قصة أول ضابط مصرى ينال الشهادة على الأراضى المقدسة - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 11:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة أول ضابط مصرى ينال الشهادة على الأراضى المقدسة

القوات المصرية في فلسطين
القوات المصرية في فلسطين
أعد الملف- خالد أبو بكر
نشر في: الإثنين 20 مايو 2013 - 1:14 م | آخر تحديث: الإثنين 20 مايو 2013 - 1:14 م

نشرت مجلة «المصور» فى 15 مايو 1953 قصة «أول ضابط مصرى ينال الشهادة فى حرب فلسطين»، وهو اليوزباشى (النقيب) مصطفى كمال محمود عثمان، من واقع زيارة لأسرته فى مدينة بنى مزار بمحافظة المنيا، قائلة: «كان أبوه محمود عثمان من صغار موظفى الدولة، وظل ينتقل من مركز إلى مركز كشأن الموظفين غير المحظوظين، لكنه كان سعيدا بزوجة صالحة ولدت له فى 24 أكتوبر 1922 طفلا سماه مصطفى كمال تيمنا باسم بطل الترك الذى يملأ الأرجاء فى هذه الأيام مصطفى كمال أتاتورك.

 

وكرت الأيام، ودخل مصطفى مدرسة بنى مزار الابتدائية، وأتم تعليمه الابتدائى فى جد واجتهاد، ثم التحق بمدرسة بنى سويف الثانوية، فلم يكن مغمورا، كان فتاها اللامع الذى يشترك فى المناظرات ويحصل على الجوائز الأولى فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.. ولم ينته من دراسته حتى لقبه زملاؤه بالكابتن؛ لطول ما كان يتحدث عن الكلية الحربية التى قدر له أن يلتحق بها فى عام 1939.

 

ويشعر مصطفى أنه بحاجة إلى صديق، فلا يجد أخلص ولا أكتم لسره من مفكرة يبثها نجواه وهمسات نفسه.. ويعقد صداقته مع هذه المفكرة فى أحد أيام مايو سنة 1941، ويسجل فى صفحة ذلك اليوم خواطره فيقول: «صحوت متأخرا لأنى سهرت أمس إلى الثانية صباحا.. وعلى ذكر أمس أقول إنه كان يوما حافلا فى تاريخ حياتى.. كان أول يوم أقف فيه على منصة الخطابة فى أكثر من 200 رجل من طبقات لا بأس بها.. لقد كنت أحد طرفى مناظرة.. وكنت متهيبا الموقف.. ما كدت أقف على المنصة حتى شعرت بقوة تدفعنى إلى الكلام.. فتكلمت.. وكانت كلماتى الحماسية غير مفتعلة لأننى أشعر فى قرارة نفسى بواجباتى نحو وطنى.. لقد كان موقفى المشرف بالأمس داعيا لأن أصبح مسرورا».

 

ينقطع مصطفى عن مفكرته نحو عامين ثم يعود إليها وقد أصبح ضابطا، فيروى كيف عقد الامتحان فى يناير 1942.. وكيف نجح وكان ترتيبه الـ22 من 151 طالبا فى دفعته.

 

وتروى يوميات مصطفى قصة تجواله بين المعسكرات المختلفة فى الخرطوم وفى جبل أولياء ثم فى ألماظة، وكيف كان مولعا بالصحراء، ويشاء الله أن ينتقل إلى صحراء العريش، فيصل إليها ظهر 3 مايو 1948، ويرسل للأسرة برقية يبلغها بوصوله ويلتمس منها صالح الدعاء.. ويريد أن يطمئن والدته فيقول «صحتى جيدة جدا.. ورزقنى الله بمجموعة من الضباط على جانب كبير من سمو الأخلاق».

 

وفى خطاب آخر يمنى الأسرة بقرب التقائه بها بعد شهرين.. ولكن تشاء الأقدار أن تعلن الحرب فى 15 مايو.. فيكتب إلى والده يقول «لقد وصلت بمعونة الله إلى غزة.. وستسمعون عنا خيرا إن شاء الله.. سأكتب لكم كلما قضينا على موقع من مواقع اليهود». ثم يكتب التاريخ على الرسالة 17 مايو 1948م. تصل الرسالة إلى والده.. وتصل معها فى نفس الوقت إشارة من وزارة الدفاع «إن الضابط مصطفى كمال فى عداد المفقودين».. وهو تعبير ملطف لخبر الوفاة، وبعد أيام تتلقى الأسرة حقيبة البطل المفقود، وفيها ملابسه وآثاره التى تروى قصة بطولته الرائعة.

 

لم أكتف بما ذكرته «المصور» عن الشهيد مصطفى كمال، ورحت أبحث عنه فى قائمة شهداء الجيش المصرى فى حرب فلسطين 1948م، التى نشرها المؤرخ الفلسطينى عارف العارف فى كتابه «النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود»، فوجدت أن العارف ذكر اسمه «مصطفى كمال محمود عثمان»، وفى خانة الرتبة مكتوب «يوزباشى»، وأمام تاريخ الاستشهاد: 21 مايو 1948م، والمعركة التى استشهد فيها: دير سنيد.

 

ولأن قائمة الشهداء التى نشرها العارف تضم الشهداء من الضباط ضباط الصف والجنود حسب الترتيب الأبجدى لكل منهم، فقد قمت بفحصها اسما اسما.. بحثا عن أول ضابط شهيد وتاريخ استشهاده، فوجدته مصطفى كمال ومعه ضابطان آخران استشهدا معه فى نفس اليوم (21 مايو 1948)، ونفس معركة «دير سنيد»، وانتهت بنصر مصرى بعد تضحيات جسيمة، أما الضابطين الشهيدين الآخرين فهما: الصاغ (الرائد) عز الدين صادق الموجى، والملازم أول أحمد تيسير بشير، وبذلك يكون هؤلاء الثلاثة هم أول 3 ضباط مصريين يستشهدون على أرض فلسطين فى حرب 1948، وقد سبقهم عدد من ضباط الصف والجنود والمدنيين المتطوعين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك