قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الإقليم العربي أصبح مضطربا بشكل كبير، ولم يشهد أيام صعبة مثلما يحدث الآن من وجود ظواهر جديدة تجعل المحلل الاستراتيجي متردد في استشراف المستقبل نظرًا لتغيرها المستمر، والتي شبهها بـ«الرمال المتحركة»، مضيفا أن مصر نجحت في تسلم الدفة وتحاول الإبحار إلى بر الأمان.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، برئاسة الدكتور قدري إسماعيل عميد الكلية تحت عنوان «مصر أولا»، وذلك في إطار اللقاءات مع طلبة الجامعة بهدف تنويرهم وتنمية فكرهم فيما يتعلق بالظروف الراهنة بالمجتمع المصري، فيما أدار اللقاء الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج «القاهرة 360».
وأوضح «العرابي»، أن استهداف مصر بدأ بتنامي فكرة الإسلام السياسي والذي تكلل بوجود نظام حكم للإخوان المسلمين، ولكن المصريين في ثورة 30 يونيو نجحوا في إفشال هذا المخطط، وعقب ذلك تم تجهيز مجموعات إرهابية عابرة للحدود وتوجهت إلى مصر.
وأضاف أن تركيا بدأت في محاولات فرض سيطرتها على المنطقة العربية عن طريق القوة الناعمة من خلال الأعمال الدرامية وعقب تراجعها في الفترة الأخيرة، بدأت في استخدام القوة على الأرض لاقتحام المنطقة وذلك بمساعدة قطر، وأصبحت تمثل تهديد للأمن القومي المصري.
وشدد على أن الإرهاب العابر للحدود يعد أول الظواهر التي تهدد المنطقة تهدف إلى تقزيم الدولة والجيش الوطني، والظاهرة الثانية هي التحالفات التي أصبحت جديد على المنطقة كما هو حال القضية السورية التي أصبح يتحكم بها تركيا وإيران وروسيا بعيدًا عن الدول العربية.
وتابع: «العالم العربي أصبح مفعول به يتحكم في مصيره دولا وأشخاصا خارجية»، ذاكرا أن الظاهرة الرابعة التي أصبحت تهدد المنطقة هي أن نشأة الكيانات لن تنتهي، في إشارة إلى كيان الأكراد الذي ينذر بوجود دولة خاصة بهم.