الأطفال على الشاشة.. استغلال أم ضرورة درامية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:50 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأطفال على الشاشة.. استغلال أم ضرورة درامية؟

مشهد من فيلم «لا مؤخذة»
مشهد من فيلم «لا مؤخذة»
كتب ــ أحمد فاروق:
نشر في: الأحد 20 أبريل 2014 - 2:34 م | آخر تحديث: الأحد 20 أبريل 2014 - 2:42 م

رئيس الرقابة السابق: تجسيد الطفل شخصيات أكبر من عمره جريمة مزدوجة.. وهناك آباء تتاجر بأبنائهم للتربح من ورائهم

الشناوى: السينما المصرية فشلت فى صناعة أفلام للأطفال

بعيدا عن اتهام قرار رئيس الوزراء بتقييد حرية الإبداع، أو مدحه بالانتصار للقيم والحفاظ على الهوية المصرية.. يجب التوقف عند صورة الطفل على الشاشة، وكيف يتم استغلاله فى السينما والدراما المصرية.. بداية من «فيروز» أشهر أطفال السينما المصرية فى أفلام أنور وجدى، وحتى كريم الأبنودى فى فيلم «حلاوة روح»، مرورا بمنة عرفة فى أفلام السبكى، وبنات الفنان أحمد زاهر وغير ذلك من الأطفال، التى يساء استغلالها على الشاشة.

يقول الدكتور سيد خطاب الرئيس السابق للرقابة على المصنفات الفنية إن السينما لم تستطع أن تتخلى عن هموم الأطفال، ولكن هناك جزءا مرضيا فى التناول السينمائى بحيث يظهر الطفل دائما فى أدوار الكبير، وفى هذا السياق تجد الفتاه الصغيرة ترتدى «بدلة راقصة»، فالمخرج يقرر أن يلعب على الغرائز، وتنعدم تماما قيمة الطفل.

وهذه جريمة مزدوجة، على الطفل المبدع، وعلى الطفل المتلقى، فالطفل الذى يقدم المشهد ينتقل لديه إحساس النجومية، وبالتالى لا يعيش حياته بشكل صحى، وغالبا ما يتم الاتجار به عبر أبويه، لأنهم من يوقعون التعاقدات، ويستغلون نجوميته، أما هو فيعيش وحيدا منعزلا عن المجتمع لفترات طويله بسبب أنه يتخيل نفسه نجما فيعيش فى المجتمع حياة النجوم.

الأزمة الأكبر من وجهة نظر خطاب أن الأطفال الذين يمثلون صغارا غالبا لا يملكون موهبة حقيقية، وبالتالى ينطفئ نجمهم بعد فترة قصيرة، ولا يستمرون فى العمل الفنى، والنموذج الأشهر «الطفلة فيروز».

فيروز تجاوزت حدود الطفولة فى أفلام أنور وجدى

أما الجريمة الثانية، وهى الطفل المتلقى فهو يتأثر بهذه النوعيه من الأفلام والتشابه مع الكبار، سواء كانت الأدوار التى سيتشبه بها غرائزية، أو لها علاقة بالتدخين والسكر.

وبشكل عام نرفض استغلال الأطفال فى الأفلام المثيرة، وأيضا فى نوعية أخرى من الأفلام مثل «لا مؤاخذة» الذى استغل طفل فى إظهار مشاعر عنصرية زائفة، وتم تخفيف الفيلم بأشكال كبيرة جدا حتى خرج للنور.

فمثل هذه الأفلام على مستوى التلقى تزرع احتقان، وقلت هذا للمخرج عمرو سلامة، لأن التجربة العنصرية اجتماعيا التى مررت فى الفيلم يمكن أن تتحول الى عنصرية دينيه، ثم ما ذنب هذا الطفل الذى جسد دور البطولة أن يعيش تجربة العذاب، التى يتعرض ليها فى الفيلم، يضاف إلى ذلك أن الأطفال، الذين يشاهدون الفيلم سيترسخ لديهم أفكار الاضطهاد والتمييز، ويمكن أن يخرجوا بعد مشاهدة الفيلم مرضى.

فقضايا الأطفال كثيرة، ويمكن أن تتناولها السينما بشكل واقعى دون ابتزاز لمشاعرهم، بالحفاظ على براءة الطفولة، كما يفعل داوود عبدالسيد وعاطف الطيب فى أفلامهم.

وحتى لا نجلد السينمائيين، فهناك نوع إيجابى من السينما التى تتناول قضايا الأطفال بشكل لطيف جدا، مثل الأفلام التى تقدمها ياسمين عبدالعزيز وسامح حسين، فهى تلعب على منطقة المغامرة عند الأطفال، فهذه أفلام تفيد الطفل إذا لم يمرر فيها ألفاظا خارجة خادشة.

لكن لا يجب إنكار أن جزءا من سوء استغلال الطفل فى السينما، يعود لسوء استغلال المجتمع للأطفال، فمع انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، والأطفال، التى تعمل بالمخالفة لقانون الطفل، والحقوق الأساسية للأطفال، بدأت السينما تنتبة لهذه الظواهر وتقدمها على الشاشة، وهذا كان طبيعى لأن أى كاميرا تنزل الشارع لا يمكن أن تتجاهل هؤلاء الأأطفال، خاصة أن كثيرا من الجرائم التى تحدث فى الواقع تجد فيها أطفالا، سواء فى حالات التحرش، أعمال الشغب، وغيرها من الجرائم.

وبالمناسبة المجلس القومى للأمومة والطفولة خلط فى الأزمة الأخيرة بين فيلم «حلاوة روح» لهيفاء وهبى، وفيلم «حجر الأساس» للمؤلف ناصر عبدالرحمن، الذى يتناول علاقة جنسية بين مدرسة وتلميذ، ومرفوض رقابيا بأكثر من صيغة.

أما الناقد طارق الشناوى فقال قانون الطفل بشكل عام يمنع اشتغال الأطفال سواء كان بشكل إيجابى أو سلبى، وبهذا المنطق حتى إذا تم استخدام الطفل فى عمل جيد فأنت كمبدع بهذا تكون قد خالفت القانون، لأن القانون يبحث عن الشكل قبل المضمون، حتى إذا كان الفيلم الذى يمثل فيه الطفل يدعو للفضيلة، سيتهم بمخالفة القانون.

ثم إننا فى مصر لا نصنع أفلاما مثل «وحدى فى المنزل»، الذى يعد اشهر افلام الاطفال فى تاريخ السينما، بل عندما حاولنا فى فترة أن نصنع أفلاما الأطفال فشلت التجربة، لأن المبدع المصرى دائما ما يستخدم الطفل فى التهريج، وأن يكون مؤثرا كوميديا.

علاقة المدرسة بتلميذ فى «حلاوة روح»

وأوضح الشناوى أن أفلام أنور وجدى وليلى مراد التى يضرب بها المثل كانت الطفلة التى تجسدها «فيروز» بالنسبة لهم مجرد «مسخ»، فهى طفلة لكنها تبدو، وكأنها تجسد شخصية امرأة كبيرة، فهذه الأفلام كانت تتجاوز حدود أنها طفلة، وهذا ما كان يضحك المشاهد، وهذا أن وضع فى سياقه السيكولوجى والاجتماعى والأخلاقى والطبيعى فهو مرفوض.

لكنى دائما أرى أن منع تكرار مثل هذا الاستغلال هو مسئولية النقاد وليس أجهزة الدولة بالمصادرة.

وأضاف الشناوى: لا نعرف كيف سيتم تناول قضية المدرس الذى يضربه التلميذ فى السينما، فمثل هذه القضايا المجلس القومى للأمومة والطفولة سيقول إن السينما قدمت الطفل فى مشهد قاسٍ والمدرس فى مشهد مبتذل.

فمثل هذه القصص سيعترض عليها المجلس القومى للأمومة والطفولة، لكن لا يجب للمبدعين أن يستسلموا لهذه المحاولات.

فيلم «لامؤخذة» استغل الأطفال لإظهار المشاعر العنصرية الزائفة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك