«أيتام حلب».. طفولة فى باطن الأرض - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«أيتام حلب».. طفولة فى باطن الأرض

الأطفال داخل دار أيتام "مميزون" في حلب
الأطفال داخل دار أيتام "مميزون" في حلب
كتب ــ محمد هشام:
نشر في: السبت 20 أغسطس 2016 - 7:28 م | آخر تحديث: السبت 20 أغسطس 2016 - 7:28 م
- 50 طفلا فقدوا ذويهم فى الحرب يعيشون فى دار أيتام تحت الأرض تفاديا للقصف

«على عمق طابقين تحت الأرض، ينام أيتام حلب الأوفر حظا فى النوم بأمان عن أى شخص فى المدينة التى تعانى من الحرب، على الرغم من استيقاظهم فزعين بين وقت وآخر بسبب القنابل التى تضرب الشوارع فوقهم»، بتلك الكلمات وصفت صحيفة «جارديان» البريطانية، حال الأطفال داخل دار الأيتام الوحيدة فى المدينة.

وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها اليوم، أن الأطفال يحظون برعاية شخص يدعى أسمر حلبى وزوجته، التى تدرك جيدا الآلام الناجمة عن التفجيرات، إذ لاتزال تعانى من إصابات ألمت بها إثر غارة جوية على مدرسة قبل عامين.

وتضم الدار التى أسسها الزوجان تحت اسم «مميزون» 50 طفلا، ومع تصاعد وتيرة القصف بلا هوادة قام الزوجان بنقل الملجأ تحت الأرض لتوفير ملاذ آمن.

وتتراوح أعمار الأطفال بدار الأيتام، بين عامين و14 عاما، قتل والديهم أو أصيبوا بمرض نفسى يحول دون اعتنائهم بأطفالهم أو اختطفوا فى ظل الحرب التى تمضى حاليا نحو عامها السادس.

وقال حلبى، الذى كان يعمل تاجرا قبل الحرب، إن «الأطفال تكيفوا بطريقة غير عادية مع هذه الحياة الرهيبة، فعلى سبيل المثال، بعدما كانوا يشعرون بالخوف لدى سماع صوت الطائرات، الآن فور سماعه يريدون الخروج من المبنى والنظر إلى السماء لرؤية المقاتلات وطائرات الهليكوبتر».

وأوضح حلبى أن كثيرين بالدار هم أطفال بلا مأوى، مثل الأخوين عمر (12 عاما) ومفيدة (13 عاما) اللذين وجدهما يرتديا ملابس بالية ونائمين على درج منزل عمهما، إذ أجبرهما على تسول الطعام فى شوارع المدينة المدمرة بعد وفاة والدهما، وإصابة والدتهما بانهيار عصبى ثم اختفائها فى ظروف غامضة.

وأشار حلبى، الذى ليس لديه أبناء، إلى أنه على الرغم من طرد العم لنجلى شقيقه من منزله، غير أن درج منزله كان أمنا لهما عن الشارع.

وفتحت دار الأيتام، بحسب الصحيفة، العام الماضى، إثر تنامى القلق لدى النشطاء بالمدينة بشأن العدد المتزايد من الأطفال بلا مأوى، ويتسع حاليا لنحو 100 طفل آخرين، وصول السكان الجدد مع انتظام المأساوى.

ويعمل بالدار، حسب جارديان، 25 فردا من طهاة وحراس أمن ومعلمين فى كل المواد من رياضيات ولغة عربية إلى الحياكة وتلاوة القرآن، فضلا عن إخصائيين اجتماعيين يعتنون بالحالة النفسية للأطفال ومنهم حالة ياسمين (8 أعوام).

ووصلت ياسمين التى فقدت والديها بعد أن وجدها متطوعون تتسول فى الشوارع، وكانت تعانى من الخوف من الظلام، غير أن حالتها الآن تحسنت وباتت الأولى على فصلها.

ويجرى تمويل ملجأ الأيتام، وهو الوحيد فى حلب، عبر مؤسسة خيرية وتبرعات أفراد يقيمون فى الخارج، كما أن عمله ليس مقصورا فقط على مواجهة آثار الأهوال التى عانى الأطفال منها، ولكن أيضا إعدادهم للمعاناة التى قد تنتظرهم.

وذكر حلبى أنهم فى الآونة الأخيرة قدموا للأطفال مسرحية للحديث عن الحصار تضمنت أغانى الثورة السورية، على الرغم من أنهم لا يعرفون حقا معنى كلمة «حصار»، وذلك فى ظل احتمال اقتراب نطاق الحصار من موقعهم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك