رائف صلاح قصة كفاح من عامل بناء إلى دكتور جامعي في جامعة الإسكندرية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رائف صلاح قصة كفاح من عامل بناء إلى دكتور جامعي في جامعة الإسكندرية

دينا النجار
نشر في: الأربعاء 20 فبراير 2019 - 9:59 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 فبراير 2019 - 10:03 م

«إذا لم تجد أي طريق للنجاح فاصنع أنت الطريق.. الأنبياء رعوا الغنم وقادوا الأمم» تلك كانت كلمات تحفيزية مصاحبة لصورة نُشرت على موقع التواصل الاجتماعي لدكتور جامعي بجانبها صورة لنفس الدكتور ولكن في عمله السابق في مجال البناء «عامل تشوينات».

عادة يكون التفوق الدراسي والانتظام في الحضور، ثم اجتياز مرحلة الدراسة بتقديرٍ عالٍ هو الترتيب الطبيعي لأي دكتور في الجامعة. ولكن قصة الدكتور رائف صلاح، المدرس بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الإسكندرية تختلف الأمر كثيرًا.

«الشروق» تحدثت مع صاحب القصة الملهمة الذي بدأت الحكاية عندما تحمل هو وشقيقه المسئولية بعد ابتعاد الأب عن أسرة تتكون من والدته وشقيقاته وأخ يكبره بعامين، فلم ينتكس وتتدهور حياته للمستجدات التي طرأت على الأسرة، بل قرر أن يتحمل هذه المعوقات كطفل بروح رجل حقيقي، فعكس أي طفل يحلم باللعب واللهو في المرحلة الابتدائية كان أقصى طموحه هو النوم لمدة 6 ساعات والذهاب للعمل لتوفير 10 جنيهات ليستطيع الإنفاق على أسرته يوميًا.

لم يمنعه العمل وهو طفل أن يكون من المتفوقين، إذ كان يجد من تفوقه هدية يهديها لوالدته إذ يقول: «كنت باخد أمي وأقولها ابنك أهو اسمه على لوحة الشرف، كان كل همي أنها تفرح بيا وتحس أنها عرفت تربي، وكنت بطلع الأول بس إرضاءً ليها».

وتابع رائف حديثه للشروق موضحًا أن والدته لعبت دورًا هامًا في استكمال تعليمه الذي حصد فيه المراكز الأولى طوال فترة دراسته إلى جانب عمله بائع في أحد المحلات.

وبالرغم من حصوله على مجموعٍ عالٍ يؤهله لتحقيق حلمه والالتحاق بكلية الفنون الجميلة؛ إلا أن القدر كان له رأي آخر فبسبب ظروفه المادية وحاجة الكلية للكثير من الأدوات التي لا يستطيع تحمل نفقاتها قرر الالتحاق بكلية التربية، وربما كان هذا التصرف قاسيا، لكنه كان بمثابة رسالة ربانية مستترة من الله لتقول له في الخفاء «لعل ما تتمناه ليس خيرًا فاصبر».

واستكمل كفاحه الذي بدأه منذ كان طفلاً، فعمل في مجال البناء، كما حرص على التفوق في دراسته والحصول على الترتيب الأول على الدفعة آملًا في التعيين بالجامعة بعد التخرج، وكذلك ليحافظ على عهده مع والدته ليقدم لها الهدية المعتادة والتي تُطيب خاطرها وتسعد فؤادها.

وانتهت السنوات الأربعة بتفوق دراسي تناسب مع كم الكفاح الذي قدمه من أجل أن يكون ما هو عليه، وأضاف على عمله في الإنشاءات والبناء مشروع عربة طعام ليستطيع تزويج إحدى شقيقاته، وظل ينتظر التعيين في الجامعة ليتوج مسيرة كفاحه، ولكن ثمة صدمة جعلته يقف مكتوفًا أمامها، فلم يأت جواب تعيينه كما توقع وانتظر، ولكنه لم يظل واقفًا لفترة طويلة إذ يقول: «الدنيا أسودت في وشي، ولكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.».

سافر بعدها هربًا من أحلامه إلى القاهرة؛ للعمل في بناء أحد مشروعات القرية الذكية، وتعايش مع العمال حتى روى قصته لأحد المهندسين الذي عرض عليه المساعدة وطلب منه أوراقه لمعرفة سبب إيقاف تعينه، وبعد فترة استلم خطابًا من الجامعة يفيد بتعينه معيدا في الكلية؛ لينجز بعدها الماجيستير والدكتوراه في وقتًا قياسيًا ويصبح أصغر دكتور في جامعة الإسكندرية وقت حصوله على هذه الدرجة العلمية في ديسمبر2017، على حد قوله.

واختتم حديثه متمنيًا تغيير الطلاب إلى الأفضل والقيام بدوره كتربوي، وكقدوة ليس فقط من خلال النصائح ولكن بالعمل أيضا، ولم يترفع أبدًا على أن يذكر قصة كفاحه ووقت ضيقه والأعمال التي كان يعمل فيها، بل لطالما ذكرها لطلابه في الجامعة ليحفزهم على النجاح والتفوق، وأنهى حديثه قائلاً: «الطالب عمره ما هيسمع كلامك غير لما يحبك، وطلاب الجامعة أذكياء جدًا والمعاملة الإنسانية والتفاعل بيساعدهم على التفوق، وأنا بحب اساعدهم زي ما أساتذتي علموني ووقفوا جنبي».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك