65 عاما على النكبة.. العمليات الحربية للجيش المصري في حرب فلسطين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

65 عاما على النكبة.. العمليات الحربية للجيش المصري في حرب فلسطين

أعد الملف- خالد أبو بكر
نشر في: الإثنين 20 مايو 2013 - 12:57 م | آخر تحديث: الإثنين 20 مايو 2013 - 1:36 م

•الجيش المصرى دفُعَ إلى ميادين القتال دون أن يكون مستعدًا لا تسليحًا ولا تدريبًا للدخول فى الحرب

•قفز حجم قوات إسرائيل إلى 106 آلاف مقاتل بسبب عدم احترام الهدنة الأولى مقابل 31 ألف مقاتل عربى

•قواتنا الجوية ظلت تقصف تل أبيب والمستعمرات الإسرائيلية طوال فترة القتال

•احتفظت القوات المصرية بالمبادأة طوال الفترة الأولى للقتال.. وانتقلت فى النهاية لإسرائيل فكسبت الحرب

•معركة دير سنيد أول مواجهة نظامية بين مصر وإسرائيل وربحها الجيش المصرى

 

المسافة بين 20 مايو 1948.. واليوم 20 مايو 2013.. قدرها 65 عاما مرت على وقوف تشكيلات من الجيش المصرى على أبواب مستعمرة دير سنيد الصهيونية شمالى غزة، فى أول مواجهة نظامية بين الجيشين المصرى والإسرائيلى، بعد أن دخلت مصر الحرب دفاعا عن عروبة فلسطين مع جيوش 6 دول عربية أخرى.. طيلة هذه السنوات وكل ما نعرفه عن هذه الحرب هو أن العرب هزموا مجتمعين، وأن الجيش المصرى تلقى مع رفاقه هزيمة موجعة.. من دون أن نسأل أنفسنا: كيف تم ذلك؟.

وظلت أعمال قتال الجيش المصرى فى هذه الحرب فى طى النسيان.. الكثير منا آثر الاستسلام إلى أننا انهزمنا.. وهو قول صحيح.. لكن كيف هزمنا.. وما هى أهم معارك الجيش المصرى فى الأراضى الفلسطينية.. وما هى ظروف وملابسات الزج به فى حرب لم يكن أبدا مستعدا لها لا تدريبا ولا تسليحا مقارنة بعدو تمرس الكثير من رجاله على القتال الحديث فى الحربين العالميتين الأولى والثانية.

 

كل هذه المعطيات دفعتنا لمحاولة عرض أبرز أهم أعمال قتال الجيش المصرى على الأراضى الفلسطينية، إحقاقا لحق رجال دفعوا دفعا إلى ميادين القتال دون أن يكونوا مستعدين، وبالرغم من ذلك بذلوا قصارى جهدهم على خطوط النار، وحققوا نجاجات ملموسة فى أول الحرب، لكن نقص العتاد وعدم وجود القيادة المدربة وضبابية الهدف الاستراتيحى حال دون تحقيقهم للنصر.

 

ونحن إذ نعرض لهذه الصفحة من تاريخنا العسكرى والسياسى فإننا نمسك بتلابيب «فضيلة التذكر».. فالأمم الكبيرة تحيا لكى تتذكر، والأصح أنها تتذكر لكى تحيا، لأن النسيان هو الموت أو درجة من درجاته»، بتعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى تقديمه لكتابه الاستثنائى «العروش والجيوش»،الذى تناول فيه مجرى الحوادث على جبهات القتال فى حرب فلسطين، من واقع «يومية الحرب» الخاصة بالجيش المصرى.

 

فى 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس، وكان التقسيم يعطى 56 % لليهود، و43% للعرب، و1% ممثلا فى منطقة القدس تم وضعه تحت إدارة الامم المتحدة.

 

بشكل عام، رحب الصهاينة بمشروع التقسيم ، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالاجحاف، وكان الانتداب البريطانى على فلسطين ينتهى بنهاية يوم 14 مايو 1948، وفى اليوم التالى أصبح إعلان قيام دولة اسرائيل سارى المفعول ومباشرة بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة.

 

عندما اشتعل القتال بين بعض الجيوش العربية (المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان) والقوات الإسرائيلية فى 15 مايو 1948، فى شكل حرب مُعلَنَة، لم تكن تلك بداية الجولة العربية الإسرائيلية الأولى، فقد اشتعلت تلك الجولة عقب صدور قرار التقسيم، واستمرت أكثر من خمسة أشهر فى شكل حرب غير معلنة، بين فصائل الفلسطينيين المجاهدين والمتطوعين العرب من ناحية، والمنظمات الصهيونية العسكرية والإرهابية من ناحية أخرى.

 

وبشكل عام اختلفت أهداف كل مملكة عربية من هذه الحرب ما بين ملوك حالمين بإرث الخلافة الإسلامية رأوا أن فلسطين ربما تكون محطة انطلاق، وآخرين مهتمين بتوسيع ممالكهم الصغيرة، كما الحال فى الملك عبدالله ملك شرق الأردن، وبالتالى دخل العرب هذه الحرب وهم مشتتو الأهداف، وبالتالى لم تحدث بينهم الحدود الدنيا من تنظيم التعاون لا على المستوى الاستراتيجى، ولا حتى على المستوى التعبوى والتكتيكى، وبالرغم من ذلك اتفقوا على دخول الحرب بقيادة موحدة تحت قيادة الملك عبدالله.

 

ويؤكد الأستاذ محمد حسنين هيكل فى كتابه «العروش والجيوش.. كذلك انفجر الصراع فى فلسطين» على أن «الإشارة التى تسجلها «يومية الحرب» يوم البداية المقررة للعمليات مساء 14 مايو تقول إن أمر العمليات رقم (1) وصل من القيادة العليا فى عمان، والحقيقة أن ذلك لم يكن أمر عمليات بالمعنى الصحيح يستند إلى خطة كاملة أو شبه كاملة لها أهداف تتحقق قى توقيتات وبقوات مخصصة لتنفيذها، وبتنسيق مسبق مع قوات غيرها على جبهات متعددة، كما يحدث فى أى حرب تخوضها قوات متحالفة مشتركة يجمعها هدف استراتيجى واحد وخطة كاملة لتحقيقه، (..) أى أن كل جيش عربى مطلوب منه أن يتقدم عبر حدود بلاده مع فلسطين، وهذا هو كل شىء ولا يمكن اعتبار تلك خطة استراتيجية ولا خطة عمليات، والواقع أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى غياب الهدف الاستراتيجى، فالدول العربية التى قررت دخول الحرب غاب عنها الهدف الاستراتيجى، فالدول العربية التى قررت أن تدخل الحرب قبل أيام من بدء المعارك لم تكن تعرف بالضبط ماذا تريد، وكيف يمكن تحقيقه وبأية وسائل، ولا كيف يمكن لأى عمل على جبهة أن يتسق ــ فضلا عن أن يؤثر إيجابا ــ مع عمل جبهة أخرى».

 

لم تكن الجيوش العربية السبعة تربط بين مهامها خطة مشتركة فى الوقت الذى كان عليها أن تعمل فى مسرح واحد ضد عدو مشترك، وكانت مصر مترددة فى أمر الدخول فى حرب داخل الأراضى الفلسطينية، لأن قواتها لم تكن جاهزة لذلك، فالجيش لم يكن مستعدا لا تسليحا ولا تدريبا للدخول فى حرب نظامية، وهو الذى ترك ميادين القتال منذ حروب محمد على، وكانت قيادته صريحة فى إعلان ذلك لقيادتها السياسية، لكن الأخيرة أصدرت أوامرها بدخول الحرب، لتحقيق مهمة بدت غامضة وهى «الدفاع عن عرب فلسطين، وإعادة احترام المبادئ الخلقية العامة، والمبادئ التى قررتها الأمم المتحدة»، وكانت مهمة عمليات القوات المصرية هى العمل على الطريق الساحلى شمالا، وعليها حماية الساحل الفلسطينى بحرا وجوا.

 

دخول القوات المصرية فلسطين

كانت بداية التدفق المصرى على فلسطين من خلال قوة من المتطوعين، دخلت الساعة 6 من مساء 6 مايو 1948، بقيادة البكباشى أركان الحرب أحمد عبدالعزيز، عرفت باسم «القوة الخفيفة»، وكان قوامها 344 مصريا (أغلبهم من الإخوان المسلمين)، و279 ليبيا و45 تونسيا، علاوة على 112 جنديا من المدفعية المصرية، وبهذا يكون مجموعها الكلى 798 فردا تمركزوا حول خان يونس.

 

أما القوات النظامية المصرية النظامية فتشكلت تحت قيادة اللواء أحمد على المواوى، الذى دفع الكتيبتين الأولى والسادسة مشاه فى الساعة السادسة من صباح السبت 15 مايو 1948 للهجوم على مستعمرتى «الدنجور» الواقعة على مسافة 6 كيلومترات جنوب غرب رفح، و»كفار داروم»، اللتين تسيطران على محور المواصلات الرئيسى إلى غزة.

 

وكانت المشكلة الأساسية الى واجهت الأركان العامة الإسرائيلية حيال هذا الهجوم ــ بحسب اللواء حسن البدرى فى كتابه المرجعى «الحرب فى أرض السلام الجولة العربية ــ الإسرائيلية الأولى» ــ هى كيفية إغلاق محاور التقدم والحركة فى وجه القوات المصرية بصورة فعالة، ولتحقيق ذلك عمدت على نشر قواتها فى المنطقة الجنوية بما يكفل سيطرتها على الهيئات الحاكمة (تعبير يطلق على المرتفعات ذات القيمة الاستراتيجية) بالألوية الثلاثة المتوفرة وقتئذ، ونعنى هنا الألوية «كريانى» و«جعفاتى» (الهاجاناة) واللواء «النقب» (البالماح) التى خصصتها الأركان العامة للعمل فى جنوب غرب فلسطين، بالإضافة إلى تحصين المستعمرات الأربعين الواقعة على هذا الاتجاه الحيوى.

 

وبهذه الأوضاع اتخذت القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية شكل الدفاع مع تركيز الجهود الرئيسية فى العمق، إذا وقع على المستعمرات التى سبق انتخابها فى مواقع حاكمة أمر كسر حدة الهجوم المصرى، وتهديد أجنابه وخطوط مواصلاته بينما تأهبت الألوية الإسرائيلية فى الخلف للتحول إلى الهجوم المضاد العام بعد أن يفقد الهجوم المصرى وتيرته، وتطول خطوط مواصلاته ويستدرج إلى أرض من اختيار الأركان العامة الإسرائيلية، يتم عندها صده هناك تمهيدا لدحره.

 

ولتحقيق هذه الاستراتيجية الإسرائيلية استولت القوات الصهيونية على خطوط المواصلات الرئيسية فى هذا المحور، واحتلت مواقع حاكمة كثيرة، وبالرغم من ذلك اندفعت القوات المصرية عبر الحدود الدولية فهاجمت الكتيبة السادسة مشاه بقيادة العقيد جاد سالم مستعمرة نيريم (الدنجور) صباح يوم دفعها (15 مايو) وبدأت قصفها بالمدفعية فى الساعة 8.28 صباحا، كما اقتحمتها المشاه التى توقفت على بعد 150 متر من قلب المستعمرة لغزارة النيران التى صبها المدافعون على المهاجمين. وحدث نفس الشىء أمام «كفار داروم» التى هاجمتها الكتيبة الأولى المشاه بقيادة العقيد السيد طه، إذ أجبرت النيران الكثيفة التى أطلقتها القوات الصهيونية قواتنا على التوقف والارتداد، لكنها وبدعم من المدفعية استطاعت الهجوم على هذه المستعمرات، لكنها لم تطهرها بالكامل وواصلت خط سيرها فى اتجاه غزة.

 

وكانت المعاونة الجوية من سلاج الجو الملكى للقوات المصرية على أشدها منذ اليوم الأول للقتال، فهاجمت طائراتنا فيه «تل نوف» و»محطة ريدنج» و«مصنع منسى زكي» فى تل أبيب بثلاث طائرات، سقطت إحداها بفعل نيران لمدفعية الخفيفة المضادة للطائرات، وأسر قائدها النقيب محمود بركة.

 

وعادت الطائرات المصرية فهاجمت فى اليوم التالى مطارات «تل نوف» و«كفار سيركين» و»رامات ديفيد»، ثم قصفت «تل نوف» يوم 17 مايو للمرة الثالثة، كما هاجمت ميناء تل أيب ومعسكر «يونا» شمالها. ثم هاجمت يوم 18 تل أبيب مرتين، وألقت منشورات تدعو سكانها للتسليم.

 

معركة دير سنيد (19 ــ 24 مايو 1948)

استأنفت القوات المصرية سيرها فى اتجاه غزة، ووصلتها فى اليوم الثانى للقتال، ثم استأنفت التقدم شمالا يوم 19 مايو لتهاجم مستعمرة «يد مردخاي» (دير سنيد اليهودية)، ووقعت عند هذه المستعمرة المعركة الأولى بين القوتين النظاميتين المصرية والإسرائيلية، وترجع أهمية «دير سنيد» لأنها كانت المركز الرئيسى لتموين مستعمرات النقب، التى بلغ عددها وقتئذ 27 مستعمرة، منها 15 مستعمرة فى النقب الشمالى، وهو ما جعلها مثل الشوكة فى جنب أى قوة تحاول التقدم شمالا أو جنوبا على امتداد السهل الساحلى المحاذى لشاطئ البحر المتوسط، كما كانت تتحكم من موقعها المرتفع فى الأرض المجاورة، وفى الطريق الأسفلت المار إلى الشرق منها، والذى يصل غزة بحيفا.

 

ولأن هذه المعركة كانت أول صدام مسلح حقيقى يقع بين جيش مصر وجيش إسرائيل فى سجل صراعهما المعاصر، فقد كانت نتيجتها ذات فائدة عظمى على سير القتال وتطوره فيما بعد، إذ أتاحت لكل من الطرفين أن يعرف قوة خصمه فى قتال طويل نسبيا امتد لأكثر من 120 ساعة، واشتمل على أربع هجمات نشطة خرج كل طرف منها وقد ألم بحقيقة كفاءة خصمه فى الميدان.

 

وبدأت المعركة بتحرك الكتيبة الأولى المشاه بقيادة العقيد السيد طه من غزة فى السادسة من صباح يوم 19 مايو، مدعوما بوحدات مدفعية، قامت بقصف مركز على دير سنيد، ثم بعد ذلك اندفعت الكتيبة المدعمة ببعض السيارات المدرعة للهجوم على المستعمرة، وتمكنت إحدى سراياها من احتلال دشمة من الدشم الأمامية للمستعمرة، إلا أن كثافة نيران العدو وكثرة الدشم جعلت قائد الكتيبة يعطى أوامره بسحب القوتين إلى محلاتهما الأصلية، وأعاد الهجوم على المستعمرة مرة أخرى لكنه لم ينجح أيضا. أدركت القيادة أن هجوما ناجحا على هذه المستعمرة لابد وأن يتم بعد استطلاع جيد لها، ودراسة أسلوب العدو فى الدفاع عنها، كما تم تعزيز كتيبة المشاه ببعض العربات المدرعة التى ترفع من قدرات المشاه على اقتحام الدشم.

 

وفى يوم 23 مايو عاد الهجوم المصرى مرة أخرى، وواجهه العدو بنيران هائلة ولم تنجح الموجة الأولى فى الاستيلاء على المستعمرة وسقط شهداء مصريون أثناء الهجوم على دير سنيد، لكن القيادة أصرت على إنهاء أمر هذه المستعمرة، فقررت إعادة الهجوم ليل يوم 24 مايو، وتمكنت دبابة وبعض العربات المدرعة المصرية من فتح ثغرة وتقدمت لاحتلال دشمة، ودار اشتباك عنيف مع العدو، ومع بزوغ الفجر كانت المستعمرة قد سقطت فى أيدى الكتيبة الثانية المصرية، بعد أن انسحب العدو حاملا معه 40 جريحا وترك وراءه 26 قتيلا.

 

التقدم إلى المجدل

بينما كانت الكتيبة الثانية المشاه تركز الهجوم على دير سنيد صدرت الأوامر فى الساعة 8.30 يوم 21 مايو إلى الكتيبة الأولى المشاه وتحت قيادتها سرية من الآلاى الأول استطلاع بالتقدم على طريق جانبى إلى المجدل التى وصلتها واحتلتها دون مقاومة.

 

كما تابعت القوة الخفيفة بقيادة البكباشى أحمد عبدالعزيز اندفاعها إلى المحور الداخلى، فوصلت الخليل يوم 21 أيضا، ثم بيت لحم يوم 24، حيث أمنت الاتصال مع القوات الأردنية، وحقق اندفاع هذه القوة من بيت لحم غرضا ساسيا، كما دعم التعاون بين الفيلق الأردنى والجيش المصرى، وأمن جناحيهما وإن تسبب فى مد خطوط المواصلات بما لا يتفق مع حجم هذه القوة وجعلها هدفا لإغارات العدو المستمرة.

 

وفى يوم 24 مايو بينما كانت القوة الخفيفة تدخل بيت لحم، والكتيبة الأولى المجدل، احتلت القوات المصرية عراق سويدان، فسيطرت بذلك على كافة الطرق المؤدية إلى المستعمرات الإسرائيلية فى النقب، التى زاد من عزلتها نجاح القوة الخفيفة فى قطع مواصلاتها بالقدس عند بير السبع والخليل وبيت لحم. وتوالى وصول القوات المصرية إلى الجبهة بعد أن أصبح تقدمها فى اتجاه الطريق الساحلى دون تأمين جنبها الأيمن معرضا للخطر بعد أنباء عن أن العدو يحشد قوات شرق المجدل وعراق سويدان، ووصل مجموع القوات إلى لواءان من المشاه.

 

الزحف إلى أسدود

المهمة التالية للقوات المصرية كانت التقدم لاحتلال أسدود تلبية لطلب القوات الأردنية، وذلك لتخفيف الضغط الإسرائيلى الواقع عليها فى منطقة باب الواد، ولهذا تحدد الخط العام (أسدود – قسطينة) كهدف يجب الصول إليه فى الوقت الذى يحدده قائد القوات المصرية اللواء المواوى.

 

وفى الساعة الثالثة من صباح يوم 29 مايو صدر الأمر الإنذارى إلى مجموعة اللواء الثانى (كان يتكون من الكتائب الأولى والثانية والتاسعة المشاه) بقيادة العميد محمود فهمى نعمة الله، للتحرك اعتبارا من الساعة التاسعة من نفس اليوم نحو أسدود، على أن تبقى الكتيبة الأولى المشاه فى المجدل، والكتيبة السادسة المشاة فى غزة لتأمينها، بينما تتحرك الكتيبة السابعة المشاة التى وصلت حديثا إلى منطقة دير سنيد لتأمينها. ووصلت القوات المصرية إلى شمال أسدود بنحو 4 كيلومترات، واحتلت مواقع دفاعية، ووصلت مقدمة القوات (الكتيبة التاسعة وبعض وحدات الدعم) ظهر نفس اليوم، بعد أن عرقل تقدمها بعض الألغام التى طهر الطريق منها المهندسون العسكريون، فضلا عن أن الكتيبة الثانية (وكانت القوة الأساسية التى ستقوم بالمجهود الرئيسى) فى أثناء تحركها فى اتجاه هذه المدينة اصطدمت بنيران رشاشات مستعمرة «نيتسانيم» عند مرورها بمحاذاتها فاشتبكت معها بعض الوقت ثم واصلت تقدمها حتى دخلت أسدود فى السادسة مساء دون مقاومة.

 

وقبل أن تجهز القوات أماكنها أغارت عليها ثلاث طائرات إسرائيلية، لكن قواتنا نجحت فى إسقاط اثنين منها، وأجبرت الثالثة على الفرار.

 

وفى اليوم التالى هاجمت طائرتان للعدو مواقعنا الدفاعية، وتمكنت المدفعية المضادة للطائرات من إسقاط إحداهما، وكانت من طراز «مسر شميدث»، وبالإضافة إلى ذلك نجحت مجموعة اللواء الثانى فى أسدود من صد هجوم مضاد قامت به عناصر من اللواء الإسرائيلى «جفعاتى»، ومعها كتيبة من «الأرجون» ورتل عربات جيب من اللواء «النقب»، وأجبرت العدو على الارتداد غير المنظم، تاركا قتلى وجرحى خلفه، ولما أعاد الكرة فى صباح اليوم التالى دحرته قواتنا وكبدته خسائر فادحة. وبهذا أصبح الموقف العام على الجبهة المصرية فى جنوب فلسطين مطلع شهر يونيو 1948 أى بعد 15 يوم قتال كما يلى:

 

ــ وصل خط الجبهة أو المجهود الرئيسى لقواتنا إلى أسدود ــ المجدل ــ عراق سويدان. ــ وصلت القوة الخفيفة بقيادة أحمد عبد العزيز إلى بيت لحم.

 

- أصبح المحور الرئيسى لتحرك وإمداد القوات المصرية يعتمد بالدرجة الأولى على طرق رفح – المجدل – ويسير بحذاء خط السكة الحديد.

 

ــ تركزت أماكن تهديد هذا المحور فى مستعمرات «الدنجور» مقابل رفح، و«كفار داروم» مقابل دير البلح، و«بئيرون اسحق نير عام» مقابل غزة، ثم «نيسسانيم» الواقعة بين أسدود والمجدل، ويتضح من هذا الخط أن أن خطوط المواصلات المصرية أصبحت طويلة أكثر من اللازم، فضلا عن أنها مهددة كما بينا، وهو ما دعا قائد القوات اللواء المواوى إلى المسارعة إلى طلب استكمال مرتب قواته من الأسلحة والحملة الميكانيكية كى يتمكن من التحرك، وتأمين خطوط مواصلاته من هجوم العدو، وكانت قد تنضمت إليه قوة سودانية وأخرى سعودية فى اليوم السابق، فضلا عن كتيبة مدرعة.

 

احتلال خط المجدل ــ الفالوجا ــ بيت جبرين ــ الخليل

طلبت القيادة العامة المصرية يوم 2 يونيو 1948 من قيادة القوات بفلسطين احتلال خط المجدل ــ الفالوجا ــ بيت جبرين ــ الخليل، وكذلك أسدود قسطينة، وكان واضحا أن الهدف هو فصل المستعمرات الجنوبية بالنقب عن شمال فلسطين، لإرغام المستعمرات على الاستسلام بعد منع الامدادات عنها.

 

وصدرت الأوامر إلى الكتيبة الأولى بالتقدم شرقا لاحتلال الفالوجا وبيت جبرين، وبذلك اندفعت القوات شرقا لمسافة 40 كيلومترا، من المجدل واحتلت المواقع الرئيسية قبل أن يتمكن العدو من احتلالها، كما قامت بعض الوحدات باحتلال «دير نحاس» و«ترقومية» بعد أن طردت العدو منها، ثم واصلت تقدمها صوب «الخليل»، حيث تم الاتصال بين المجدل والخليل.

 

تبقى معركة مهمة قبل إعلان الهدنة يوم 11 يونيو وهى معركة «نيتسانيم»، التى كانت نقطة ارتكاز مهمة يدفع العدو منها قواته للهجوم على قواتنا فى أسدود، لذلك وضعت خطة لمهاجمتها واحتلالها للقضاء على التهديد الذى تمثله لوحداتنا وذلك يوم 7 يونيو، وانتهت المعركة باحتلال قواتنا لها بعد قتال مرير مع العدو المتمركز فى هذه المستعمرة المهمة.

 

الهدنة الأولى 11 يونيو ــ 7 يوليو 1948

رغم وصول مراقبى الهدنة إلى المسرح للوقوف بين الأطراف المتصارعة ومنعهم من كسب اية مزايا خلال الهدنة، وخاصة فيما يتعلق بتدعيم قواتهم أو تهريب أسلحة ومعدات إليها من الخارج، فإن إسرائيل بفضل ما اكتسبته من خبرة سابقة فى هذا المضمار منذ أيام الانتداب البريطانى على فلسطين نجحت فى استيراد كميات وفيرة من الأسلحة والذخائر والدبابات والطائرات المتطوعين تحت سمع وبصر هؤلاء المراقبين وبصرهم.

 

وعلى الجانب الآخر أشرف المخزون الاستراتيجى العربى من الأسلحة والذخائر والمعدات على النضوب، وباءت محاولات استيرادها من الخارج بالفشل، لوقوف المنظمات الصهيونية لإرهابية لها بالمراد فى موانئ ومطارات أوربا وأمريكا، وتخريب أية وسيلة نقل تجرؤ على مد يد العون للعرب، علاوة على امتناع كافة الحكوات الأجنبية عن السماح لهم بشراء أى سلاح أو طلقة رصاص واحدة.

 

وهكذا تحول الموقف فى المسرح نتيجة ما سبق إلى مصلحة إسرائيل بصرة حادة، وظهرت بوادره فجأة بمجرد استئناف القتال يوم 8 يوليو، عندما أطلقت إسرائيل طائراتها «السبيتفاير» و«المسر شميث 109» و«الهارفارد»، والقلاع الطائرة (B 17) ف سماء المسرح، ودفعت الدبابات الجديدة للقتال.

 

وقفز حجم قواتها المسلحة إلى 106 آلاف مقاتل بينما قوات العرب مجتمعين لا تتجاوز 31 ألف مقاتل، وكانت نسبة تفوقها علىيهم مجتمعين تصل إلى 3.4 : 1، عندما بدأت القتال فى المرحلة الرابعة.

 

استئناف القتال: 8 ــ 18 يوليو

لم تكد الهدنة الأولى تنتهى ويبدأ القتال من جديد، حتى سلمت القوات الأردنية مدينتى اللد والرملة إلى القوات الإسرائيلية بعد معركة صورية، وتغير الموقف العسكرى لصالح إسرائيل، وساء موقف القوات المصرية بجبهة النقب وجبهة القوات الأردنية بوسط فلسطين.

 

وكان من أبرز العمليات العسكرية التى خاضتها القوات المصرية خلال تلك الفترة، عملية «بيت داراس»، الواقعة جنوب شرقى أسدود، وكان للعدو نشاطا مكثفا فيها، وتم تكليف كتيبة مشاه مصرية مدعومة بسرية سودانية بالهجوم عليها، ونجحت السرية السودانية فى تحقيق مهمتها بالاستيلاء على هذه المنطقة، وكان الاتفاق أن يطلق قائد السرية طلقة خضراء عن الانتصار، فتندفع الكتيبة للتعزيز، لكن القائد على عكس ذلك أطلق طلقة حمراء بالخطأ، فقصفت المدفعية المصرية الموقع باعتبار أن القوة السودانسة فشلت فى مهمتها، وهو ما اضطر القوة السودانية للارتداد تحت وطأة القصف المصرى، وعاد العدو للاستيلاء على المنطقة بعد انسحاب السودانيين. هناك أيضا عملية «كوكبا والحليقات» أيام 8 و9 يوليو، وكان الهدف منها تأمين بلدة «بيت طيما» الواقعة جنوب المجدل، والتى يتمركز فيها مقاتلون سعوديون، بعد أن نما إلى علمها أن تحركا للقوات الإسرائيلية فى اتجاههم قد أوشك من كوكبا، فتم دفع سرية سعودية تت قيادة ضباط مصريين من الكتيبة الثانية المشاه، وتم تطهير البلدة واحتلال التباب المحيطة بها.

 

وفى يوم 9 يوليو نجحت القوات المصرية فى الاستيلاء على مستعمرة «كفار ديروم»، التى كانت تقع على طريق رفح- غزة، أمام دير البلح، وبذلك تم تأمين الطريق من رفح إلى غزة.

 

وحدثت معارك كبيرة فى بلدة «بيت عفة» فهاجمتها القوات المصرية يوم 15 يوليو، لكنها لم تحقق إلا نجاحا جزئيا، وشن العدو بعد ذلك هجوما مضادا على القوات المصرية، وأخترق خطوطها ودخل هذه البلدة لكن قواتنا نجحت مع أول ضوء فى يوم 18 يوليو فى استعادة أوضاعها وتطهيرالبلدة من العدو.

 

العمليات فى منطقة الفالوجا

منذ أن احتلت القوات المصرية خط المجدل ــ عراق سويدان ــ الفالوجا ــ بيت جبرين ــ الخليل فى 3 يوليو بقصد فصل المستعمرات الشمالية للإسرائيليين عن مستعمراتهم الجنوبية فى النقب، والقوات الإسرائيلية تحاول اختراق هذا الحصار، واحتلال نقط حيوية تشرف على خطوط مواصلاتهم نحو الجنوب بقصد حماية هذه الخطوط، وتحويل أنظار المصريين عن القطاع الساحلى، ومنع أى تقدم آخر فيه.

 

وفى التاسعة والنصف مساء يوم 17 يوليو بدأ هجوم العدو على قرية «كراتيا» شمال غرب الفالوجا، وتشرف على الطريق الرئيسى المجدل- الفالوجا- بيت جبرين- الخليل-، واتجهت قوة مدرعة للعدو إلى غرب مطار الفالوجا، ثم عبرت الطريق الرئيسى المتجه جنوبا فى منتصف المسافة بين لفالوجا وكراتيا، ووصلت إلى نقطة تبعد حوالى 1000 متر جنوب غرب كراتيا وهاجمت من هذا الاتجاه.

 

وهجمت قوة أخرى للعدو على الفالوجا، وهى من النقاط الحيوية على طريق المجدل ــ الخليل، حيث تتحكم فى هذا الطريق وتشرف على الطريق المتجه إلى بئر السبع، وتتحكم فى المطار الواقع إلى الشمال منها، واشتبكت قواتنا مع قوات العدو المتفوقة من اتجاه القطاع الشمالى والغربى، وعند الفجر انسحب العدو إلى مستعمرة «جامت»، أما كراتيا فقد سقطت فى أيدى العدو يوم 18 يوليو، وقررت القيادة المصرية استرادها، وبدأت المشاه المصرية هجومها فى العاشرة صباح 18 يوليو، خلف الدبابات ولم تتمكن من اقتحام الأسلاك الشائكة، ونحو الساعة الخامسة صدرت الأوامر بإيقاف إطلاق النار تنفيذا لقرار الهدنة الثانية. لكن العميد محمد نجيب قائد اللواء الرابع المشاه لم يقبل ترك الأمور تسير وفق مشيئة الأركان العامة الإسرائيلية بهذا الشكل، فصمم على قفل الممر الدى فتحته قواتها فى الجبهة لتموى مستعمراتها الـ27 التى أشرفت على الاستسلام، فأمر بإعادة احتلال سلسلة التباب جنوب كراتيا، والتى تمتد من جنوب عراق سويدان حتى مسافة كيلو متر واجد غرب الفالوجا، ثم راح يمهد طريقا تبادليا لقواته خلف هذا الخط ليصل المجدل بالفالوجا بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على الطريق المرصوف نتيجة احتلال كراتيا.وعندما أتمت سريتا الكتيبتين التاسعة والسادسة احتلال هذه التباب ليلتى 18 و19 يوليو أغلقت الممر فى وجه القوافل اليهودية إلى مستعمرات النقب مرة أخرى، ثم أعاد العميد محمد نجيب تنظيم الخط الدفاعى وتعزيزه، ويلاحظ أنه فى هذه الفترة من القتال بدأ العدو يتبادل زمام المبادأة مع قواتنا، التى احتكرتها طوال الفترة الأولى من الحرب.

 

فترة القتال الثالثة (15 ــ 31 أكتوبر)

استمرت الهدنة الثانية من يوم 18 يوليو ــ 14 أكتوبر، حاول فيها كل طرف تعزيز موقفه، وعندما تم استئناف القتال بتدبير إسرائيلى مفتعل، بدأت فترة القتال الثالثة التى استمرت 17 يوما، أخذ فيها العدو زمام المبادأة اشتملت على 3 عمليات هجومية إسرائيلية منها عمليتان على الجبهة المصرية، هما اعملية الرئيسية «يوآب»، والعملية «هاهار»، أما العملية الثالثة فهى «حيرام»، فقد وجهت ضد جيش «الإنقاذ» العربى فى منطقة الجليل شمال فلسطين. وتعتبر العملية «يوآب» من أهم تلك العمليات وأخطرها، والتى حشدت لها القيادة الإسرائيلية معظم قواتها الضاربة بعد أن سحبت تلك القوات من أمام الجبهات الأخرى لتحقيق التفوق المطلوب، لحسم الموقف على الجبهة المصرية قبل تدخل مجلس الأمن لإيقاف القتال.

 

وطبقا لرواية «إيجال آلون» قائد المنطقة الجنوبية آنذاك كانت العملية «يوآب» تهدف إلى طرد المصريين من النقب نهائيا بعد تفتيت الجبهة والسيطرة على عقد المواصلات فى النقب، التى انت فى أيدى المصريين.

 

إلا أنه يبدو أن القيادة الإسرائيلية لم تقدر بشكل كاف صلابة المقامة التى واجهتها أمام الدفاعات المصرية، والتى عطلت عملية الاختراق أمام عراق المنشية فى شرق الجبهة وعراق سويدان فى غربها، وصمود هذه الدفاعات رغم الهجمات البرية والجوية الإسرائيلية المستمرة، وقيام قوات الفالوجا بالهجمات المضادة الناجحة، مما أوقع بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة. وعلى الرغم من هذه المقاومة إلا أنه بانتهاء فترة القتال الثالثة كانت القوات المصرية بالفالوجا قد حوصرت من جميع الجهات، كما نجحت القوات الإسرائيلية فى ضغط القوات المصرية جنوبا وتجزئتها إلى ثلاثة قطاعات منفصلة كالتالي: القطاع الساحلى (أسدود ــ رفح)، والقطاع الأوسط (عراق المنشية ــ الفالوجا ــ عراق سويدان)، والقطاع الداخلى (بيت لحم ــ الخليل)، وهو ما وضع قوتنا فى مواقف بالغة الصعوبة.

 

فترة القتال الرابعة

(22 ديسمبر 1948ــ 7 يناير 1949)

بعد أن ضمن الجيش الإسرائيلى وقوف الجيوش العربية داخل حدودها، ركز كل قواته على الجبهة المصرية لإحراز نصر حاسم، ووضعت القيادة الإسرائيلية عدة خطط لتطويق الجيش المصرى فى عدة جبهات، ومهد العدو لذلك بالاستيلاء على «تبة الشيخ نوران» ومحاولة الهجوم على «التبة 86»، والهجوم على العسلوج والعوجة وأبوعجيلة، ومحاولة الوصول إلى العريش، كما حاول الهجوم على رفح لقطع طريق مواصلات القوات المصرية، وتصدت القوات المصرية لهذه المحاولات لإفسادها.

 

وتقرر فى 11 نوفمبر تعيين اللواء أحمد فؤاد صادق قائدا للقوات المصرية بدلا من اللواء أحمد المواوى، الذى كان يطيع كل ما يطلب منه من جانب القيادة فى القاهرة، دون مراعاة موقفه على الجبهة.

 

فى 22 ديسمبر هاجم العدو «التبة 86» الحاكمة بهدف قطع المواصلات ومنع وصول أى إمدادات إلى القوات المصرية، لكن القوات المصرية شنت هجوما مضادا ناجحا صباح اليوم التالى، ونجحت فى استرداد التبة من العدو.

 

وهاجمت مشاة العدو المواقع المصرية، واستمر تبادل المواقع خلال يومى 25 و26 ديسمبر، وتدخلت قوات العدو الجوية، وانتهت المعارك باستيلاء إسرائيل على العوجة يوم 27 ديسمبر 1948. وقام العدو يوم 27 ديسمبر بقطع خطوط السكك الحديدية والطريق بين رفح والعريش عند نقطة بير العبد فى مساحة 800 متر فى 48 موقعا بواسطة جماعات تسللت من البحر، وأعادت القوات المصرية إصلاحها. واحتلت قوات العدو منطقة أبوعجيلة ووصلت طلائعها إلى منطقة بير لحفن مفتاح العريش وعلى بعد 15 كيلومترا منها، وهاجمت الطائرات المصرية العدو فى المنطقة بين أبوعجيلة وبير لحفن وأوقفت تقدمها، وتمكنت قوات معادية من احتلال مطار العريش وزرعت ألغام به ودمرته. وحققت القوات المصرية نجاحا عندما صدت العدو وأرغمته على الارتداد شرقا وإخلاء أبوعجيلة.

 

وفى صباح 5 يناير نجح العدو فى التسلل واحتلال موقع العوجة الواقع جنوب تقاطع الطريق (العريش ــ غزة ــ العوجة ــ رفح) بحوالى كيلو متر واحد، واستردت قواتنا الموقع مساء اليوم نفسه، واستمرت المناوشات حتى تم إيقاف النار، وبدأت فى رودس يوم 13 يناير 1949 مفاوضات الهدنة بين الوفدين المصرى والإسرائيلى للوصول إلى هدنة عسكرية، وتم التوصل لاتفاق فى 24 يناير، وبناء على هذه الاتفاقية انتهى حصار الفالوجا ووصلت طلائع القوات إلى غزة ورفح يوم 26 فبراير، ونجحت إسرائيل فى التخلص من صداع القوات المصرية التى كانت على مشارف القدس وتل أبيب فى المرحلة الأولى من الحرب، بسبب نقص العتاد والرجال على الجبهة المصرية، وتدفق المتطوعين الهيود ممن لديهم خبرات قتال عالية اكتسبوها على جبهات القتال فى الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن إمداد الدول الكبرى إسرائيل بأحدث الأسلحة.

 

اللواء عبدالمنعم خليل يتذكر مع «الشروق» يومياته فى حرب 1948

 

قصة أول ضابط مصرى ينال الشهادة على الأراضى المقدسة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك