• سهرة مع جيهان السادات كانت بداية ظهور «أريد حلًا».. والفيلم لم يتعارض مع «الشريعة»
• استعرت «الشتيمة» فى «إمبراطورية ميم» من والدة هشام سليم.. وردد الجمهور كلمة «يا بيه» فتأكدت من نجاح «أفواه وأرانب»
فى حوار سابق جمع سيدة الشاشة العربية، والصحفية زينب عبدالرازق ــ مؤلفة كتاب فاتن حمامة الصادر عن دار الشروق ــ سألتها عما حصلت عليه من السينما، لتنطلق الكلمات من فاتن حمامة دون تفكير فى الرد: «السينما قدمت لى كثيرا جدا.. حب الناس لى.. شىء عظيم ورائع.. حب الصغير والكبير.. حب وتقدير من كل الأجيال، وهذا أكبر من كنوز الأرض. السينما منحتنى أوقاتا سعيدة وحياة ثرية.. لقد أخذْت من السينما أكثر مما قدمته أنا لها». وتواصل سيدة الشاشة العربية سرد سيرتها من خلال اعمالها السينمائية، مستهلة هذا الجزء من مذكراتها بحوار عاصف مع صديقها الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس.
اقرأ أيضًا:
«فاتن» حكاية العمر كله.. سيدة القصر تروى قصة حياتها - (الحلقة الأولى)
فاتن حمامة.. أيامنا الحلوة - (الحلقة الثانية)
فاتن.. دعاء الكروان - (الحلقة الثالثة)

غلاف كتاب فاتن حمامة الصادر عن «دار الشروق»
قصص إحسان عبدالقدوس قدمت كلها للسينما وكان يتم خطفها، وبعد ذلك أصبح إحسان لا يكتب الروايات الطويلة بل يكتب القصص السياسية القصيرة.
فى ذلك الوقت أردت أن أغير ما أقدمه، وفكرت فى تقديم مسرحية من فصل واحد للتليفزيون المصرى وبدأت أبحث عن أعمال مكتوبة، وفى أحد الأيام كنت أنا وإحسان عبدالقدوس وزوجته نتناول العشاء فى أحد المطاعم بالقاهرة وتحدثت معه عما يدور بداخلى، فثار وغضب جدا وقال: تليفزيون؟ إزاي؟ وحكيت له ما كنت قد رأيته فى التليفزيون البريطانى فغضب أكثر وقال لى: «تبقى حمارة» بصوت عال.. وكل من فى المطعم حدث لهم وجوم. كان الموقف صعبا جدا ووجدت أن زوجة إحسان تحاول تصليح الموقف وقالت لى: «إحسان بيحبك جدا يا فاتن، وهو يقول هذا الكلام خوفا عليك». ولزمت الصمت طوال السهرة ولم أتكلم. فى الحقيقة أنا لا أستطيع أن «أزعل» من إحسان.
وبالفعل رفض إحسان أن يعطينى أى رواية قصيرة أقدمها للتليفزيون وبدأت أبحث فى الكتب. ووجدت روايات لتوفيق الحكيم عظيمة جدا. واخترت منها «الساحرة» ــ «أريد هذا الرجل» ــ «أغنية الموت»، وفى رواية «الساحرة» كان معى عادل إمام وسعيد صالح وكانا فى بدايتيْهما وكنا نضحك كثيرا من طرافة شخصيتيْهما.
- «إمبراطورية ميم»:
كانت قصة قصيرة كتبها إحسان عبدالقدوس والبطل كان رجلا وطلبت منه أن يحول البطل إلى بطلة وأن يكتبها كرواية طويلة بدلا من قصة قصيرة، وبالفعل كتبها بشكل رائع، ولكن بدون حياة خاصة للبطلة؛ فطلبت منه أن يضيف هذا الجزء وأن يكتب تحضيرا للسيناريو، وبالفعل كتب الشخصيات بشكل بديع. وكان المخرج هو حسين كمال وأخذ السيناريو، وكتبه مع الكاتبة كوثر هيكل ولكن تمت كتابته بشكل ميلودرامى، وكان فى الأصل «لايت كوميدى» فتضايقت جدا واختلفنا وتدخل رمسيس نجيب واتفقنا أن حسين كمال هو الذى يخرج الفيلم وأنا المسئولة عن السيناريو. كان السيناريو ينقصه الكثير، فاستعنت بمساعد المخرج وحاولت كتابة السيناريو معه كما أريد وأن أصوغ السيناريو التحضيرى الذى كتبه إحسان عبدالقدوس، وبإحساسى بوصفى امرأة استطعت أن أضع لمسات كثيرة، وكنت أسأل صديقاتى عن أشياء كثيرة وأتذكر أننى سألت صديقتى زينب سليم: عندما تشتمين أولادك ـ وهى والدة هشام سليم ـ ماذا تقولين لهم؟ فقالت الكلمات التى كنت أشتم بها أبنائى فى الفيلم!.

مشهد من فيلم «إمبراطورية ميم»
وكان هشام ما زال صغيرا. وكانت له مواقف مضحكة. أتذكر أن فى أحد المشاهد التى تجمعنا بالابن الأصغرــ كان اسمه «أحمد» ــ والذى كان يحب لعب الكرة، وبعد فترة وجدناه يقف وراء الديكور يبكى وعرفنا أن هشام سليم ضربه لأننا شجعنا أحمد وصفقنا له.
واتذكر أننى ذهبت إلى الفنانة الكبيرة دولت ابيض فى منزلها وطلبت منها أن تشترك فى الفيلم، وكانت لطيفة جدا وأدت دور الجدة وفعلا شعرت أنها مثل والدتى. أحيانا كانت تتضايق من «دوشة» الأولاد و«تشخط» فيهم مثل الجدة بالضبط.
- «أريد حلًا»:
أما فيلم «أريد حلا» فهذا الفيلم أعتز به جدا وشعرت أننى قدمت عملا يرضى ضميرى. والفيلم بدأ بحكاية.. كنت مدعوة على غداء مع إحدى الصديقات وكانت من المدعوات السيدة جيهان السادات والسيدة عائشة راتب «وزيرة الشئون الاجتماعية» والسيدة أمينة السعيد، وبدأت السيدة جيهان السادات تتحدث عن ضرورة تغيير بنود فى قانون الأحوال الشخصية، وحكت السيدة أمينة السعيد حكاية غريبة. حكت قصة سيدة تزوجت رجلا لمدة ثلاثين عاما، وبعد 30 سنة قال لها إنه يريد أن يتزوج بأخرى وإنه سيطلقها ويقدم لها كل حقوقها، وحقوقها هذه نفقة سنة! وهذه السيدة عانت لأنها لم تكن تملك أى مورد دخل، وليس لديها أحد تلجأ إليه. فاضطرت بعد كل هذا العمر إلى أن تعمل عاملة فى إحدى مدارس الأطفال.
هذه الحكاية آلمتنى جدا وقلت: لابد أن أقدم عملا يناقش قانون الأحوال الشخصية، واتصلت بالصحفية حسن شاه.. وكان فيلم «أريد حلا».
وأنا مؤمنة أن الفيلم لا يتعارض إطلاقا مع الشريعة، و لم يطالب بشىء محدد غير أنه عرض القضية وترك الحكم للجميع. وأتذكر أن هناك وفدا تزعمته السيدة كريمان حمزة (المذيعة ذات التوجه الإسلامي) لمشاهدة الفيلم، وكانوا ينوون مهاجمة الفيلم، لكن اتصلت بى كريمان حمزة بعد مشاهدته وقالت لى: الفيلم ممتاز، وتبنت القضية تماما.
- «أفواه وأرانب»:
فى البداية قدمت قصة «أفواه وأرانب» للإذاعة فى شهر رمضان فى أواخر السبعينيات، وعندما قرأت الرواية فى البداية لم أشعر أن الدور مناسب لى، ولكن وجدت كلاما كثيرا يدور حول قضية تحديد النسل؛ فطلبت من الكاتب أن يضع ظلالا أكثر حول هذه القضية وسأقدمها فورا.

مشهد من فيلم «أفواه وأرانب»
وتصورت فى البداية أن لا أحد سيهتم بالرواية إلا أهل القرى، أما سكان القاهرة فلا. وكانت البطلة دائما تقول كلمة: «يا بيه»، ووجدت كل من حولى يردد: «يا بيه يا بيه» فعلمت أن الرواية جذبت الاهتمام. وترددت فى البداية لأن الرواية تقترب من حكاية الشاطر حسن وست الحسن، «وأنا مش ست الحسن». والذى شجعنى هو معالجة قضية تحديد النسل، وبعد ذلك بدأنا تحويل الرواية إلى فيلم للسينما. وكانت أختى نعمة هى رجاء حسين التى لديها تسعة أولاد وتعانى من الفقر الشديد، ورجاء حسين من أحسن الممثلات المصريات. وفى أول يوم تصوير وجدت رجاء ترتدى جلابية فلاحى وهى جميلة جدا، فقلت لها: «لا ينفع هذا، يبقى كده إحنا بنقول للناس التسعة أولاد لم يسببوا لك مشكلة»، فطلبت منها أن تغسل كل الجلاليب التى ستظهر فيها فى الفيلم 12 مرة! حتى يضعف النسيج وتضعف الألوان وحاولت أن أبهدل الجلاليب وأمزقها حتى تظهر بالية وقديمة. وقلت لها: «شعرك جميل وسليم لازم يظهر عكس ذلك»، ونكشته جدا وهى سعدت جدا بما قمت به؛ لأن هذا ساعدها على نجاح الدور.
• الأبنودى يكتب: السينما يعنى فاتن حمامة:
منذ شاهدت فيلم «اليتيمتان» صرت صديقا لفاتن حمامة، أدخر القرشين كلما كان الأفيش يحمل صورتها؛ لم يكن مُهما أن أعرف من يشاركها البطولة من الرجال أو النساء ــ وإن كنت فى ذلك الوقت أعرفهم بالواحد والواحدة ــ المهم أن السينما أيامها بالنسبة إلىّ كانت «فاتن حمامة» وأحببت من أجلها حتى من لم أحب تمثيلهم أو إطلالتهم من على الشاشة.
ما سبق فيلم «اليتيمتان» لم أره، لأنى لم أكن رحلت من القرية «أبنود» إلى مدينة قنا، التى كانت تتوسط ميدانها الأكبر سينما «فريال» التى كان البشر يقاتلون للوصول إلى شباك تذاكرها، حين تكون «فاتن» على واجهتها. إن صراع الصعايدة رهيب فماذا كان يمكن لصبى رفيع كالبوصة، لكى يحصل على تذكرة فى ذلك الحشر الرهيب؟!
تفتق ذهن «شباب حى الصهريج» بقنا عن فكرة أسميناها فى ذلك الوقت فكرة «المكوك»، والمكوك كما نعلم هو هذه القطعة الخشبية «المسحوبة» من الجانبين، ليسهل اندفاعها ورجوعها داخل خيوط النول لتتحول إلى نسيج!
هكذا كانوا يجمعون ثمن تذاكرنا جميعا ويدخل ثلاثة منهم أو أربعة ليتفرقوا فى داخل الهول الجسدى لجمهور فاتن حمامة، وثلاثة منهم أو أربعة يحملونى على أذرعتهم الممدودة ويقذفون بى لأسبح على رؤوس المتظاهرين لأصل إلى الشباك، ومن ثم تكون مهمة المتفرقين داخل الأبدان المتلاحمة أن تقبض أيديهم على جلبابى وبدنى لتثبيتى فى موقعى لأمد يدى إلى الشباك صائحا: «عشرين». فيعد الرجل النقود ويعد التذاكر وأنا فوق جمع حانق ثائر كبركان، لا يستطيعون التفرغ لمواجهتى والتضحية بمواقعهم التى اكتسبوها بالعرق والعراك وتمزيق الملابس.

عبد الرحمن الأبنودى - تصوير: أحمد عبدالفتاح
حين أصيح: «خلاص» يقذف بى القريبون من الشباك إلى الوراء ليتلقفنى من هم بالخلف. كان هذا هو دورى الأول الذى لعبته فى السينما أمام فاتن حمامة ومن أجلها!
فيما بعد كبرت، وكبرت فاتن حمامة لتجتاز أفلام الميلودراما والراحل «حسن الإمام» الذى أبكانا كثيرا، والذى كان إمضاؤه يجذبنا كالفراش نحو النور، ولا تكتمل المتعة إلا فى بطولات «فاتن حمامة».
توالت الأيام وغادرت المدينة الصغيرة إلى الكبيرة. وبعد المشاهدات والمطالعات والحوارات عرفت ما السينما ــ فنا ورسالة ــ وعدت بنظرى إلى ماضى السينما المصرية، لأسقط كل الزيادات والزوائد العالقة بعواطف وعقل إنسان يحاول أن يخلق علاقة جادة بينه وبين الثقافة والفن. وكانت السينما مصدرا غزيرا من مصادر المعرفة والوعى والمتعة المالية ــ سقطت أفلام كثيرة وأبطال كنت أعتقد أنهم علقوا بالقلب، وهكذا ونحن على حواف النهايات، أرى أن فاتن حمامة ما تزال تنمو مع العاطفة والعقل وتكتسب نضارتها من وعيها بلعبة الزمن والتطور ولم تشوشر على العلاقة التاريخية بيننا، بل زادتها اختياراتها قوة.
يوما ما فى مطلع السبعينيات هاتفنى الصديق «سعيد مرزوق» على غير معرفة ــ كنت قد شاهدت فيلميه المتفردين: «زوجتى والكلب» و«الخوف» وأحسست أنه بعيد عن عالمنا. وقد كانت الستينيات فى ذلك الوقت زمنا زاخرا بالمواهب والحيوية والاتصال بالبشر والتجريب الذى كان يمارسه المنغمسون فى السينما الإيطالية والفرنسية، اللتين كانتا تثيران شهيتنا الفكرية وتوقظ من عواطفنا أنبلها، زيادة إلى الدور الرائد الذى لعبه مصطفى درويش، الذى كان مديرا متميزا مثقفا للرقابة والذى أطلعنا على أفضل ما فى السينما العالمية ففرش أمامنا مساحة واسعة من الضوء، وأدى دوره المهم فى التنوير والتأثير بهذا الفن وجعلنا بالفعل جزءا من حركة تطور السينما فى العالم!
قال لى سعيد: «الست فاتن حمامة عاوزة تشوفك»! ومما تقدم، عليكم تخيل نوعية المشاعر والاضطرابات والانفعالات والخوف ــ لم يُجب الموهوب «سعيد مرزوق» بعد ذلك عن أى من أسئلتى ــ فى الميعاد المحدد كان الأسانسير يصعد بنا إليها. لم نجلس فى كراسى انتظار وإنما هرولت نحونا وكان دفء سلامها الحار باعثا أقوى على ارتباكى والدوران حول نفسى من الداخل ــ كان صوتها الطبيعى أجمل منه فى السينما بكثير ــ كان طازجا! استلفت نظرى أنها ــ أيضا ــ وضعت فى شقتها بعض قطع الطراز الخشبى العربى والفوانيس النحاسية والأكلمة تماما مثلما أفعل فى بيتى! تباسطت معى وظللت على ارتباكى ــ قدَمت القهوة وسألتنى عن الموطن والنشأة وخجلت أن أسألها كيف سمعت بى؟
قالت: «اخترنا ــ الفنان سعيد مرزوق وأنا ــ ثلاث مسرحيات من فصل واحد من كتاب توفيق الحكيم «مسرح المجتمع» ورأينا أن نحولها إلى ثلاثة أفلام كل واحد منها فى حدود 40 دقيقة أو أقل أو أكثر قليلا ــ إحدى هذه المسرحيات تدور فى الصعيد ورأينا أن أحدا لن يكون أفضل منك فى «سنيرتها وكتابة حوارها وها هو ذا الكتاب» ــ قلت: «عندى» ــ قالت: «مسرحية أغنية الموت» ــ قلت: «أعرفها» ــ قالت: «متى نلتقى؟»، قلت: «ثلاثة أيام» ــ ابتسما ــ كانا يعتقدان أنى سأطالب بشهر على الأقل.
فى الموعد اصطحبنى الفتى «سعيد مرزوق» وكنا قد اقتربنا كل من الآخر كثيرا «هه يا عبد الرحمن ــ سمعنى» ــ قرأت، وقد كان ــ أعجبت بالعمل لا شك ــ لكنها قالت: «كتابة جميلة، ولكنها جميلة بهذا الأداء: فماذا نفعل؟». هكذا بدأت لقاءاتنا المنفردة للتدرب على الأداء. كنت أخجل وكانت تقول: «تخجل ممن؟ ولماذا؟ كل ما فى الأمر أرنى كيف لو كانت البطلة أمك فماذا كانت ستفعل؟». وهكذا رحت أؤدى بالصوت والحركة أمامها، وأكسبتنى شجاعة وثقة، بل أطلقت يدى فى أمور الديكور وخلافه، وكنت إذا تخلفت عن البلاتوه تنظر يمينا وشمالا سائلة: «فين الخبير الصعيدى؟» ولا تصور إلا إذا جاءوا بى ــ وبعد كل لقطة تنادينى وتسألنى الرأى أمام الجميع.
هذه القدرة على التعلم التى ما زالت السيدة الرائعة تحتفظ بها حتى الآن، هى التى أسهمت فى صنع هذه الفنانة الفذة ــ ذلك القدر الأصيل من التواضع والنظر والرصد والمتابعة. كان يمكن لفيلم «أغنية الموت» أن يكون شعبيا، لكن الإعلام هاب قتامته ــ لكنى سعيد أن عرفت من خلال هذه التجربة النادرة المخرج الرائع «سعيد مرزوق» وصادقته، وأنا سعيد جدا أن «المكوك» القديم استطاع أن ينسج قماشة متواضعة فى النسيج الخالد للسيدة النادرة والفنانة التى لا حدود لعطائها بطلة بطلات السينما المصرية «فاتن حمامة!».
** نُشر هذا المقال فى مجلة «نصف الدنيا» عام 2003
• فاتن حمامة فى عيونهم:
- الموسيقار عمر خيرت:

عمر خيرت - تصوير: صموئيل محسن
فاتن حمامة هى مصدر إلهامى وهى من الوجوه التى تساعد المؤلف الموسيقى على الإبداع بحسن وعبقرية الأداء، وهذا لا تجده كثيرا لدى الفنانين على مر العصور. ولا أنسى أبدا أن فاتن حمامة هى أول من قدمنى للجمهور، والفنان دائما ينتظر الحظ ليصل به إلى الجمهور، وقد جاء الحظ لى عن طريق الفنانة فاتن حمامة.
- يحيى الفخرانى:

يحيى الفخراني
«فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية فنانة عظيمة وسيدة رائعة.. تعاملت معها من خلال فيلم «أرض الأحلام»، وشعرت من خلال عملى معها أنها فنانة متحمسة جدا، وبرغم هذه السنوات الطويلة فإن حماسها كان مثل حماس المبتدئين وهذا من عظمتها، وكانت تهتم بكل صغيرة وكبيرة فى الفيلم. وأنا لا أقول رأيى فى فنانة عظيمة مثل فاتن حمامة؛ لأن الناس والنقاد والعالم أجمع قالوا رأيهم فى فاتن حمامة من زمان.
- يوسف شاهين:

يوسف شاهين
«فاتن حمامة فنانة منضبطة ومشهورة برقتها، ومواهبها خطيرة جدا، ومن القلائل اللاتى وصلن إلى قمة الهرم، وقد عرضت عليها العديد من السيناريوهات ورفضتها.. ولم أكن غاضبا فى يوم من الأيام من رفضها.. ولا يوجد مخرج فى مصر لا يتمنى العمل مع فاتن حمامة.. وهى رائعة فى الأداء من خلال كل أدوارها.. حتى عندما تضع المنديل البلدى على جبهتها.. وهى دائما كانت تضع اسم مصر عاليا جدا فى المحافل والمهرجانات الدولية، وهى لديها القدرة على التلوين فى كل الأدوار من الست الفلاحة إلى أعلى المستويات الثقافية.. وفاتن حمامة شىء مشرف جدا لمصر والوطن العربى وفى الخارج، وتقريبا أوروبا كلها تعرفها.. وأنا أفخر عندما أجلس فى أى صالة عرض فى العالم لمشاهدة فيلم لفاتن حمامة، وأشعر وقتها باطمئنان. وفى رأيى أن فاتن حمامة أكبر من الألقاب.. ولو عملوها ملكة فأنا موافق؛ لأنها تستحق وتستاهل كل شىء.. وقوة فاتن حمامة أنها ما زالت تنظر إلى الأمام».