خبراء نفسيون: «الشخصية الداعشية» جاهلة جوفاء وتعاني من ضحالة فكرية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبراء نفسيون: «الشخصية الداعشية» جاهلة جوفاء وتعاني من ضحالة فكرية

عرض مسلح لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية – صورة أرشيفية
عرض مسلح لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية – صورة أرشيفية
أحمد عبدالحليم:
نشر في: الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 2:13 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 أغسطس 2014 - 2:14 م

عبدالله: ضحالة الفكر أوصلت الشباب إلى فقه «رصاصتين وهتروح الجنة مع الحور العين»

فخرى: «الداعشى» فريسة للذات الطفولية ويسبح فى عالم الخيال

عرض مسلح لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية – صورة أرشيفية

أكد خبيران فى الطب النفسى، أن "المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، يعانون من ضحالة فكرية وانعدام الثقافة بأمور الدين والدنيا، فضلا عن أنهم يبحثون عن أى دور أو هوية فى مجتمع رفضوا قبول الرأى الآخر فيه، وأن نظرتهم للحياة غير واقعية، تدفعهم يسبحون فى عالم من الخيال.

وقال الدكتور أحمد عبدالله، استشارى الطب النفسى، إن مكونات «الشخصية الداعشية»، هى نتاج لعدة مكونات مترسخة فى تركيب شخصية الشباب المصرى، وأبرزها «الضحالة الشديدة فى الفكر والثقافة والدنيا والدين»، خصوصا أن النسبة العامة لمعرفة الشباب المصرى بـ«تسيير الأمور اليومية للخلق والدولة هى تحت الصفر».

وأضاف عبدالله لـ«الشروق» أن روافد معرفة الشاب المصرى هى «قشور من الدين والعلم والمعرفة»؛ نتيجة سماع عدة خطب أو قراءة مقالات، دون تحصيل أى معرفة حقيقة أو قوية فى أمور «الدنيا والدين»، ما يجعل معرفته عن العالم ضعيفة ومتواضعة، ومن هنا يسهل «تجنيده» لأى اتجاه بشكل عام.

ويوضح أن الانطباع الواصل لأغلب الناس أن هناك فشلا عاما مجتمعيا وعريضا، وفشلا على المستوى الشخصى، وفشلا على مستوى الدولة، وآخر مجتمعى متراكم ومترسخ، يدفع «البعض» إلى استلهام النماذج الأصيلة بالعودة إلى «السلف الصالح» تتضافر مع الضحالة الفكرية، وغياب أى وصفة أو طريقة لتعديل الأوضاع، فيلجأ الشخص إلى «التبسيط والاستسهال» على فقه «رصاصتين وهتبقى فى الجنة مع حور العين»، وهو ما يعنى تعامله مع حياته بمنتهى التبسيط والاستسهال، «نروح ونموت وندخل الجنة».

وأكد أن هؤلاء الشباب يتحركون وفق تصورهم أنهم يكافح ويواجهون «الكيد العالمي» دون أن يدروا أو يمتلكوا الرؤية والقدرة على إدارة «دولة» وتسيير «أمور المعيشة اليومية»، واصفا ما يجرى بأنه شغل «بدائى وتعبان» بدون الدخول فى تفاصيل، مع الوضع فى الاعتبار «تهويلات» الميديا والإعلام، إلا أنه لا يستطيع أحد أن ينفى عنهم سمة «الفشل» رغم كل ما حققوه من مكسب سريع.

وأضاف، أنه بعد الربيع العربى تراجعت القاعدة بعد أن نزلت الأمة بالجماهير للشارع فى مشهد صادم للجميع، إلا أن فشل هذه الطلعة وتداعياتها بعد انفجار أحلام الشباب فى الموسيقى والجرافيتى والغناء والسياسة، ثم بعد فشل تحقيق المراد، لجأوا إلى الاستسهال بمنطق «الدنيا مش نافعة نشوف الآخرة بقى».

واعتبر عبدالله أن الفشل الداخلى والنقص فى الدراية والإحساس الشديد بالفشل والإحباط والخراب وانهيار الحلم، وهى فى الأساس تصورات غير دقيقة وتحتاج إلى مناقشة؛ لأن سقف طموحات الشباب كان مجرد أمانى بعيدة عن الواقع تماما، ما ضيق خيارات الشباب ما جعل بعضهم يفضلون السفر إلى سوريا لـ«الجهاد» ونيل الشهادة وفق تصورات بعضهم.

من جانبه قال الدكتور أحمد فخرى، استشارى علم النفس بجامعة عين شمس، إن المستوى الاجتماعى والاقتصادى ليسا حاكمين وحدهما فى تحديد ملامح هوية «الشخصية الداعشية»، وإنما هناك دور كبير جدا للمحاضن التربوية التى يمر بها الإنسان منذ ولادته فى تشكيل الهوية، مثل غياب الأب والأم عن دورهما الطبيعى والفعال فى التربية والتنشئة وكذلك المناهج التعليمية التى لا تخلق إبداعا ولا تنمية، وإنما تعتمد على الحفظ والصم والتلقين، لأن الشخصية غير المبدعة والعاطلة تصل بعد فترة إلى الإحباط واليأس وفقد الأمل، ما يجعلها تجازف من أجل «الخلاص» من حياة مملة وروتينية، لأن المحبطين تستهويهم الأفكار والرغبات غير الواقعية.

وأضاف أن العامل الدينى مهم جدا فى الاستقطاب خاصة لشخصيات تبتعد فى حياتها عن السياق العام، وتنعزل اجتماعيا، بالإضافة إلى تراجع دور «القنوات الشرعية» فى شرح وتقديم المناهج الصحيحة.

وأوضح فخرى أنه يمكن استخلاص ملامح «الشخصية الداعشية» بأنها تبحث عن دور أو هوية فى المجتمع، بعيدا عن شخصيتها «المخوخة» من الداخل، بالإضافة إلى نظرتها غير الواقعية للحياة ما ينقلها إلى السباحة فى عالم الخيال، كما أنه يتميز بصعوبة التفاوض وقبول الرأى الآخر فى النقاشات أو التفاوض، انطلاقا من قناعته ب«التسلطية» فى فرض الرأى، ما يجعله فريسة ل«الذات الطفولية» والخلل النفسى الناتج عنها فى الرغبة فى التمرد على كل ما هو خارجى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك