعة الاسلامية وقتها وافق عليه الجميع وأنهى العنف، وأرى أن الأمر نفسه من الممكن أن يتكرر مع جماعة الإخوان، فهم كيان كبير يضم قطاعا عريضا من جميع الفئات بمن فيهم أساتذة جامعة قابلين للتفاهم ولم يميلوا إلى العنف».

وفسر ناجح ابراهيم ظاهرة العنف والعنف المضاد باستشهاده ببعض النماذج قائلا: «اغتيال النائب العام السابق هشام بركات تسبب فى مقتل 13 من العناصر المسلحة فى 6 أكتوبر، وتم الرد مرة أخرى بمحاولة اغتيال النائب العام المساعد، وحاليا عندما تم القبض على نجل الرئيس الأسبق محمد مرسى ساهم ذلك بطبيعة الحال فى وقوع تلك الحوادث كرد انتقامى، وأود القول إن تنفيذ العمل الإرهابى فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فيه اساءة للنبى صلى الله عليم وسلم الذى كرم الأقباط، وكذلك الصحابة الذين دخلوا كل البلاد وكان بها الكنائس وتركوها فى سلام، وبالتالى هو أمر فى قمة التطرف ويغلق الباب أمام أى شخص مسئول فى الدولة فيما يتعلق بدعم مشروع المصالحة مع جماعة الإخوان، وأريد أن أوجه رسالة إلى هؤلاء بأن الدول لا تتحطم بالعمليات الإرهابية».

على الجانب الآخر، يرى المفكر الإسلامى أن تطبيق حكم الإعدام على الإرهابى عادل حبارة ليس له علاقة وطيدة بالعمليات الإرهابية التى تم تنفيذها أخيرا، والمنفذ ليس تابعا لحبارة، وهو شخصية أقل بكثير من هذا الاهتمام الإعلامى، لكن أحداث القتل التى تمت فى أسيوط لقيادات إخوانية كانت السبب الرئيسى فى تلك العمليات».

ويصنف الدكتور ناجح ابراهيم الجماعات المسلحة التى نفذت العمليات الإرهابية ويقدم شرحا لهيكلها التنظيمى قائلا: «كتائب الحسم ولواء الثورة عبارة عن مجموعة تسمى بالعنف الفردى العشوائى، وهى ليست مسجلة فى قوائم الأمن المصرى، فضلا عن أنها تستخدم الامكانيات المحلية ولم تعد بحاجة إلى المزيد من الأموال لتنفيذ العمليات، ويوجد فى كل مجموعة منها خبير واحد هو من يقود 5 أفراد، وإذا ما تم القبض على مجموعة فمن الصعب أن ترشد عن المجموعات الأخرى، فضلا عن أنها فصائل عنقودية وتضم شبابا لديه ثأرا لمشاركته فى رابعة، حيث أن خطابها وفضها كانت مأساة، فخطابها كان تكفيريًا حربيًا استعلائيًا وفضها استخدمت فيه القوة المفرطة غير المبررة ودون تدرج، وبالتالى لجأ الشباب إلى العنف».

وأكد المفكر الإسلامى فى حديثه أن التفجير هو أمر عقائدى ليس له علاقة بالمال أو الأوضاع الاقتصادية، ومن هنا تأتى صعوبة السيطرة على الأعمال الإرهابية المتكررة، والتى لابد من مواجهتها بالفكر والحجة والمنطق.

وفيما يخص إمكانية الصلح بين الدولة والإخوان، قال ناجح: «محاولات الصلح بين النظام والإخوان فى مرحلة ضبابية لأن كل طرف سبب ألما للآخر، ولكنها أيضا ليست بالمستحيلة، فإذا تقدم الإخوان بخطوة إلى الأمام بالتوقف عن العنف، فى المقابل ستتوقف الدولة عن ملاحقتهم أيضا، وهو ما فعلناه فى السابق كجماعة إسلامية فى المبادرة التى أوقفت العمليات والبيانات المحرضة دون قيد أو شرط».

وتابع: «الدولة الآن تنتهج المواجهة المستمرة وهو أمر ضار، فإذا كانت الدولة مجبرة على مواجهة هذا الفصيل الذى ينتهج العنف فلابد من التفاوض على التوازى مع فصيل آخر من الإخوان رافض للدم، وليس فقط الاعتماد على مواجهة أمنية تستنزف كل أجهزة الدولة وكل الأطراف، فى حين أنه من الممكن الوصول إلى نتائج جيدة، فلا يمكن بالسلاح أو المواجهات الأمنية تحقيق نتائج ايجابية أو تأمين مصر المليئة بالأهداف الحيوية، ويجب على طرف الإخوان استغلال وجود كفاءات فى أجهزة الأمن لديها من الحكمة السياسية، ولكن لا يوجد القرار السياسى الذى يمنحهم الصلاحية للتفاوض مع هذا الفصيل».

وختم ناجح ابراهيم حواره قائلا: «إبراهيم منير قادر على فك طلاسم الأزمة والتوصل إلى حل مع الدولة واقناع التنظيم بالتنازل عن أى استحقاقات سياسية أو دور فاعل، مقابل الاندماج فى المجتمع المصرى».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك