رواج أفكار السلفيين على حساب انكماش الإخوان المسلمين؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رواج أفكار السلفيين على حساب انكماش الإخوان المسلمين؟

DW
نشر في: الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 10:59 ص | آخر تحديث: الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 10:59 ص

يوحي المشهد السياسي في العالم العربي بأن تأثير حركة الإخوان المسلمين السياسي في العديد من الدول في تراجع مستمر، فيما يجد التيار السلفي رواجا لأفكاره ويبدو مهيمنا على المشهد. فهل الصورة خادعة وما هي أسباب ذلك؟

يرى المتابع للمشهد السياسي في العالم العربي منذ فترة غير قصيرة، خصوصا منذ سقوط محمد مرسي الرئيس المنتمي للإخوان المسلمين في مصر مطلع تموز/يوليو 2013، أن تنظيم الإخوان في تراجع مستمر، إذ غاب عن المشهد في مصر ظاهريا على الأقل. في المقابل، يرجح بعض المراقبين من أن المرحلة القادمة ستشهد صعود نجم السلفيين: في ليبيا تسيطر الحركات السلفية على مواقع مهمة في مدن كبيرة مثل بنغازي وفي المغرب تسيطر التيارات السلفية على الشارع، ليس بفعلها السياسي، وإنما عبر نشاطها الاجتماعي الخيري. أما في مصر فحزب النور السلفي حافظ على نشاطه السياسي والتنظيمي بعد أن دخل في الجبهة المعادية لحركة الإخوان المسلمين، كما تنشط في مصر الجماعات السلفية الجهادية بفعل هجماتها الإرهابية في سيناء وحتى في العاصمة القاهرة. هذا ناهيك عن التطورات العسكرية في العراق وسوريا بعد ظهور تنظيم " الدولة الإسلامية" المتشدد. الصورة تظهر أفول نجم الإخوان وصعود السلفيين. فهل يتطابق هذا الانطباع مع الواقع الفعلي؟ أم أن الصورة خادعة؟

تباين في مواقف السلفيين

يعتقد الدكتور علية العلاني، الباحث الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة تونس، أنه إذا كان هناك تراجع بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين فإنه يخص المشرق وليس المغرب العربي، موضحا: " في الجزائر وفي المغرب وتونس مازالت الحركة فاعلة وجزء منها في الحكومة. وفي ليبيا مازال للإخوان تواجد في البرلمان، حيث يشكلون نسبة 16% من مجموع مقاعده". لكن الوضع يختلف في المشرق العربي وبطبيعة الحال مصر في المقدمة، حسب رأي العلاني المختص في الجماعات الإسلامية والذي تابع في حواره لـDWعربية: "منع تيار الإخوان أو حل تنظيم الإخوان في مصر أثر بشكل رئيسي على وضع الإسلاميين وجعل صعود التيار السلفي أمرا طبيعيا، باعتبار أن الطبيعة لا تحتمل الفراغ، وبعد حل الإخوان وجد التيار السلفي نفسه بطبيعة الحال لوحده في الساحة".

حزب النور يملأ الفضاء السياسي الديني في مصر حاليا.

ويذكر العلاني بأن التيار السلفي كان في فترة حكم محمد مرسي القصيرة ناشطا وشريكا في العملية السياسية وحصل في الانتخابات على ربع مقاعد البرلمان، أي حوالي 26% من أصوات الناخبين. ويضيف "كان هناك تحالف ضمني بين التيار الإخواني والتيار السلفي، لكنه كان تحالفا هشا بسبب اختلاف المرجعيات في التيارين ناجمة أيضا عن صراع الزعامات". ويقول العلاني إنه باختفاء الإخوان وجد السلفيون أنفسهم في واقع جديد. ويلاحظ العلاني أنه بعد سقوط نظام مرسي انقسم التيار السلفي على نفسه، إذ "جاهر قسم بعدائه للنظام الجديد أو حاول في أحسن الأحوال الانطواء، لكن القسم الآخر والمهم في حزب النور وقف إلى جانب السلطة". هذا التباين في تصورات السلفيين في مصر، بين ضرورة طاعة الحاكم والرفض للانصياع له، لا تجعل من التيار قوة فاعلة وناشطة من أجل التغيير سياسيا، رغم قوته ظاهريا، كما يشير العلاني.

Alaya Allani Universität Tunis Tunesien

علية العلاني باحث أكاديمي تونسي مختص في الجماعات الإسلامية.

"الصبر والتحمل" من صفات الإخوان

من جانبه، يعارض الباحث الأكاديمي والكاتب الألماني ألبرشت ميتسغر في حوار لـDWعربية، الرأي القائل بأن الإخوان في حالة تراجع أو أنهم في طريقهم إلى الاختفاء عن المشهد العربي تماما، بل هو يتحدث عن تراجع مؤقت في مصر مع الحفاظ بكامل قوته في دول أخرى، كدول المغرب العربي. ويعتبر ميتسغر أن أية هيمنة محتملة للسلفيين على المشهد أمر طبيعي في الظروف الحالية، لكنها ليست نصرا "تاريخيا" أو نهائيا للتيار السلفي، نظرا للتغييرات المستمرة في طبيعة الأوضاع في العالم العربي.

في المقابل، يؤكد ميتسغر أن هزيمة الإخوان في مصر ضربة موجعة لعموم الحركة، موضحا: "أن مصر أم التنظيم لأنها الأرض التي انطلقت منها تاريخيا وهي أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان والطاقات الكبيرة الكامنة فيها، كما أنها وبفعل وجود مركز الأزهر فيها تعد من أهم الدول الإسلامية". لكنه يشدد على قدرة القيادات الإخوان على "النهوض"، لكونها "تفكر استراتيجيا وفي إطار بعد تاريخي. كما أنهم يتصفون بالصبر والتحمل، بعد أن مرت الحركة منذ خمسينات القرن الماضي وحتى انبثاق الربيع العربي بمنعطفات كبيرة وخطيرة، لذلك سيواصلون نشاطهم نظرا لوجود خبرة عملية طويلة لديهم فيما يخص العمل والتواصل في مثل هذه الظروف التي يمرون بها لتحقيق مشروعهم الفكري الديني".

ISESCO Konferenz über Medien und Dialog in Bonn

ألبرشت ميتسغر باحث الماني مختص بشؤون الشرق الأوسط

ويعتقد ميتسغر أن ظهور التيار السلفي وكأنه التيار الصاعد جاء لعدة اعتبارات منها: "أن السلفيين تأكدوا من عدم جدوى النظام الديمقراطي كوسيلة للحكم، خصوصا بعد فشل الربيع العربي. ومن جانب آخر، أثبتت السلفية المتطرفة أن "الجهاد المسلح" يأتي بثماره وأنه مجدي أكثر من الوسائل الأخرى، كما هو الحال حاليا في العراق وسوريا بعد سيطرة الجهاديين على مناطق واسعة من البلدين". وبذلك سيشكل هذا التطور في العراق وسوريا نهجا نموذجيا لأجنحة التيار السلفي في العديد من الدول العربية. ورغم ذلك، جدد الباحث ميتسغر ثقته من عودة الإخوان المسلمين إلى الواجهة نظرا لتاريخ التنظيم الطويل، مع اعتقاده في الوقت ذاته بأن تؤدي التطورات الجارية في نهاية المطاف إلى دفع المسلمين لإعادة النظر في علاقة الدين بالدولة وربما التناغم مع فكرة الدولة المدنية.

غياب التيار الليبرالي كقوة اجتماعية

وبين السلفيين والإخوان، قد يتساءل المتابع للمشهد العربي عنالتيار الليبرالي، والدور الذي بات يلعبه. وفي هذا السياق يقول الدكتور علية العلاني إن التيار الليبرا