«ثنائي العود» .. أصابع تتوحّد للعزف على آلة عود واحدة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ثنائي العود» .. أصابع تتوحّد للعزف على آلة عود واحدة

غسان ودينا
غسان ودينا
حوار: هدير الحضري
نشر في: الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 9:04 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 9:31 م

- دينا عبد الحميد: العزف مع زوجي غسان على آلة عود واحدة أمر شديد الصعوبة.. وأحتاج الكثير من التمرين

- العود له جمهوره من كل الأعمار حتى الأطفال.. وعلى الناس الاستماع إلى كل أنواع الموسيقى

فوق خشبة المسرح يجلسان بكتفين متلامستين، أصابعهما تتوحد سويًا لتطلق موسيقى ذات سحرعجيب من آلة واحدة، موسيقى تحاول الوصول إلى الروح بلا حواجز أو عقبات.

«بوابة الشروق» التقت بعازفة العود دينا عبد الحميد، التي صنعت هي وزجها فنان العود السوري غسان اليوسف تجربة فنية جديدة وهي العزف كثنائي على آلة عود واحدة، حتى أصبح لهما جمهورهما الذي ينتظر الموسيقى الخاصة بهما.. الكثير والكثير يكشفه الثنائي في حوارهما مع «بوابة الشروق» فإلى نص الحوار:

كيف خطرت لكما فكرة العزف سويًا على عود واحد؟

الفكرة الأولى خطرت لنا أثناء أحد تمريناتنا على العزف، كنا نتمرن سويًا كثيرًا زوجي غسان يقوم بتأليف مقطوعات مختلفة ثم نتمرن على عزفها، أحدنا يقوم بعزف موسيقى الميلودي والآخر يعزف موسيقى الهارموني، الأولى تعني الموسيقى الثابتة والثانية هي الموسيقى التي تصاحبها وتكملها وتجعل منها سيمفونية، فيشعر من يسمعها بإشباع موسيقي.

بدأت أمسك رقبة العود بيدي اليسرى والأوتار المضغوطة، فيما يلعب غسان بالريشة على الأوتار المطلقة. وهو مجهود مضاعف لأنه في الوضع العادي على العازف أن يمسك الريشة بيده اليمنى ويضغط على الأوتار في نفس الوقت لينتج نغمة كاملة.

لكن هل وجدتما العزف سويًا على آلة واحدة أمرًا بسيطًا؟

في البداية اعتقدنا أن الموضوع بسيط ولكننا اكتشفنا أنه شيء صعب جدا، لأننا حين نعزف الموسيقى نستخدم الجزء العضلي والعصبي في جسم الإنسان، حيث يقوم المخ بتوجيه الإشارات إلى العضلات لتنفذ الأوامر، أي أن الوتر يقوم بتوجيهه جزء منك، وجزء آخر من شخص آخر. الأمر يشبه قيادة السيارة، كأن شخصا يضغط على دواسة الوقود وشخص آخر يقوم بالقيادة، لذلك فهو صعب جدًا.

وأعتقد أننا أول من استطاع العزف كثنائي على آلة واحدة، ولم أر أحدًا يفعلها من قبل.

إذًا.. متى كانت المرة الأولى التي عزفتما فيها ؟

بدأنا تقديم العزف المشترك في الحفلات للجمهور عام 2004 تقريبًا، كانت انطلاقتنا الأولى مع صندوق التنمية الثقافية، ثم قدمنا حفلات في دار الأوبرا وفي ساقية الصاويـ وانتشرت الفكرة «ثنائي العود»، ثم بدأت تأتينا دعوات من خارج مصر لمهرجانات مختصة بآلة العود، وكنا نمثل بلادنا فيها أنا أمثل مصر وغسان يمثل سوريا.

قمنا بعدة حفلات خيرية، كما سنخصص حفلنا القادم لدعم صندوق «تحيا مصر».

أسماء مؤلفاتكما تشي بأن لكل قطعة قصة خاصة؟.. هل هذا صحيح؟

بالطبع.. لكل قطعة موسيقية من مؤلفاتنا قصة خاصة، مثلا مؤلفة «لونجا دينا» لها قصة، فلونجا تعني قالب موسيقي سريع يبرز مهارة العازف، وهي على مقام في الموسيقى الشرقية يسمى الحجاز كار، وعندما أخذت أشرح للبعض ذلك، قالوا لي سنسميه (لونجا دينا)، تيمنا بمقطوعة ألفها رياض السنباطي وحملت اسمه.

ومقطوعة «أنس الوجود» تعود تسميتها إلى قصة حدثت في معبد فيلة، حين أحب السلطان إحدى الجواري واسمها أنس الوجود، وحكى عنهما الشاعر أحمد شوقي في قصيدته، ومن حبي لهذه القصة سميت المقطوعة بهذا الاسم، لأنها تحاول توصيل حالة من السمو الروحي.

وهل يؤثر التوافق بينكما على الحالة التي تعزفونها؟

طبعًا.. لا بد من وجود تفاهم موسيقي وحسي وإنساني بين الموسيقيين الذين يعملون سويًا، فمثلا لو كان هناك شخص منهم مزاجه سيئ فسيظهر ذلك في العرض، ولهذا يوجد مايسترو ليبث لجميع الموسيقيين روح العمل.

أنا وغسان لا نصعد إلى المسرح إلا بعد تشرب روح العمل الذي نؤديه، ومعرفة إذا كان يتطلب الانطلاق، أو روح الخشوع والمناجاة أو غيرها.

وما دور الموسيقى في تغيير المناخ السائد الآن؟

الموسيقى أداة مهمة جدًا لبث الروح والحب والطموح والأمل، نحن الآن نعيش في حالة من انتشار العنف والمشاعر الجافة والأمراض الأخلاقية، ولكن ذلك طبيعي جدًا لأن جميع الشعوب تمر بمنعطفات كثيرة، وحين يصلون إلى قمة الهرم لا بد أن يعودون إلى قاعدته.

ولا شك أن الموسيقى ستساعد الناس على التصالح والشعور بالسلام، لأنها لغة تصل إلى الإنسان مباشرة «لو واحد مصري وألماني وباكستاني اتكلموا مع بعض مش هيهفهموا بعض، ولكن لو سمعوا موسيقى كلهم هيفهموها». ولكن يجب أن تكون هناك جهات تعمل على نشر الموسيقى والتوعية بالحفلات والأماكن التي تتواجد به لتساعد على انتشارها.

وكيف تقيمين درجة الاهتمام بفن العود الآن في مصر؟

العود آلة فرعونية قديمة، والجمهور يحب موسيقى العود وهناك فئات كثيرة تحضر حفلاتنا من كبار السن والشباب والأطفال. هذا فضلاً عن أننا نقدم موسيقى العود بطريقة أداء شبابية بجانب التراث، كما أننا نضيف أحيانًا آلات جديدة.

وأؤكد مرة أخرى أن الإعلام له دور في نشر الموسيقى بمختلف أنواعها.

هل استطاعت فنون الموسيقى الحديثة أن تقلص من المساحة الموجودة للعود؟

لا أبدًا، لأن أغلب جمهور العود من الشباب، كما يجب على الناس تبادل الأفكار والثقافات لإثراء الثقافة وجعلها خصبة، ويجب عليهم أن يسمعوا كل أنواع الموسيقى وعدم الاتجاه إلى نوع معين.

شاهد أحدعروض دينا وغسان:



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك