تضاربت المواقف والتصريحات داخل التحالفات الانتخابية، بعد قرار الهيئة العليا لحزب الوفد برفض الانضمام لأي تحالفات أو فتح الباب للدخول ضمن تحالف الوفد المصري، رغم خوض رئيس الحزب السيد البدوي، سلسلة من المشاورات مع شخصيات عامة ورؤساء أحزاب لتشكيل جبهة مدنية واحدة.

أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد قال لـ«الشروق»، إن عددا كبيرا من الأحزاب، طلب من الوفد الانضمام لتحالفه، إلا أن «الوفد المصرى»، رفض، مرجعا هذا الموقف لمسألة المحاصصة التى ستتم، بشأن نسبة مرشحى كل حزب داخل التحالف، والخلاف المنتظر أن يثور حولها فى ظل إصرار كل عضو بالتحالف على الحصول على مقاعد متقدمة فى النسبة المخصصة للانتخاب بنظام القوائم.

وأضاف «عودة»، أن جميع الأحزاب التي طالبت بالانضمام، رفضت مسمى الوفد المصرى، وطالبت باستبداله بمسمى «تحالف الأمة المصرية»، حال الاندماج معا، وهو ما دفع أعضاء عليا الوفد للرفض بشكل قاطع الاندماج والتخلي عن مسمى «الوفد المصرى».

من جانبه، قال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا للحزب، فى تصريحات خاصة، لـ«الشروق»، إن الحزب عليه أن يبدأ فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية، وإنه لا مجال لاندماج أي تحالف مع الوفد المصري، في ظل ضيق الوقت.

وأضاف «حسان»، أن الحزب يستعد الآن للانتخابات البرلمانية بنظاميها «الفردي والقائمة»، وبدأ الإعداد لذلك، على أن يعقد اجتماع للتحالف يوم الأحد المقبل، لاستكمال باقى أعماله، مشيرا إلى أن الوفد المصرى لا يمانع من التنسيق بشكل عام مع كافة التحالفات الأخرى.

من جهته، اعتبر عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، قرار الهيئة العليا لحزب الوفد برفضه المشاركة فى تحالف انتخابى مع أحد، فشلا جديدا للتيار المدنى في مصر، واصفا الأمر بفشل مفاوضات الجولة الأولى من توحيد التيار المدني.

وأرجع «شكر»، في تصريحات لـ«الشروق»، سبب القرار المفاجئ من الهيئة العليا لحزب الوفد، بعد 24 ساعة، من نجاحهم فى إقناع نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، بخوض الانتخابات بقائمة مدنية موحدة، إلى وجود جناح قوى داخل الحزب الليبرالى لديه قناعة بأنه قادر على خوض الانتخابات بمفردهم، لضمان أكثرية برلمانية.

وتابع رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الخريطة الانتخابية متطورة، ومن الوارد انسحاب «الوفد المصرى» ولكننا لن نيأس وسنكرر المفاوضات مع حزب الوفد، قبيل إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسى قانون تقسيم الدوائر.

وأكد مصدر لـ«الشروق»، أن «البدوى» شارك أمس، فى اجتماع مغلق عقب انتهاء اجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد، مع قيادات من التيار الديمقراطى، والشخصيات العامة التي تدفع فى اتجاه تشكيل جبهة مدنية واحدة لخوض الانتخابات.

في الوقت نفسه، يرى عمرو الشوبكي، البرلماني السابق، عضو الوفد المصرى، أن قرار الهيئة العليا لحزب الوفد، يتيح فرصة الانضمام لتحالف الوفد المصري مع تبني وثيقته والرؤية السياسية التي يطرحها.

وأكد «الشوبكي»، استمرار المشاورات لتشكيل تحالف انتخابى واحد، وقال «الباب لم يغلق وكل شيء سيتبلور الأسبوع المقبل، لكن الوفد المصري لا يعترض على انضمام أحزاب التيار الديمقراطى له، وهذه الأحزاب لم تظهر اعتراضا على الوثيقة السياسية التي أعلنها التحالف».

وأقر «الشوبكى»، بوجود ما سماه «قصورا مؤقتا» في توضيح السياسات والقضايا التي يتبناها التحالف خلال الحملة الانتخابية وتحت قبة البرلمان.

وبشأن الخلافات الأيديولوجية وتأثيرها على تشكيل التحالفات، قال «الشوبكي»، «لهذا يتأنى تحالف الوفد المصري في اتخاذ قرار الاندماج مع أي تحالف آخر، فلابد من توفر حد أدنى من التوافق على القضايا الاقتصادية والتشريعية».

من جهته، قال أمين عام حزب الدستور، ياقوت السنوسي، إن المشاورات مستمرة حتى الآن بين كل القوى المدنية، التي تؤمن بتشكيل تيار ديمقراطي مدني.