يُرجع صادق تفوق مرسي على غيره من المرشحين في الدعاية والإعلان، إلى استناده لمؤسسة سياسية كبيرة، هي جماعة الإخوان المسلمين، التي أنتجت له عددا كبيرا من الإعلانات التليفزيونية والإلكترونية، فيما يشير العالم، إلى أن إعلانات مرسي أظهرت مرجعيته الدينية أكثر من غيره من المرشحين، رغم وجود مرشحين آخرين من التيار الإسلامي، كما نجحت إعلاناته في ربط فكرة مشروع النهضة بالإسلام، وإمكانية تطوير الوطن ونهضته.

وبحسب صادق: "فقد حاول مرسي قدر المستطاع، تغيير الصورة التقليدية المتعارف عليها عن المرشح الإسلامي"، وهو ما أشار إليه بقوله: "مرسي يحاول أن يروج لمفهوم الإسلام من منظور الإخوان، وليس السلفيين، واستخدامه للإعلانات الغنائية يؤكد ذلك".

ويضيف صادق، أن: "إظهار مرسي لرمزه الانتخابي، الميزان، في الإعلان، وتقليله من استخدام شعار الإسلام هو الحل، جاء في صالحه، خاصة أن الأخير لم تعد له نفس الشعبية بين الناخبين، والتي كانت له في الانتخابات التي خاضتها الجماعة في 2005."

ويري صادق، أن "غياب المرأة غير المحجبة عن إعلانات مرشح حزب الحرية والعدالة، ستؤثر سلبا على صورته لدى الأقباط، والذين يمثلون كتلة تصويتية كبيرة"، مشيرًا إلى أن: "مرسي اعتمد بشكل واضح علي المرأة المحجبة في إعلاناته، وحتى في إعلانه الكارتوني. لجأ مرسي إلى صورة المرأة المحجبة، رغم حرصه أن يظهر  للجمهور، أنه سيكون رئيسا لجميع المصريين، مسلمين ومسحيين"، فيما يفسر العالم عدم استعانة مرسي بالسيدات غير المحجبات، بالتخوف من استعمالها في الدعاية المضادة.

ويشير العالم إلى أن إعلانات مرسي تسللت بشكل غير تقليدي لجمهور جديد، لكسب أرضية جديدة، بتاكيده أنه مرشح الشعب كله، وليس فصيلا بعينه، وهو ما لفت إليه صادق في تحليله لإعلانات المرشح، بقوله: "مرسي لم يترك فئة إلا وحاول كسب ودها، بطريقة الدعاية التي تجذبها لانتخابه، حتى شباب الألتراس، الذين أصبحوا جزءًا من المعادلة السياسية، خاطبتهم حملة مرسي بالإعلان الكروي الكارتوني، كما استعانت بعدد من مشاهير الكرة الذين يؤيدنه، مثل محمد أبو تريكة وهادي خشبة، واللذين كان لهما تأثير إيجابي على الجمهور المستهدف، الذي لم يقرر حتى الآن من سينتخب".

كما حرص مرسي على إظهار مختلف فئات المجتمع، من شباب ومعاقين وفلاحين وأهالي سيناء، في إعلانه «عايزين رئيس»، وخاطب المعاقين الذين يمثلون نسبة من 7 إلى 12 مليون معاق، مؤكدا لهم أن "إعلان النهضة يهتم بجميع الطبقات المصرية، ويتسم بالإنسانية"، كما حرص علي إبراز شكل الدولة في عهده، إذا ما فاز في الماراثوان الرئاسي، حيث أكد دعمه للجيش والسياحة، وأشار إلى تأييده للوحدة الوطنية، مستعينًا في ذلك بصور للجامع والكنيسة، في أحد الإعلانات.

ويوضح صادق، أن مرسي اختار العلم المصري ليكون خلفية لبوستراته وإعلاناته، ليؤكد بشكل غير مباشر على قوميته المصرية، خاصة أنه من المتعارف عن الجماعة وحزبها، بأنهم يؤثرون الأممية الدينية، وليس الوطنية.