بالفيديو.. «الشروق» تحاور «ابن عربي»: هدفنا إخراج الغناء الصوفي من الزوايا والخوانق.. وآلاتنا كلها ذات إشارات تراثية صوفية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو.. «الشروق» تحاور «ابن عربي»: هدفنا إخراج الغناء الصوفي من الزوايا والخوانق.. وآلاتنا كلها ذات إشارات تراثية صوفية

فرقة «ابن عربي»
فرقة «ابن عربي»
حوار: أسماء مصطفى
نشر في: الإثنين 20 أبريل 2015 - 7:00 م | آخر تحديث: الإثنين 20 أبريل 2015 - 7:00 م

• «ابن عربي»: هدفنا إيصال التراث الصوفي إلى جمهور أكبر.. و«السماع» أصل الوجود

سعادة عارمة، منذ عام، غمرت جمهورهم بعد تداول أخبار عن قرب قدومهم لمصر، سرعان ما استبدلت السعادة بخيبة أمل بعد إلغاء الحفل.. وبعد مرور عام من الانتظار، وعدت فرقة «ابن عربي» جمهورها بلقاء آخر.. ووفت بوعدها هذه المرة.

كان مقررًا إقامة حفلين فقط، الأول في الإسكندرية والأخير في القاهرة، لكن تذاكر الحفلين نفدت تمامًا بعد طرحها للبيع بساعات قليلة، فقررت الفرقة إقامة حفل ثالث في القاهرة استجابة لمطالب الجمهور.


التقت «بوابة الشروق» أعضاء فرقة ابن عربي، المغربية، للموسيقى والسماع الصوفي، وأجرت معهم حوارًا تفاصيله كما يلي:

• لماذا تأخرت زيارتكم لمصر رغم أن القاهرة من أول الأماكن التي زارتها الفرقة في بدايتها؟
كان هناك مشروعًا لزيارة القاهرة خلال العام الماضي، تم إلغاؤه لأسباب تخص المنظمين.. نحن لا نعلمها لأننا نهتم بالفن أكثر من الأمور الإدارية.. وبالفعل القاهرة كانت من أول المدن التي قدمنا فيها الفن الصوفي لجمهورنا، بعدها قدمنا حفلات في جهات الأرض الأربع، وها نحن نعود للقاهرة من جديد.

• متى جاءت فكرة إنشاء فرقة للموسيقى والسماع الصوفي، ولماذا؟
الفكرة كانت محاولة منا لإضفاء صبغة خاصة للتغني الصوفي، وإخراجه من حيز الزوايا والخوانق الصوفية إلى خشبات المسارح، لكي يصل هذا الكلام من مؤلفات العارفين بالله القدامى، رحمهم الله، الذي ينبع من بواطنهم، حتى نساهم في تعريف جمهورنا في الوقت الحالي على قيمة الفكر الصوفي، الذي ينطلق من رجال ونساء شرفن بما يصح تسميته «الحب المطلق» وهو«الحب النهائي اللا متناهي،..الحب الإلهي»؛ لأنه لم يحب أحدًا في الحقيقة إلا الله، وإن كانت الصور المتعددة تتجلى أمام هذا الحب المطلق لتحجبه عن عيون من لا يعرف حقيقة هذا الحب.

• هل يعني هذا أن الموسيقى يمكن أن تكون طريقة لمعرفة الله؟
في الحقيقة لا يمكن أن نُعرّف بالحق عز وجل عن طريق الموسيقى؛ لأن الموسيقى مجرد مسألة مسموعة، والسميع هو الحق، وبالسماع كان الوجود، لأن كلمة «كُن» هي التي أطلقت الوجود فكان الاستماع من العدم لأمر «كُن» فكان كل شيء.

الآلات الموسيقية التي تستخدمها الفرقة، رغم محدوديتها، إلا أن بعضها يبدو غريبًا على المصريين؟
نحن نحاول إعادة استخدام بعض الآلات التي كانت لها إشارات في التراث الصوفي، كالناي الرخيم مثلاً، الذي قال عنه ابن الفارض: «تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحة.. في كلّ مَعنى لطيفٍ، رائقٍ، بهِجِ، في نغمة العودِ والنَّايِ الرَّخيمِ إذا.. تألَّقا بينَ ألحانٍ منَ الهزجِ»، ونستخدم أيضًا الطنبور، الذي قال عنه النابلسي:«بدت لنا من الطنبور بارقة»، هذه البارقة نريد أن نعيدها، أما آلة البندير التي ترمز إلى دائرة الأكوان، كما تكلم عنها الشيخ أحمد الطوسي، وغيرهم من الآلات التي وصفت في الشعر الصوفي قديمًا نريد إحيا استخدامها وإعادتها لموسيقانا.

وفيما يخص انطباعه عن الجمهور المصري، يقول الدكتور أحمد الخُليع، إن «الجمهور المصري راقٍ ومتذوق، ومتفهم، وهذا أمر متوقع ومسألة عادية، لأن التصوف في جينات المصريين، كثير من الصوفية الذين اشتهروا في أنحاء المعمورة مصريين، ذو النون المصري مثلاً، وغيره من المشايخ جاءوا من المغرب وأقاموا في مصر ثم دفنوا فيها، فلا يمكن لأحد أن يتكلم عن التصوف دون أن يتكلم عن الدور الذي لعبه المتصوفة المصريون في إثراء هذا المنهج العميق».

أغنية «عرفت الهوى»

أما أصغر أعضاء الفريق المنشد عبد الله المنصور، فيقول عن الجمهور المصري، «الحمد لله، أعرف جيدًا مدى حب الجمهور المصري لنا عن طريق الفيسبوك، ولهذا السبب كنت متشوقًا جدًا لزيارة مصر».

• ألم يكن غريبًا على ما اعتاد عليه الجمهور أن يظهر منشدًا صوفيًا صغيرًا في السن مثلك؟
أنا انبثقت من جو صوفي، فالدكتور أحمد مؤسس الفريق، والأستاذ أسامة عازف الكمان، إخواني وتربيت في الزاوية الصديقية بطنجة في المغرب، وكان من الصعب أن أسلك طريقًا غير ذلك الذي سلكه أجدادنا، ورغم أن الفرقة كانت موجودة بالفعل إلا أنني بعد أن أدركت أن الله رزقني بالصوت الحسن، انضممت للفرقة.

• عادة ما يكون منشد الفرقة هو الأكثر جذبًا للاهتمام، فاسمح لنا بالتعرف أكثر على عبد الله المنصور؟
درست في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية، وبعد الانتهاء من دراسة الآداب درست الموسيقى في معهد الكونسلفتوار بطنجة، ومن ثمّ درست الصولفيج وأجيد العزف على عدة آلات موسيقة مختلفة، وأحب العزف على العود.

• أيمكنك تقديم ألوان أخرى من الغناء بسهولة؟
بكل تأكيد، لكن الحقيقة حالتي الوجدانية وحبي لمشايخي الذين تربيت في كنفهم، وتربيتي الصوفية تمنعني من تقديم أنواع مختلفة من الغناء.. لا أجد نفسي سوى في الغناء الصوفي، وذكر الله سبحانه وتعالى، حيث الراحة النفسية والاطمئنان القلبي، كما أني لا أشعر بتأنيب الضمير بتقديم هذا النوع من الموسيقى.

• ما مقومات المغني الصوفي؟
أرى أن أهم المقومات التي يحتاجها المغني الصوفي تكمن في الإحساس.. مستحيل إيصال ما تقول إلى قلب المستمع إلا إذا كانت من أعماق قلبك، فأنا مثلاً يوميًا أقرأ أورادي، وأحرص على قراءة أشعار أهل الله، وأركز كل مجهودي بأن أخرج كل تلك الطاقات في صوتي، فيما أغني للجمهور.

• وماذا عن احتواء الألبوم الأخير على بعض الآيات القرآنية رغم أنه في الأساس ألبوم موسيقي؟
هذه الآيات بركة من شيوخي.. وبصراحة أنا غير متخصص في علوم التجويد، لكن هذه الآيات «علشان تحصل البركة».

• في الحفل، علق بعض الجمهور على عدم استجابتكم للتشجيع بعد تقديم الوصلات الغنائية، فما تعليقك؟
طريقة تقديمنا للحفلات، كفرقة صوفية، تختلف عن الفنانين الآخرين؛ فمن الصعب أن نقوم بفواصل للتفاعل مع الجمهور حفاظًا على جو السماع الذي نعيشه، يكون كامل تركيزنا مع ما نقدمه، وبعد انتهاء الحفل نرحب بالجمهور بشكل يليق به، فسامحونا لو أساء الجمهور فهمنا، نحن فقط نحرص على إعطاء السماع الوقار والتقدير المناسبين.

وعند سؤال الأستاذ أسامة الخُليع، عازف الكمان في الفرقة، عن ملاحظة بعض الجمهور أنه بين الحين والآخر يريح الكمان من وضع العزف ويغمض عينيه وكأنه ينعزل عن المسرح بشكل كامل، أجاب قائلاً: «تلك هي عادتي في ذكر الله والصلاة على الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أثناء الحفل؛ لتعمّ البركة ويحالفنا التوفيق، خصوصًا أننا نعرف أننا في حضرة جمهور "سميع".. فأدعو الله أن يوفقنا لنيل رضاه».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك